حرية – (29/1/2024)
فالح حسون الدراجي
قبل مباراتنا مع منتخب الأردن بساعات، يسعدني ويشرفني ان اوجه رسالة إلى لاعبي منتخبنا الوطني، النشامى الحقيقيين، المجربة (نشميتهم) في مواقف لا تعد ولا تحصى، وهل هناك نشامى غير فتيان العراق، وأسود الرافدين الأبطال؟ لقد أردت في هذه الرسالة أن أحيي أولاً تألقهم الذي لا يقل اهمية عن النتائج عندي، فالفوز بلا أداء فني عال وراق، لا يزرع الثقة في النفوس، ولا يمتع الأبصار، ولا يخيف الخصوم حتى.. لذلك جاء فوزكم المقترن بالأداء الفني الجميل على اليابان وإندونيسيا وفيتنام، باهراً ومفرحاً جداً، وهذا ما جعلنا نثق بكم تماماً، وجعل الفرق الأخرى تهابكم أيضاً، او على الأقل، تحسب لكم حساباً خاصاً ما كانت تحسبه، لو لم تفوزوا نتيجة ولعباً فاخراً!
بعد التحية والشكر لكم أيها (النشامى) الحقيقيين على الهدايا التي تقدمونها لشعبكم الصابر المبتلى بألف بلوى سياسية وامنية ومعيشية وصحية وحتى اجتماعية، أتمنى عليكم ان تكملوا روعتكم، وجمالكم وهداياكم الغالية لنا، بهدية هي عندنا الأغلى والأثمن، وأقصد بها: الفوز على منتخب الأردن في بطولة آسيا المقامة حالياً في الدوحة.. أما لماذا هذا الفوز، وما أهميته وتميزه عن غيره، فأقول لكم: اولاً، الفوز على الأردن سيضعكم على ابواب نيل كأس آسيا، إذ ستكون مباراتكم القادمة – بعد فوزكم على الأردن – مع منتخب طاجكستان، وهو فريق بسيط، لن يصعب على أي فريق من فرق الاندية العراقية الحالية الفوز عليه بسهولة.
وثانياً، أن الفوز على الأردن في هذه الظروف الوطنية المعقدة، يسهم في رفع معنويات العراقيين دون شك، لأن الفوز بكرة القدم هو المحرك الاول لمشاعر العراقيين، وهو مبعث فرحهم وسعاداتهم أيضاً.. أما الفوز على الأردن تحديداً، فله خصائص عدة، تزيد فرحهم فرحاً، وسعادتهم سعادة لاسيما الذين اكتووا بنيران الحقد والكراهية والتمييز بل وحتى الإحتقار الذي مارسته السلطات الأردنية والكثير من الأردنيين بحق أبناء الشعب العراقي، سواء في مدينة عمان، أو عند المنافذ الحدودية بين العراق والأردن، ولا أريد هنا أن أتحدث عن معاناة العراقيين مع هذا البلد، فهي لعمري كثيرة، وكل عراقي منا يحتفظ بأكثر من قصة موجعة من قصص التمييز التي جرت معه في عموم المدن الأردنية!
وطبعاً فإن الفوز على الأردن في هذه البطولة يحظى بأهمية كبيرة، تتلخص أولاً في الجانب الأخلاقي، فالمنتخب الأردني الذي تعمد الخسارة أمام منتخب البحرين (المحترم) لكي يتفادى مقابلة منتخب اليابان، ارتكب جريمة رياضية واخلاقية فادحة، فهو لم يغبن منتخبي اليابان والسعودية فحسب، إنما تعمد إهانة منتخب العراق من خلال تفاديه مقابلة اليابان، وسعيه لملاقاة العراق، رغم انه يعرف قوتنا وفوزنا على اليابان قبل اسبوع، لذلك بات الفوز على منتخب الأردن اليوم امراً مطلوباً وضرورياً جداً، ليعرف هؤلاء من هو العراق ومن هم النشامى الحقيقيون .. ولعل ما يزيد ثقتي بفوزكم، أن فريقكم اليوم مزدحم بالنجوم واللاعبين الموهوبين، عكس منتخباتنا في الستين سنة الماضية، حيث كانت تعتمد على لاعب واحد أو لاعبين، أو ثلاثة نجوم لا أكثر، أما منتخب اليوم فيتوفر على تشكيلة لامعة كاملة، لاسيما في الهجوم.. فامضوا أيها الأسود، وافترسوهم اليوم وليس غداً، فأنتم أهل لها .