حرية – (5/2/2024)
ذكرت صحيفة “الباييس” الاسبانية، ان الغارات التي نفذتها ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن في العراق وسوريا، رغم انها كانت “انتقاما متوقعا” واعلن بايدن عنها مسبقا، في إطار “رد حكيم”، إلا أنها تثير مخاوف من اندلاع صراع أوسع.
وأشار تقرير الصحيفة الإسبانية الصادر بخدمتها الانكليزية ، الى الغارات الأمريكية التي وقعت بعد منتصف ليل الجمعة في العراق وسوريا، ثم الغارات الامريكية – البريطانية التي استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن يوم السبت، مضيفا أنها تثير المخاوف بشأن تصعيد محتمل في الشرق الاوسط.
وذكّر التقرير بموقف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي قالت إنه يجمع بين التصريحات التصالحية تجاه واشنطن وبين الدعوات لقوات التحالف الدولي المناهض داعش، لمغادرة العراق، والذي قال فيه إن الغارات وضعت أمن العراق والمنطقة “على حافة الهاوية”.
كما ذكّر التقرير بتصريح رئيس الدبلوماسية الاوروبية جوزيب بوريل الذي قال فيه ان الشرق الاوسط هو بمثابة “مرجل يمكن أن ينفجر”.
الا ان التقرير الاسباني لفت إلى أنه برغم الإشارات التحذيرية، فان اسلوب الانتقام الأمريكي، يبدو هدفه في هذه المرحلة على الأقل، تجنب المجازفة بتوسيع الصراع، حيث كان بإمكان واشنطن التي سبق لها أن قتلت قادة قوة القدس الإيراني قاسم سليماني العام 2020، أن تنفذ عمليات اغتيال انتقائية تطال زعيم احدى الميليشيات او استهداف طهران بشكل مباشر، لكنها لم تفعل ذلك.
وبدلا من ذلك، قالت “الباييس” أن الأهداف الأمريكية اقتصرت على مراكز عمليات القيادة والسيطرة، ومراكز استخبارات، وصواريخ، وتخزين الطائرات المسيرة، ومرافق لوجستية وسلسلة توريد الذخيرة”، مضيفة ان المحللين والخبراء يعتبرون أن الهجمات “كانت حكيمة ومحدودة الأهداف حتى لا ترفع من حدة التوتر في المنطقة”.
وفي مقابل موقف إيران التي سارعت الى النأي بنفسها عن الهجوم على القاعدة الامريكية في الاردن، قال التقرير إن ذلك جعل واشنطن في موقف احساس، اذ ان تفسير موقف طهران على أنه خدعة، كان سيعني زيادة التوتر، مضيفا أنه كان هناك افتراض بأن إعلام جماعة كتائب حزب الله تعليق كافة عملياتها ضد القوات الامريكية، لم يكن ليتحقق من دون ضغوط من طهران، التي تحرص أيضا من جهتها على تجنب صراع مفتوح.