حرية – (16/1/2024)
أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، هيثم الغيص، اليوم الأربعاء، أن الخزين النفطي يكفي للقرن الحالي والمقبل ولا يوجد أن قلق بهذا الشأن، مشيراً إلى أن إمدادات الخام في توسع مستمر بفضل التحسن في اقتصادات العالم.
وقال الغيص في مقالة على موقع المنظمة، إنه “لا يوجد أي قلق حول قاعدة الموارد المتاحة، وهي كبيرة بما يكفي للقرن الحالي وما بعده، كما أن إمدادات النفط توسعت بفضل التقدم المستمر في التكنولوجيا التي ساعدت على خفض التكاليف، وفتحت آفاقاً جديدة، وأضافت احتياطيات جديدة”.
وأشار إلى “وجود نقاشات قليلة حول ذروة المعروض النفطي، وتحول التركيز إلى الحديث عن ذروة الطلب على النفط”.
وأوضح الغيص أن “الحديث عن ذروة إنتاج النفط قد ظهر في وقت مبكر من ثمانينيات القرن التاسع عشر، حيث توقع البعض استنفاد الإمكانيات النفطية في الولايات المتحدة، بسبب زوال حقول النفط في ولاية بنسلفانيا الأميركية آنذاك”.
وعلى الرغم من تلك التوقعات، إلا أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ما يزال في تزايد مستمر بعد مرور أكثر من 70 عاماً على ظهور نظرية “ذروة إمدادات النفط”، بحسب مقال الغيص.
وأضاف “عادت المناقشات حول ذروة إمدادات النفط إلى الظهور مرة أخرى في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث ذكر الجيولوجي كولن كامبل في أواخر التسعينيات أن إنتاج النفط العالمي سيصل إلى ذروته في عام 2004 أو 2005 تقريبًا، وبعد ذلك سيتعين على العالم الاعتماد على النفط المتضائل في إنتاجه باستمرار، والأكثر تكلفة.
وفي عام 2006، قال المصرفي والاقتصادي الأميركي ماثيو سيمونز إن إنتاج النفط العالمي ربما بلغ ذروته في عام 2005.
وبحسب الغيص فإنه “على مر التاريخ، تم الحديث حول التنبؤات بشأن ذروة إمدادات النفط بشكل متكرر لتنتقل إلى وقت لاحق بالمستقبل، وبمستويات تزداد في كل تنبؤ”.
وأشار الأمين العام لمنظمة “أوبك” إلى وجود أحاديث حول سياسات ترى أن النفط لا ينبغي أن يكون جزءا من مستقبل الطاقة المستدامة.
وأوضح أن الأمر مماثل للجدل حول ذروة إمدادات النفط، قائلا إنه لا ينبغي نسيان الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في المساعدة على تقليل الانبعاثات، خاصة في ظل الأهمية العالمية للنفط باعتباره أحد أهم الموارد الأمنة والمتاحة للطاقة.
وقال أمين عام “أوبك” إن تقرير “سيتي بنك” لعام 2013 بعنوان “نمو الطلب العالمي على النفط – النهاية قريبة” قد أشار إلى أن نمو الطلب على النفط قد يصل إلى ذروته في وقت أقرب بكثير مما توقعه السوق.
“ومع ذلك، كان الطلب على النفط في عام 2012 أقل من 90 مليون برميل يومياً، في حين أن الطلب اليوم يزيد عن 100 مليون برميل يومياً”، بحسب الغيص.
وأضاف أن مستوى الطلب اليوم قد تجاوز مستويات ما قبل كوفيد-19، حيث أشار بعض المتنبئين في بداية الوباء إلى أن مستويات الطلب على النفط لن تتجاوز أبدًا تلك التي شوهدت في عام 2019.
وقال الغيص: “من الواضح أن ذروة الطلب على النفط لا تظهر في أي توقعات على المدى القصير والمتوسط”.