حرية – (28/1/2024)
أكدت، اليوم الأحد، مصادر ميدانية في محافظة درعا مقتل أسامة شحادة العزيزي المعروف بلقب أبو الليث العزيزي والذي يشغل منصب والي حوران في تنظيم “داعش”. وجاء مقتل العزيزي بعد يومين من الاشتباكات التي شهدتها مدينة نوى غرب درعا في جنوب سوريا بين فصائل التسويات ومجموعات مسلحة محلية تساندها اللجان المركزية ضد خلايا يشتبه بتبعيتها لـ”داعش”.
وتحدثت مصادر محلية عن سيطرة الفصائل على منزل كانت تتحصن فيه المجموعة المتهمة بالانتماء للتنظيم في الحي الشمالي للمدينة، وسط أنباء عن مقتل عناصرها كافة، وعددهم خمسة، بينهم عنصر كان يرتدي “حزاماً ناسفاً”.
واستخدمت خلال الاشتباكات التي اندلعت مساء أمس وتجددت صباح اليوم، قذائف “آر بي جي” ومضادات أرضية وأسلحة رشاشة، وأسفرت أيضاً عن مقتل عنصر من الفصائل المحلية وإصابة ستة آخرين.
وشهدت مدينة نوى حظر تجول، كما تم تعليق دوام المدارس حتى إشعار آخر.
وأرسل “اللواء الثامن” التابع لفرع الأمن العسكري رتلاً من بصرى الشام إلى نوى، يضم عشرات السيارات ومضادات أرضية، لمساندة الفصائل المحلية.
وتحدث موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي عن معلومات تشير إلى وجود “قيادات رفيعة المستوى” من “داعش” داخل المنازل التي تحاصرها الفصائل المحلية منذ مساء أمس.
من هو؟
وأسامة شحادة عزيزي، من مواليد بلدة الشجرة التي كانت عاصمة نفوذ “داعش” في المنطقة الجنوبية عندما كان ينشط تحت ستار “جيش خالد بن الوليد” حتى عام 2018، تاريخ التسوية مع الجيش السوري، وخروج التنظيم من المنطقة.
ويعتبر عزيزي من أخطر المطلوبين لأجهزة الأمن السورية منذ وقت مبكر من الأزمة، اذ ورد اسمه في قائمة مطلوبين للاستخبارات الجوية عام 2012. وقد تنقل بين فصائل مسلحة عدّة قبل أن يستقر به المطاف في أحضان “جيش خالد بن الوليد” الذي كان يعدُّ عملياً بمثابة فرع “داعش” في المنطقة الجنوبية، وقد تدرّج في المناصب ضمن هذا الجيش حتى أصبح من قادة الصف الأول فيه.
وجرى تفكيك هذا الفرع من “داعش” عام 2018 بموجب تسوية مع الجيش السوري، وتم الاتفاق بين الطرفين على السماح لعناصر “داعش” وقادته الرافضين للتسوية بالخروج من بلدة الشجرة إلى منطقة اللجاة ومنها إلى البادية السورية، وكان عزيزي من أبرز الخارجين بموجب الاتفاق.
وقد قتل جميع أخوة العزيزي في اشتباكات سابقة، ويعتبر مقتله بمثابة نهاية لدور هذه العائلة في العمل لمصلحة تنظيم “داعش” في الجنوب السوري.
وتأتي أهمية العزيزي مما كشف عنه “النهار العربي” في تقرير سابق حول وجود علاقة قوية بينه وبين أبي الحسن الهاشمي خليفة “داعش” الذي قتل في مدينة جاسم في درعا عام 2022، وذكرت المعلومات أن أبا الحسن عمل لفترة معينة تحت إمرة العزيزي الذي كان يشغل منصب أمير الدولة في حوران.
كما أن العزيزي كان حتى فترة قريبة من أعضاء مجلس الشورى لتنظيم “داعش” وكان يتمتع بنفوذ واسع بين خلايا التنظيم في سوريا ما يعطي مقتله أهمية خاصة في هذا التوقيت.