حرية – (11/2/2024)
آيات مظفر
بدأت عملية اجتياح قطاع غزة بإستراتيجية قصيرة المدى وتهدف الى الدفع باكبر عدد من السكان نحو جنوب القطاع وتهديم البنى التحتية لشماله لئلا تكون منطقة (مهددة) لاراضي الكيان الصهيوني مستقبلاً، اذ لم تكن الضربات ولا الاجتياح (عشوائياً) رغم الاعلان عن عنوان لهذا الاجتياح وهو (البحث عن المفقودين والمحتجزين) لدى حركة حماس.
وتحجيم قوة الحركة، الا ان الهدف الحقيقي يكمن بتكرار تجربة ١٩٤٨، والدفع بالفلسطينين نحو خيار واحد لا ثاني له
وهو اللجوء عند الدول العربية (مدفوع الثمن) اذ تحتوي الاستراتيجية على عناصر عديدة منها:
١. الخيار العسكري: يستمر القصف حتى يدفع باهالي غزة المتجمعين عند مدينة (رفح) الحدودية مع مصر الى الدخول بشكل او بآخر الى مصر كلاجئين.
٢. العامل السياسي: اجراء بعض الضغوط السياسية من حلفاء الكيان مثل الولايات المتحدة وغيرها للدول المجاورة لفلسطين لاستيعاب اللاجئين
٣. العامل الاقتصادي: الضغط الاقتصادي على سكان قطاع غزة يقابله امتيازات مالية للاجئين عن طريق المنظمات الدولية والتبرعات فضلاً عن تقديم الدعم للدول التي تستوعب اللاجئين.
اذاً لن يتوقف الكيان عن حربه الا بتحقيق هدف ( الردع ) وارسال رسالتين اولهما لمواطني الكيان (انكم بآمان)
وللمقاومة الفلسطينية (مصيركم مثل حماس)، هنا يتوضح جلياً اهمية قراءة الواقع وبناء الاحتمالات قبل المضي باتخاذ القرارات اذ انه وعلى الرغم من النجاح الباهر الذي حققته حماس في هجومها على اسرائيل الا ان (المقاومة) بجميع اشكالها دفعت ثمن صعب التعويض اذ ان النجاح يكمن في النتائج (التكاليف والمنافع)
اذ ان الاستراتيجية اعلاه ان تحققت سيعاد تحليل الازمة منذ بدايتها
وهذا يعني ان عملية هجوم حماس لم تكن مفاجئة للكيان بل بعلمهم وتحت سيطرتهم وان هذا الهجوم حقق للكيان السبب والدافع للرد مدعوماً بالمجتمع الدولي لازالة خطر على احد ابواب الكيان وللابد !!
وتوصف هذهِ العملية وفق علم السياسة
ب (الادارة بالازمة) بمعنى خلق ازمة وادارتها وتوجيهها نحو نتائج تصب لصالح خالق الازمة.
والسؤال المهم : ما هو دور العراق من ( كرة النار ) المتدحرجة؟
وهل الخيار الافضل هو بالتصدي لها والاحتراق ام التعامل معها باسلوب لعبة (bullfighting) !