حرية – (28/1/2024)
رأت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية، يوم الأحد، أن عملية تمركز القوات الأمريكية في العراق وسوريا الآن – تمثل آخر بقايا المغامرة الأمريكية الفوضوية والمدمرة التي استمرت عقدين من الزمن – وقد حان الوقت لعودة الجنود إلى وطنهم.
وبحسب تقرير للمجلة الأمريكية، فإن “منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، أصبح الشرق الاوسط “على شفا حرب اقليمية شرسة”، مضيفا انه برغم التهديد المتمثل باحتمال انجرار الولايات المتحدة الى حرب أخرى طويلة ومكلفة في الشرق الاوسط، فان نحو 3400 جندي أمريكي ما يزالون منتشرين في سوريا والعراق باهداف غير واضحة”.
وبالنظر إلى عدم قدرتها على الرد، فإن هؤلاء الجنود الأمريكيين أصبحوا بمثابة أهداف سهلة للميليشيات التي منذ منذ 7 اكتوبر/تشرين الأول شنت عليهم أكثر من 150 هجوماً، ولهذا فإن الوقت قد حان من اجل إعادة هولاء الرجال والنساء إلى منازلهم وإبعادهم عن الأذى، وفق التقرير الأمريكي.
وذكر التقرير بان وجود هذه القوات في العراق وسوريا هو من بقايا مهمة محاربة تنظيم داعش، الا ان “خلافة” التنظيم جرى القضاء عليها في العام 2019 بينما ظلت هناك جيوب للمسلحين غير المنظمين الذين يواصلون القتال، غير ان من الافضل محاربتها من خلال قوى محلية مثل الجيش والشرطة العراقيين والمقاتلين الكورد، ومن خلال عمليات “ما وراء الافق” المتمثلة بالطائرات المسيرة او العمليات الجوية الاخرى.
وتابع انه في ظل تمركز مجموعة حاملة طائرات في البحر الابيض المتوسط وقوة بحرية كبيرة في البحر الاحمر، فان البحرية الامريكية في تتمتع بقدرة جيدة على التصدي لعودة محتملة ل داعش في جميع كافة انحاء الشرق الاوسط.
واعتبر التقرير ان العراق يمثل بشكل خاص منطقة تتعرض فهيا القوات الامريكية لخطر لا ضرورة له ويعرض ايضا للخطر المهمة الامريكية غير المعلنة المتمثلة في اضعاف النفوذ الايراني في المنطقة.
وزاد تقرير المجلة الأمريكية بالقول إن “من بين المهمات الرئيسية للقوات الامريكية في العراق، تتمثل في تدريب وتجهيز القوات العسكرية العراقية لتعزيز قدرتها على مقاومة القوى المدعومة من ايران، الا انه من المفارقات ان العديد من الوحدات العراقية التي دربتها الولايات المتحدة، قد نقلت هذه التعليمات الى الميليشيات المدعومة من ايران.
وبعد الإشارة إلى أن البرلمان العراقي سبق له أن صوت لصالح انسحاب القوات الامريكية من البلد، وان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني دعا مؤخرا الى “خروج سريع” للقوات الامريكية من خلال التفاوض، اوضح الشعب الامريكي سيكون محقا في التساؤل عما لا تزال القوات الامريكية تقوم به في العراق بعد مرور 20 سنة.
واقترح التقرير، أن تنتهج واشنطن خيارا لتحقيق الامن من خلال قيامها بسحب قواتها والعمل بدلا من ذلك مع القادة الكورد لترتيب اتفاق امني بين قواتهم مع الحكومة السورية، وهو وضع كان قائما قبل بدء الحرب الاهلية.
وخلص التقرير الأمريكي، إلى القول إن “عملية الانتشار العسكرية الامريكية في العراق وسوريا، تمثل البقايا الاخيرة لمغامرة الولايات المتحدة الفوضوية والمدمرة التي استمرت عقدين من الزمن في الشرق الاوسط، وانه كان ينبغي لهذه الصراعات المكلفة ان تنتهي منذ فترة طويلة”.
وزاد: “إبقاء قواتنا على الأرض لا يؤدي سوى إلى توفير اهداف جذابة للاطراف الفاعلة المحلية المعادين الذين يريدون توجيه رسالة رخيصة الى الولايات المتحدة مفادها انهم لا يحبون وجودنا او دورنا في اسرائيل”.
وختم التقرير، بالقول: “في حال كانت عمليات الانتشار العسكري هذه حيوية لأمن امتنا، فإن المخاطرة قد تكون مقنعة عندها، إلا أنها ليست كذلك، وقد حان الوقت لكي يلتزم الرئيس جو بايدن بتعهده خلال حملته الانتخابية بانهاء الحروب الأبدية، وإعادة رجالنا ونسائنا إلى الوطن”.