حرية – (9/1/2024)
قال رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة القاضي حيدر حنون، يجـب العـمل على إيقاظ الضمائر وجذب الناس نحو جبهة النزاهة في مواجهة معسكر الفساد.
وأشاد حنون ، في كلمةٍ له بحفل افتتاح مبنى تحقيق الهيئة في محافظة بابل، الذي حضره رئيس محكمة الاستئناف في المُحافظة وعميد كلية القانون في جامعة بابل، بجهود الحكومة المركزيَّة والحكومات المحليَّة في المُحافظات لمباشرتها في عمليَّات الإعمار الكبرى التي تقوم بها، مُنوّهاً بإيلائها الاهتمام الكبير في تشييد البنايات اللائقة لمُؤسَّسات الدولة، لا سيما الرقابيَّة منها، التي تحتضن المواطنين وتُقدّم لهم الخدمات، أو تكون محلاً لتلقي شكاواهم وبلاغاتهم.
ولفت إلى أنَّ الاهتمام ببنايات مُؤسَّسات الدولة وتأهيلها يتَّسق مع النظام الديمقراطيّ في العراق الذي يضع خدمة المواطن وحقوقه وحريَّاته ضمن أولويَّاته، مُنبّهاً إلى أنَّ السعي لتشييد مقار رصينة ولائقة يسهم في توفير بيئةٍ ملائمةٍ للعاملين لتقديم الخدمات الفضلى للمواطنين من جهةٍ، وتهيئة الأماكن المريحة الصالحة لاستقبال المراجعين لتلك الدوائر من جهة أخرى.
وشدَّد حنون على ضرورة اعتماد قواعد العمل في مُؤسَّسات الدولة التي في قمة أولويَّاتها مراعاة المواطنين وتقديم الخدمة المناسبة لهم، مُنبّهاً إلى أنَّ عمل هيئة النزاهة متناسقٌ مع عمل القضاء؛ لأنَّه يتعلَّق بحقوق الناس وحريَّاتهم وكرامتهم، مُشدّداً على مراعاة حقوق المُتَّهمين واعتماد قاعدة العدالة التي عدَّها من القواعد الإنسانية، مُحذّراً من مجانبة العدالة وظلم الناس، مؤكداً أنَّ أخطر ما في الحياة “مفارقة العدل ومجاملة الظالم والسير بركابه” .
ولفت رئيس الهيئة إلى أنَّ مكافحة الفساد عملٌ جماعيٌّ تشترك فيه عدَّة أطراف، بدءاً بالقضاء والنزاهة، مروراً بديوان الرقابة الماليَّة والانتربول ومكتب مكافحة غسيل الأموال، وبقيَّة مُؤسَّسات الدولة، فضلاً عن دور القطاع الخاص ومُنظَّمات المجتمع المدني الساند لعمل الهيئة، مُثنياً على ما تُقدّمُه السلطات الثلاث من دعمٍ وإسنادٍ للأجهزة الرقابيَّة في سعيها المتواصل لمحاربة الفساد، مُثمّناً دور السلطة القضائيَّة وقضاة التحقيق في مكافحة الفساد، وإسناد مُحقّقي الهيئة الذين يعملون تحت إشرافهم، مُنبّهاً إلى أنَّ التوأمة مع القضاء والقرب منه يجعل “عملنا أكثر رصانة ودقة ويبعده عن الخطاً والزلل”.
واختتم كلمته قائلا:” بأنَّ المجتمع العراقيَّ هو مجتمعُ النزهاء الذين هم الأكثر فيه، مشيراً إلى أنَّ الفاسدين هم الفئة القليلة، وينبغي محاصرتها؛ لتصبح منبوذة وممقوتة، حاثاً مُديريَّات تحقيق الهيئة ومكاتبها في بغداد والمحافظات على مزجّ عملهم التحقيقيّ الزجريّ بالميدان التوعويِّ التثقيفيِّ، والعمل على إيقاظ الضمائر وجذب الناس نحو جبهة النزاهة في مواجهة جبهة الفساد، مُبيّناً أنَّ الفاسد سيبقى وإن تحدَّث بالفضائل فاسداً ما لم يتطهَّر، لافتاً إلى أنَّ التطهُّر يكون عبر ثلاثة أمور: إعادة أموال الشعب إلى الشعب، والاعتذار منه عمَّا اقترفت يداه، والمثول أمام القضاء وأخذ الجزاء العادل”.
وأكد حنون خلال زيارته رئيـس الهيئـة لمحافظــة بابل اللقاء برئيـس جامعتها قحطان هادي حسين” أهميَّة التعاون بين الأجهزة الرقابيَّة مع الجامعات؛ لنشر وترسيخ قيم النزاهة وإدراجها في مناهج أخلاقيَّات المهنة وحقوق الإنسان والديمقراطيَّة المعمول بها في عددٍ من الكليَّات؛ للتعريف بقيم النزاهة والتوعية بخطر الفساد.
من جانبه؛ أشاد رئيس جامعة بابل بإنجازات الهيئة الأخيرة، وكذلك الدور الذي تضطلع به الهيئة في نشر ثقافة النزاهة والحث على التزام أخلاقيَّات الوظيفة العامة ولوائح السلوك الوظيفي./