حرية – (6/12/2023)
رغم المضايقات التي واجهوها من قوات الأمن، أعلن موزعون أمريكيون ارتفاع مبيعات “الكوفية الفلسطينية” على نحو غير مسبوق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، في شهر أكتوبر الماضي، حتى مع إزالة قوات الأمن للكوفية بالقوة في بعض الاحتجاجات وإفادة واضعيها باستهدافهم بإساءات لفظية وجسدية.
ويضع عدد متزايد من الأمريكيين “الكوفية” للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة، أو للإشارة إلى دعمهم للفلسطينيين.
وقال عازر أجاييف، الموزع الأمريكي لمصنع الحرباوي للكوفية الفلسطينية: “فجأة، أصبح لدينا المئات على الموقع الإلكتروني في وقت واحد يشترون كل ما يمكنهم شراؤه”.
وأضاف أنه “في غضون يومين، نفد المخزون الذي كان لدينا، لم ينفد فحسب، وإنما بيع بأعلى من سعره الرسمي (نتيجة الطلب الكبير)”.
ومصنع الحرباوي افتُتح، العام 1961، وهو الوحيد المتبقي في الضفة الغربية المحتلة لصنع الكوفية.
وتُباع كوفية الحرباوي، الحاصلة على براءة اختراع لعلامتها التجارية، على مستوى العالم عبر مواقعها الإلكترونية في الولايات المتحدة، وألمانيا، و”أمازون”.
وقال أجاييف إن جميع الإصدارات الأربعين الموجودة على الموقع الإلكتروني الأمريكي، والتي تتضمن العديد من الألوان الزاهية إضافة إلى اللونين الأسود والأبيض التقليديين، بيعت بشكل كامل.
مبيعات الكوفية الفلسطينية
وأظهرت بيانات “جنجل سكاوت” لتحليلات التجارة الإلكترونية أن مبيعات الكوفية زادت 75% في 56 يومًا بين الـ7 من شهر أكتوبر والـ2 من شهر ديسمبر الجاري، على “أمازون” مقارنة بالأيام الـ56 السابقة.
مبيعات وشاح فلسطيني للنساء
وزاد البحث عن “وشاح فلسطيني للنساء” 159% خلال الأشهر الثلاثة حتى الـ4 من شهر ديسمبر الجاري مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة عليها، كما زاد البحث عن “شماغ وشاح عسكري” 333% و”كوفية فلسطين” 75% و”كوفية” 68%.
وتشيع “الكوفية” في أنحاء العالم العربي، وتعود جذورها إلى 3100 عام قبل الميلاد، وأصبحت في البداية رمزًا للمقاومة الفلسطينية خلال الثورة العربية على الحكم البريطاني، العام 1936، وأصبحت فيما بعد الزي الرئيس المميز لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.
وبينما الحرباوي هو المصنع الأكثر شهرة، فهناك آخرون بينهم حرفيون صغار ومقلدون عالميون، وباعت شركة تصنيع السلع الفاخرة “لوي فيتون” نسخة خاصة بها من الكوفية العام 2021.
ويواجه الأمريكيون، الذين يؤيدون الفلسطينيين هجمات منذ بدء الصراع في الشرق الأوسط، إذ يشهد الأمريكيون المسلمون تصاعدًا في الإرهاب.
ووضعت حزامي برمادا، البالغة من العمر 38 عامًا، وهي مسؤولة سابقة في الأمم المتحدة تعيش في فرجينيا، وشاحًا فلسطينيًّا، مؤخرًا، أثناء احتجاجها خارج البيت الأبيض، وفي حي جورج تاون بواشنطن، دعمًا لوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت إن وضع الوشاح يمنحها “قوة هائلة”، إذ أعاد ربطها بتراثها الفلسطيني، وقدم رابطًا رمزيًّا للأطفال في غزة. لكنه يعرضها أيضًا لإساءات لفظية. وقالت: “أخوض مخاطرة محسوبة”.
حادث فيرمونت العنصري
في أثناء إضاءة شجرة عيد الميلاد بمركز روكفلر في مدينة نيويورك، في شهر نوفمبر الماضي، نزع ضابط أمن الكوفية عن أحد الحاضرين الذي كان يضعها، وهي لحظة التقطتها صورة لـ”رويترز”.
وقال المصور إدواردو مونوز، إن ضابط الأمن اقترب من المتظاهرين في مقدمة الحشد الذين كانوا يحملون لافتة وعلمًا فلسطينيًّا، وآخر يضع الكوفية، وأمسك بالأشياء الثلاثة، وأخذ الكوفية من حول عنق المتظاهر.
ووثَّق مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية عدة حالات لأشخاص تعرضوا للاستهداف لوضعهم الكوفية، من أب اعتُدي عليه في ملعب ببروكلين إلى طالبة دراسات عليا في جامعة هارفارد قيل لها إنها ترتدي وشاحًا “إرهابيًّا”.
وفي أخطر حادث، أُطلق النار على 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطيني، اثنان منهما يضعان الكوفية، في برلنجتون بولاية فيرمونت، بينما كانوا يتنزهون الشهر الماضي.
وأُصيب هشام عورتاني، البالغ من العمر 20 عامًا، بشلل نصفي من الصدر إلى الأسفل. واتهمت السلطات مشتبهًا به بمحاولة القتل في إطلاق النار، وتحقق فيما إذا كانت جريمة بدافع الكراهية.
وقالت تمارا التميمي، والدة أحد الطلاب، وهو كنان عبد الحميد، لشبكة (سي.بي.إس نيوز)، الأسبوع الماضي، إنها تعتقد بأنه لم يكن من الممكن استهدافهم لو لم يكونوا يرتدون ملابسهم التقليدية “ويتحدثون اللغة العربية”.
وتشجع جماعة طلاب من أجل العدالة في فلسطين، وهي منظمة ناشطة للطلاب الجامعيين الفلسطينيين في الولايات المتحدة، الطلاب على وضع كوفياتهم منذ هجوم حماس على إسرائيل، في الـ7 من شهر أكتوبر الماضي، تضامنًا مع الطلاب الذين أُطلق عليهم الرصاص في فيرمونت في الأسبوع الذي تلا الهجوم.
غير أن “آنا راجاجوبال” عضوة الجماعة قالت في هيوستون بولاية تكساس إنها وأعضاء آخرين لا يضعون الكوفية خارج الأماكن التي يعتبرونها مؤيدة للعرب والمسلمين، منذ أكتوبر، بعد أن حاصر أشخاص يلوحون بأعلام إسرائيلية مقهى كانوا فيه وأخذوا يعلون الصوت بالسباب.
وأضافت راجاجوبال، التي تبلغ من العمر 23 عامًا، وهي كاتبة مستقلة تخرجت من جامعة رايس، في شهر مايو الماضي، وعضوة أيضًا في منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، وهي جماعة تنادي باستقلال فلسطين، “أنا وصديق كنا نخلع كوفياتنا بعد مغادرة الأماكن (المؤيدة) الفلسطينية والعربية لنكون في أمان”.
ومع ذلك، يقول بائعو الكوفية الفلسطينية إن الطلب لا يتوقف، وقال مرجان طوطح، وهو مؤسس شركة في رام الله لبيع المنتجات اليدوية الفلسطينية عبر الإنترنت، إنهم لو كانوا تمكنوا من تخزين 20 ألف كوفية لكانوا باعوها.