حرية – (1/2/2024)
تتزين السماء اليوم الخميس، بأول ظاهرة فلكية في شهر فبراير، وهي ظاهرة اقتران القمر مع النجم سبيكا Spica – السماك الأعزل أو السنبلة – وتستمر لمدة يومين.
وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية إن النجم سبيكا Spica – السماك الأعزل أو السنبلة – هو ألمع نجم في برج العذراء، وهو نجم من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبًا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبًا مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
وأشار إلى أنه يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة عند منتصف الليل، ويظل بالسماء إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أن شهر فبراير يشهد 11 ظاهرة وحدثًا فلكيًّا، أبرزها ظهور “قمر الثلج”، واقترانات مميزة للكواكب والنجوم.
وأضاف أن يوم 5 فبراير يقترن القمر مع النجم العملاق Antares (قلب العقرب) وهو ألمع نجم في برج العقرب، وهو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاة الشرق في الـ 3:00 صباحًا في ذلك اليوم إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وفى 7,8 فبراير يقترن القمر مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكذلك مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك الوقت، حيث نرى الثلاثة أجرام بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية بغضون الـ 5:30 صباحًا تقريبًا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
محاق شهر شعبان
وفي 10 فبراير يكون القمر مرئيًّا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانًا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض وتعتبر أيام المحاق هي أفضل الليالي خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرًا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الطيفية المطلوبة.
وفي 14، 15 فبراير، يتراءى القمر مقترنًا مع كوكب المشتري (عملاق المجموعة الشمسية) في ذلك الوقت، حيث نراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، ويظلان مرئيين حتى بداية غروب المشهد بحلول الـ 10:45 مساء.
وفي 16 فبراير يتراءى القمر مقترنًا مع الحشد النجمي بلايدس Pleiades (الثريا أو الأخوات السبع) في برج الثور، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، ويظلان مرئيين حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول منتصف الليل، علما بأن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.
ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك سُمى بالأخوات السبع.
القمر وبولوكس
وفي 21 فبراير يتراءى القمر مقترنًا مع النجم بولوكس Pollux (ألمع نجم في برج الجوزاء = التوأم) حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة طوال الليل حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 4:30 صباحًا تقريبًا علمًا بأن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
وفى 22 فبراير يتراءى القمر في هذا اليوم مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان، ولصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة ينصح باستخدام تلسكوب صغير حيث نراه جوار القمر في السماء طوال الليل إلى بداية غروب المشهد بحلول الـ 5:00 صباحًا تقريبًا.
الجدير بالذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 حيث تمكن من رؤية 40 نجمًا فقط.
وفى 22 فبراير يشرق كلا من كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر) مقترنان بحلول الـ 5:20 صباحا تقريبا في ذلك اليوم، إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، علمًا بأن الكوكبين يقتربان من بعضهما قبل هذا الموعد بأسبوع تقريبًا، ثم يبتعدان عن بعضهما بعد هذا الموعد وحتى نهاية الشهر..
اكتمال القمر
ويكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في 24 فبراير حيث تبلغ نسبة لمعانه 100%.. يشرق القمر بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، علمًا بأن القمر يبدو لنا كما لو كان بدرًا في الفترة من 22 إلى 26 فبراير، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.. يُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر الثلج حيث يكثر سقوط الثلوج في هذا الوقت من العام.
كما يُعرف أيضا باسم قمر الجوع لصعوبة إمكانية الصيد في هذا الوقت من العام بسبب كثرة الثلوج. علما بأن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.