حرية – (10/2/2024)
عاد حطام سفينة قديمة يُعتقد أنها غرقت منذ قرون في قاع المحيط إلى الطفو على سطح الماء.. وبحسب صحيفة METRO البريطانية، تم اكتشاف الحطام على سواحل كيب راي في نيوفاوندلاند، عقب تأثير العاصفة الاستوائية فيونا على المنطقة؛ حيث لاحظ أحد صيادي الطيور المحليين الحطام لأول مرة تحت الأمواج يوم 20 يناير/كانون الثاني 2023، لينتشر الخبر إثر ذلك بسرعة في المنطقة.
ومن المقرر أن يتم انتشال سفينة ” جبال الألب” من قعر البحر بعد مرور أكثر من 90 عاماً على غرقها.
من الإغراق المتعمد في قاع المحيط إلى أمل الحياة
تم غمر عبارة الركاب Säntis بمياه بحيرة كونستانس بشكل متعمّد في عام 1933 بعد اكتشاف أن تكاليف تشغيلها ستكون مرتفعة للغاية.
ومنذ ذلك الحين، استقرت في قاع البحيرة، الواقعة على الحدود بين ألمانيا وسويسرا والنمسا.
ورغم دفنها في قاع المحيط، إلا أنها حافظت على حالتها الجيدة بفضل نقص الأوكسجين والظلام الذي تتميز به أعماق البحيرة، ومن المتوقع أن تعرض أمام الجمهور بمجرد رفعها من الماء.
وتصل سعة سفينة Säntis إلى 400 شخص كحد أقصى، وقضت 40 عاماً في نقل الأفراد حول بحيرة كونستانس.
أعماق المحيط
لكن بعد قرار تحويل المحركات من الفحم إلى النفط، صارت السفينة “كارثة اقتصادية”، واتُّخِذ القرار بإغراقها.
وأقدمت شركة Swiss Lake Constance Shipping Company على نقل سفينة Säntis إلى وسط البحيرة وإغراقها؛ حيث ظلت منسية هناك حتى تم اكتشاف موقعها في عام 2013 من خلال مسح تحت الماء.
لكن الباخرة، التي تقبع حالياً على عمق 210 أمتار تحت سطح البحيرة، سترى النور مرة أخرى بعدما منحت السلطات السويسرية جمعية إنقاذ السفن الإذن برفعها الشهر المقبل. وقال سيلفان باغانيني، رئيس جمعية إنقاذ السفن: “نريد أن نعرض هذا المَعلَم التذكاري الذي بناه أسلافنا أمام الجمهور، وهذا هو الهدف الرئيسي”.
وأضاف: “إنها في حالة جيدة حقاً. فبحيرة كونستانس مياهها عذبة، وهي عميقة جداً، والجو مظلم جداً هناك، ولا يوجد هناك الكثير من الأوكسجين؛ لذا حُفِظَت في حالة جيدة حقاً”.
وأكد: “لا يزال بإمكانكم رؤية الطلاء وقراءة الحروف الموجودة على جانب السفينة”.
وقد جمعت جهود التمويل الجماعي أكثر من 200 ألف فرنك سويسري (229,139 دولاراً أمريكياً) لرفع السفينة، وسيتم ذلك باستخدام أكياس الرفع والبالونات المساعدة في رفع الحطام.
“تايتانيك جبال الألب” توأمة “التايتانيك”
واكتسبت سفينة Säntis لقب “تايتانيك جبال الألب” بعدما ظهرت أوجه التشابه بينها وبين السفينة الشهيرة تايتانيك.
وأوضح باغانيني، رئيس جمعية إنقاذ السفن، أن أحد أوجه التشابه الفنية هو وجود محرك بخاري ثلاثي الأسطوانات في السفينة Säntis؛ مثل تايتانيك، وهو محرك نادر للغاية.
وأشار باغانيني إلى أن السفينتين أُغرِقَتا بطرق متشابهة للغاية، مضيفاً: “ارتفعت مؤخرة السفينة في الهواء وعلمها يرفرف عالياً، بطريقة مشابهة أيضاً لغرق تايتانيك”.
سفينة غارقة
ومن المقرر أن يتم الرفع الأولي للسفينة في نهاية مارس/آذار لتصعد من عمق 210 أمتار إلى عمق 12 متراً، ثم يتم رفعها إلى السطح في المرحلة الثانية في أبريل/نيسان. بعد ذلك، ستُنقل إلى حوض بناء السفن القريب في رومانشورن؛ حيث أُجرِيَت عليها أعمال الصيانة في عام 1898.
ويذكر أنّه على مدار التاريخ، هناك عديد السفن التي غرقت وتم استخراجها من قاع المحيط من بينها:
تايتانيك: السفينة الشهيرة التي غرقت في عام 1912 بعد اصطدامها بجبل جليدي في أثناء رحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي والتي تم اكتشاف حطامها في عام 1985.
البتروبوليس: سفينة النقل البريطانية التي غرقت في عام 1941 قبالة ساحل جنوب أفريقيا بسبب هجوم من قبل الغواصات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، وتم استخراج بعض الأجزاء من حطامها في عام 1977.
إنديفاتيج: سفينة الحرب الأمريكية التي غرقت في عام 1945 في خليج لينغاين بعد قصفها من قبل الطائرات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وتم استخراجها من قاع المحيط في عام 2000.
فاروتشينا: سفينة الركاب الإيطالية التي غرقت في عام 1994 قبالة سواحل جزيرة البندقية في إيطاليا بسبب تصادمها مع باخرة شحن وتم استخراجها من قاع البحر في عام 1997.