حرية – (16/1/2024)
أعلنت شركات الخدمات اللوجستية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد شركات الصناعات التحويلية التي تسعى إلى نقل منتجاتها جوا في الأسابيع القليلة المقبلة، بعدما أجبرتها الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر على البحث عن طرق بديلة، في تحول قد يستفيد منه قطاع الشحن الجوي الذي يعاني من ضعف الطلب عقب جائحة كوفيد-19 ومن الطاقة الفائضة.
ويقع البحر الأحمر وقناة السويس على طريق تجاري رئيس يمر من خلاله نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية، كما تعد قناة السويس أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا.
وأثرت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن في المنطقة منذ أكثر من شهرين على الشركات وأثارت قلق القوى الكبرى في ظل تصاعد تبعات التصعيد في غزة.
وكان رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، قد قال الجمعة الماضي، إن إيرادات القناة انخفضت 40 بالمئة منذ بداية العام مقارنة بعام 2023، بعد أن أدت هجمات الحوثيين في اليمن على سفن إلى تحويل مسار إبحارها بعيدا عن هذا الممر.
وظلت أسعار الشحن الجوي مستقرة نسبيًا بسبب تزامن أزمة الشحن مع هدوء موسمي في الطلب، لكن أظهرت بيانات منصة الحجز والدفع للشحن الدولي (فريتوس) ارتفاعا في أسعار الشحن من الصين إلى أوروبا بنحو 91 بالمئة على أساس أسبوعي الأحد الماضي.
وقال إنفي رود، رئيس الخدمات اللوجستية الجوية في شركة الخدمات اللوجستية العالمية “كونيه + ناجل”: “نتحدث بالفعل مع العديد من العملاء حول زيادة القدرة الجوية، لدينا في يناير/ كانون الثاني مناقشات ومقترحات أكثر بنحو 20-30 بالمئة من المعتاد”.
ويعد الشحن الجوي مكلفا مقارنة بنظيره البحري، وغير تنافسي للسلع الضخمة ذات هامش الربح المنخفض.
وساهمت تلك العوامل في تقلص مساهمة الشحن الجوي في حركة التجارة العالمية إلى أقل من واحد بالمئة، وفق بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).
ولكن أصبح الشحن الجوي خيارا جذابا منذ الهجمات التي أجبرت شركات الشحن على استخدام طرق بحرية تؤثر على مواعيد التسليم بسبب طول المسافة.
وقالت شركات خدمات لوجستية ألمانية وفرنسية وأمريكية إنها “تعمل على توفير مساحة إضافية للشحن الجوي”.
وأضافت مصادر لوجستية أن “العملاء يدرسون فرص الشحن متعدد الوسائط، مثل الشحن بحرا إلى الشرق الأوسط، ثم جوا إلى أوروبا”.
وقالت “كونيه +ناجل” إن “بعض العملاء بدأوا بالفعل في إرسال الحاويات إلى دبي ولوس أنجلوس ثم نقل البضائع جوا إلى الوجهة التالية”.
وقالت شركة “ديميركو” للشحن الجوي التي تركز على آسيا إن “العملاء يدرسون تكلفة الجمع بين الشحن البحري والجوي عبر دبي، إضافة إلى خدمات الشحن الجوي المباشر”.
وتوقعت شركات الشحن زيادة عدد الشركات المصنعة التي تلجأ إلى الشحن الجوي في حال استمرت أزمة البحر الأحمر.