حرية – (25/1/2024)
في واقعة غريبة، لم تكن في الحسبان، استيقظ الآلاف من ركاب الخطوط الجوية في أنحاء أوروبا، يوم الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، ليجد بعضهم في مدن والبعض الآخر في دول مختلفة، غير تلك التي حجزوا للسفر لها.
وحسب ما نشرته صحيفة “CNN”، فإن عاصفة إيشا أثارت فوضى كبيرة في جداول الرحلات الجوية، الشيء الذي تسبب في إلغاء وتحويل مسار ودوران عشرات الرحلات الجوية حول أوروبا الغربية.
وقد كانت هذه الرحلات بالنسبة للركاب مختلفة، ولم تلبّ لهم رغبتهم الأساسية، وهي الوصول في أقرب وقت ممكن إلى وجهتهم المنشودة.
إذ بالنسبة للأشخاص الذين سافروا من أيرلندا والمملكة المتحدة أو إليهما، صار الطيران بمثابة ملحمة بالنسبة لهم، بعد أن تعرضت المطارات في أيرلندا والمملكة المتحدة لأضرار بالغة من جراء العاصفة إيشا؛ حيث بلغت سرعة الرياح 90 ميلاً (144.8 كيلومتر) في الساعة عبر مدارج الطائرات.
الشيء الذي جعل العديد من الطائرات المتجهة غرباً تحول اتجاهها إلى أماكن أكثر أمناً في أوروبا القارية، وغالباً ما حاولت الطيران إلى الوجهة الصحيحة في البداية قبل أن تفشل في الهبوط.
مئات الرحلات تغير مسارها بسبب عاصفة إيشا
وكانت شركة Ryanair أكثر المتأثرين من عاصفة إيشا؛ بعد أن اضطرت لإلغاء 166 رحلة طيران داخلية وخارجية يوم الأحد 21 يناير/كانون الثاني 2024، وفقاً لكيفن كولينان، رئيس مجموعة الاتصالات في شركة “DAA”، مُشغِّل مطار دبلن.
وشهد ذات المطار أيضاً تحويل مسار 36 رحلة والتفاف 34 رحلة حول طريق أطول؛ حيث تتخلى الطائرات عن محاولة الهبوط في منتصف العملية وتقرر “الالتفاف” لتجربة طريق آخر.
وتشرح الأرقام المشاهد غير العادية التي ظهرت عندما حاولت الطائرات إكمال رحلاتها من وإلى أيرلندا بسبب عاصفة إيشا.
إذ وصلت رحلة تابعة لشركة Ryanair من لانزاروت، في جزر الكناري، إلى دبلن تقريباً، قبل أن تستدير وتتحول إلى بوردو في فرنسا، قبل أن تقوم بأي محاولة من أجل الهبوط.
فيما شهدت مدينة كورك، في أيرلندا، 13 عملية إلغاء يوم الأحد، 21 يناير/كانون الثاني، بالإضافة إلى 6 عمليات تحويل وسبع التفافات.
إضافة إلى ذلك، تضررت المملكة المتحدة بشدة، بعد أن اضطرت أكثر من 100 رحلة في مطارات المملكة المتحدة إلى تغيير مسارها، وفقاً لشركة “NATS”، مراقب الحركة الجوية في المملكة المتحدة.
تفاصيل عن سرعة الرياح وصعوبة هبوط الطائرات
وحسب ستيف فوكس، رئيس العمليات في شركة NATS، قال في منشور على مدونة الشركة: “كان وجود عاصفة إيشا ملموساً في جنوب إنجلترا وأيرلندا تحديداً؛ حيث وصلت سرعة الرياح الجنوبية الغربية إلى 70-75 ميلاً (112-120 كم) في الساعة؛ مما يعني رياحاً متقاطعة في مطاراتنا الرئيسية في الجنوب، وهو ما يضيف مزيداً من العرقلة والاضطرابات إلى التحديات التي تواجهها أطقم الطيران”.
وأضاف: “في شمال البلاد، كانت الرياح أكثر شراسة بسبب عاصفة إيشا؛ حيث بلغت سرعة الرياح أكثر من 90 ميلاً (144.8 كم) في الساعة مما خلق مشكلات ليس فقط للطيران بل للبنية التحتية للنقل بأكملها”.
فيما قال أحد الطيارين الذين هبطوا في مطار هيثرو بلندن في وقت متأخر من بعد الظهر، لشبكة “CNN”، إنهم واجهوا رياحاً تبلغ سرعتها 90 عقدة (نحو 46 متراً في الساعة) على ارتفاع 3000 قدم (914 متراً)، التي انخفضت إلى 35 عقدة (18 متراً في الساعة) على مستوى الأرض.
وأضاف نفس الطيار، الذي لم يكشف عن هويته اتباعاً لتعليمات الشركة التي يعمل لديها والتي لا تسمح له بإعطاء تصريحات للإعلام باسمها: “إنَّ إنزال الطائرة بأمان في ظروف مثل الأمس استلزم جهداً جماعياً ضخماً، وليس فقط ممن يقود الطائرة”.
ثم ختم بالقول: “يمثل هذا تحدياً كبيراً ليس فقط للطيارين لكن أيضاً لمراقبي الحركة الجوية الذين يُوجِّهون الطائرة إلى نقطتها النهائية، والسلامة لا تتحقق بصورة عشوائية، بل تتعلق بالتخطيط وإتاحة البدائل عندما لا يكون الهبوط مضموناً في وجهتك”.