حرية – (15/1/2024)
وصلت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، إلى روسيا، في زيارة رسمية قد تساهم في تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين، بينما تواصل روسيا حربها في أوكرانيا، وتهيئ الظروف لزيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونج يانج.
وأظهرت روسيا، وكوريا الشمالية، الحليفتان منذ أمد طويل، تقارباً منذ زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلى الشرق الأقصى الروسي في سبتمبر 2023 للقاء الرئيس الروسي بوتين.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن “تشوي سون هوي، وزيرة خارجية جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ستقوم بزيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية في الفترة من 15 إلى 17 يناير بدعوة من وزير خارجيتها سيرجي لافروف”.
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن موسكو تأمل زيارة الرئيس فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية في المستقبل المنظور، مشيراً إلى أن الاتفاق على المواعيد “سيتم عبر القنوات الدبلوماسية”.
وأضاف أن لقاء بوتين مع وزيرة خارجية كوريا الشمالية “غير مستبعد”، متوقعاً إجراء مفاوضات مثمرة ومكثفة مع وفد كوريا الشمالية، لافتاً إلى أن موسكو تعتزم مواصلة تطوير الشراكات مع بيونج يانج في كافة المجالات.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن المحادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيرته الكورية الشمالية تشوي سونج، ستجرى الثلاثاء في موسكو.
وزار مسؤولون روس كبار، من بينهم وزيرا الدفاع والخارجية، كوريا الشمالية العام الماضي، ما أثار مخاوف غربية بشأن صفقات أسلحة محتملة.
وفي مطلع يناير، اتهم البيت الأبيض، كوريا الشمالية بنقل صواريخ باليستية ومنصات إطلاق إلى روسيا، فيما وصفه بـ”التصعيد الكبير والمثير للقلق” في دعمها للجهد الحربي الروسي.
واستخدمت روسيا، صواريخ حصلت عليها من بيونج يانج، ويبلغ مداها نحو 900 كيلومتر، في هجمات ضد أوكرانيا، بحسب مسؤولين أميركيين.
بدورها، اتهمت كوريا الجنوبية، بيونج يانج، بتزويد موسكو بأكثر من مليون قذيفة مدفعية مقابل الحصول على مساعدة تكنولوجية لأقمارها الاصطناعية العسكرية.
وقالت الولايات المتحدة في أكتوبر 2023، إن كوريا الشمالية سلمت روسيا، أكثر من ألف حاوية محملة بمعدات عسكرية وذخائر.
ومن المرجح أن يوفر التعاون مع روسيا، دفعة هائلة لاقتصاد بيونج يانج، المتضرر من العقوبات الغربية، بينما يساعد الزعيم الكوري الشمالي في خططه لنشر مجموعة من أقمار التجسس الصناعية لمراقبة القوات الأميركية في المنطقة.
وفي نوفمبر الماضي، نجحت بيونج يانج في وضع قمر صناعي للمراقبة العسكرية في المدار، وقالت إن القمر يقدم صوراً لمواقع عسكرية أميركية وكورية جنوبية رئيسية، لكنه لم يعرض الصور التي يقول إنه يمتلكها.
ويقول خبراء إن وضع قمر صناعي للتجسس في مداره، من شأنه أن يحسن سعي كوريا الشمالية للحصول على معلومات استخباراتية، خصوصاً بشأن منافستها الجنوبية، من خلال الوصول إلى بيانات مهمة في الفترة التي تسبق صراعاً عسكرياً.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أن بيونج يانج تلقت مساعدة تكنولوجية حاسمة من روسيا لوضع القمر الصناعي “ماليجيونج 1” في مداره بنجاح.
وأعلن حزب العمال الكوري الذي يتولى السلطة في البلاد، عزمه على إطلاق ثلاثة أقمار صناعية جديدة للتجسس عام 2024 حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عقب اجتماع لجنته المركزية السنوي حيث يتم تحديد التوجهات الاستراتيجية للبلاد.
وبالإضافة إلى تعهدات بوتين بالمساعدة في برنامج الفضاء، فإن المساعدات الروسية، يمكن أن تسمح لكيم بتعزيز بعض أولوياته الأخرى التي تتراوح بين نشر غواصة تعمل بالطاقة النووية وتعزيز إمدادات الإسكان بشكل كبير.
توتر متصاعد في شبه الجزيرة الكورية
وقالت كوريا الجنوبية واليابان، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً متوسط المدى على ما يبدو، قبالة ساحلها الشرقي، الأحد، في ظل تصاعد التوتر بعد إطلاق بيونجيانج مؤخراً لصاروخ باليستي عابر للقارات.
وصعدت كوريا الشمالية، ضغوطها على سول في الأسابيع القليلة الماضية، ووصفتها بأنها “العدو الرئيسي”، وقالت إن الشطر الشمالي لشبه الجزيرة الكورية لن يتحد مرة أخرى مع الشطر الجنوبي. وتعهدت أيضاً بتعزيز قدرتها على توجيه ضربة نووية إلى الولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ.
وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان، إن كوريا الشمالية أطلقت الصاروخ، الأحد، من منطقة بيونج يانج حوالي الساعة 2:55 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (05:55 بتوقيت جرينتش) والذي حلق لمسافة تقرب من ألف كيلومتر قبالة الساحل الشرقي للبلاد. وأضاف الجيش أن سول تجري تحليلاً حول الصاروخ بالتنسيق مع الولايات المتحدة واليابان.
وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إن أقصى ارتفاع للصاروخ، كان 50 كيلومتراً على الأقل، مضيفة أن الصاروخ سقط على ما يبدو خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. وانتقدت الوزارة عملية الإطلاق باعتبارها انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة.
وأعاد الجنود الكوريون الشماليون، الأسلحة الثقيلة، إلى المنطقة منزوعة السلاح حول الحدود بين الشمال والجنوب، وأعادوا مواقع الحراسة التي هدمها البلدان، وذلك بعدما علقت سول جزءاً من اتفاق عسكري أبرم عام 2018 احتجاجاً على إطلاق بيونجيانج قمراً صناعياً لأغراض التجسس.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية النظرية، نظراً لانتهاء الحرب الكورية التي دارت رحاها من 1950 إلى 1953 باتفاق هدنة بدلاً من معاهدة سلام.