حرية – (28/1/2024)
تزامناً مع انطلاق الرحلة الأولى لـ”أكبر سفينة سياحية في العالم”، السبت 27 يناير/كانون الثاني 2024، أعربت العديد من الجهات والمنظمات البيئية عن قلقها بسبب استخدام السفينة الضخمة كمية كبيرة من الغاز الطبيعي المسال الذي ينبعث منه غاز الميثان الضار بالمناخ.
موقع شبكة “BBC” البريطانية الذي أورد الخبر، أشار إلى أن طول أكبر سفينة سياحية في العالم والمعروفة باسم “أيقونة البحار”، يبلغ 365 متراً (1197 قدماً) وتتألف من 20 طابقاً ويمكنها استيعاب 7600 راكب كحد أقصى، في حين وصلت تكلفة إنشائها إلى 2 مليار دولار أميركي.
حيث بدأت السفينة المملوكة لمجموعة “رويال كاريبيان”، والتي يوجد فيها أكثر من 40 مطعماً وباراً وصالات ترفيه، رحلتها من أحد موانئ مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، حيث تستمر جولتها 7 أيام، وهي تتنقل بين جزر البحر الكاريبي.
بينما نقلت وكالة رويترز عن بريان كومر، مدير البرنامج البحري في المجلس الدولي للنقل النظيف، وهو مركز أبحاث للسياسات البيئية، قوله: “بحسب تقديراتنا، فإن استخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود يسبب انبعاثات الغازات الدفيئة خلال دورة الحياة بنسبة تزيد على 120% مقارنة بالوقود البحري”.
فيما يتعلق بتأثيرات الاحتباس الحراري، فإن غاز الميثان أسوأ من غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 مرة على مدى عشرين عاماً، ما يجعل خفض هذه الانبعاثات أمراً أساسياً لكبح ارتفاع درجة حرارة الأرض.
قلق من إبحار أكبر سفينة سياحية في العالم
بينما تستخدم السفن السياحية مثل أيقونة البحار، محركات منخفضة الضغط وثنائية الوقود ينبعث منها غاز الميثان إلى الغلاف الجوي في أثناء عملية الاحتراق. وتقول “رويال كاريبيان” إن أكبر سفينة سياحية في العالم أكثر كفاءة بنحو 24% من متطلبات المنظمة البحرية الدولية في ما يتعلق بانبعاثات الكربون.
حيث قال جوها كيتولا مدير البحث والتطوير والهندسة في شركة وارتسيلا التي طورت محركات أكبر سفينة سياحية في العالم الجديدة، إن المحركات تحول الغاز الطبيعي إلى طاقة بداخل أسطوانة، حيث “يجري التأكد من تحويل كل الغاز الطبيعي إلى طاقة”.
أضاف كيتولا أن الغاز الذي لا يتحول إلى طاقة يمكن أن يتسرب إلى الغلاف الجوي في أثناء عملية الاحتراق، وأن تكنولوجيا محركات الغاز الطبيعي التي تصنعها “وارتسيلا” ينبعث منها غاز ميثان أقل بنسبة 90% عما كانت تنتجه قبل 20 إلى 30 عاماً.
بينما قالت آنا بارفورد الناشطة في منظمة “ستاند إيرث” غير الربحية، إن “الميثان يخضع لمزيد من التدقيق”، مشيرة إلى أن المنظمة البحرية الدولية قالت الصيف الماضي، إن جهودها لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تشمل معالجة انبعاثات الميثان.
فيما يجري تصميم السفن السياحية الحديثة للعمل بزيت الغاز البحري التقليدي أو الغاز الطبيعي المسال، أو بدائل مثل الغاز الطبيعي المسال الحيوي الذي لا يمثل سوى جزء صغير من استهلاك الوقود في الولايات المتحدة.