حرية – (7/12/2023)
زيارة المسؤول الأمني الرفيع جاءت، وفقا لمصادر لبنانية، لممارسة المزيد من الضغط على القادة والمسؤولين في بيروت لتنفيذ القرار الأممي رقم 1701، وإنشاء منطقة عازلة جنوب لبنان بعمق 30 كلم، تحديدا بين نهر الليطاني والحدود الجنوبية، تكون خالية من أي تواجد لحزب الله.
وكان جان إيف لودريان قد التقى بعدد من المسؤولين اللبنانيين، ودعا إلى إجبار حزب الله على الالتزام بالقرار 1701 وإنشاء منطقة عازلة.
وجاءت زيارة إيمييه، الإثنين الماضي، لتستكمل ما بدأه لودريان، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزيف عون، إضافة إلى مسؤول رفيع في حزب الله لم يكشف عن هويته.
وسائل إعلام محلية لبنانية أشارت إلى أن رئيس الاستخبارات الفرنسية حمل في جعبته جملة من المطالب، تضاف إلى إقامة المنطقة العازلة جنوب البلاد، منها توسيع نشاط قوات الطوارئ الدولية “اليونيفل” والسماح لها بالتحرك دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني، والتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وضرورة عدم التصعيد على الحدود الجنوبية وتحييد لبنان عن الحرب الجارية في قطاع غزة.
إيمييه اقترح أيضا أن يتم سحب مجموعة القوات الخاصة لحزب الله المعروفة باسم “قوة الرضوان” من المنطقة العازلة المقترحة، مع السماح بتواجد مجموعات عسكرية أخرى للحزب في قرى جنوب لبنان ذات طابع دفاعي.
وطالب المسؤول الفرنسي بسحب عناصر “كتائب القسام” (حماس) و”سرايا القدس” (الجهاد) و”قوات الفجر” (الجماعة الإسلامية) والجبهة الشعبية – القيادة العامة وحركة أمل، من الجنوب، ومنع أي نشاط لأي فصيل فلسطيني أو لبناني في المنطقة.
التهديد باللجوء للبند السابع وفرض المنطقة العازلة جنوب لبنان
مصادر لبنانية تحدثت عن مضامين أخرى لرسالة إيمييه، كتعويل تل أبيب على باريس لتنفيذ المطالب التي طرحت سابقا، بحكم العلاقة المميزة التي تجمع لبنان بفرنسا، كما أنه هدد بحال لم تتم الاستجابة لتلك المطالب سيتم تعديل القرار 1701 في مجلس الأمن واللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق المجلس لفرض المنطقة العازلة وجعلها منزوعة السلاح.
إيمييه كرر تأكيده على الموقف الفرنسي بخصوص تجنب مخاطر التصعيد على لبنان، والتحذير من ردة الفعل الإسرائيلية، حيث يضغط نتنياهو على الولايات المتحدة وفرنسا لدعم توجيه ضربة لحزب الله بسبب خوف سكان شمال إسرائيل من العودة لمنازلهم.
المصادر أكدت أن حزب الله رفض كل ما جاء في جعبة رئيس الاستخبارات الفرنسية، معتبرا أنها تحمل في طياتها تهديدا له وللبنان، وأن الحل يبدأ بوقف الحرب في غزة كي يعود الهدوء تدريجيا إلى جنوب لبنان.
كما أن الحزب لن يقدم تطمينات لإسرائيل، ما لم تعلن عن استعدادها لإعادة الأراضي اللبنانية التي تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال قرية الغجر.
وأثارت زيارة إيمييه وقبله لودريان جدلا على الساحة السياسية اللبنانية، حيث اعتبر عدد من المسؤولين أن الموفدين الفرنسيين جاءا محملين بمطالب إسرائيلية، كما أنهما استخدما لغة التهديد في وقت تواجه فيه البلاد أزمات دستورية خطيرة على رأسها أزمة الشغور الرئاسي، فضلا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي أنهكت المجتمع اللبناني.
وما عزز هذه المشاعر لدى المسؤولين اللبنانيين أن إيمييه قام بزيارته لبيروت دون جدولة مسبقة، وجاءت بعد زيارته لإسرائيل حيث التقى برئيس الموساد دايفيد برنياع ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي.
وفد عسكري فرنسي في إسرائيل
كما تزامنت الزيارة مع وصول وفد من الجيش الفرنسي إلى إسرائيل، للمساهمة في الجهود الفرنسية الرامية للتوصل لحلول دبلوماسية لتجنب اشتعال الجبهة جنوب لبنان، حيث سيلتقي الوفد بنظرائه الإسرائيليين لمناقشة سبل فرض تنفيذ القرار 1701 وإنشاء المنطقة العازلة جنوب لبنان، بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”.
وبحسب الصحيفة، تدخلت فرنسا في القضية بناء على طلب وزير الخارجية إيلي كوهين الذي قال لنظرائه في فرنسا ودول أخرى إنه إذا لم ينجح النشاط الدبلوماسي فإن إسرائيل ستضطر إلى القيام بعمل عسكري لإخراج حزب الله من جنوب لبنان.
وقالت الصحيفة إن بدء عمل الفريق الفرنسي في إسرائيل سيكون أول إجراء مهم تتخذه باريس ضد حزب الله. وأضافت أن جهودا غربية ودولية تبذل حاليا لمنع حدوث انفجار سياسي كبير خارج الساحة في غزة. موردة أنه من المتوقع أن يجتمع وزير الخارجية الإسرائيلي بنظيرته الفرنسية كاثرين كولونا الخميس، حيث كانا قد قررا تشكيل فرق موازية لمراقبة عملهما.