حرية – (12/2/2024)
عمر جواد العلي
بعد أن اصبحنا منفتحين كشعب على العالم الخارجي وبين عالم الفضائيات والتكنلوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ركبنا وتصدرنا موجة الترند العربي والعالمي . ودائما نكون نحن الأول والاكثر انتشارا لكن تحديدا بماذا ؟ لم نتصدر الترندات بتقدمنا بالعلم رغم كثرت علمائنا وانجازاتهم ولم يتصدر الجواز العراقي قائمة الجوازات العالمية والعربية .. ولم نمتلك أطول ناطحة سحاب ليومنا هذا . بل تصدرنا الترند عن طريق مجاميع ظهرت على شاشات التيك توك واليوتيوب والفيس بوك والانستغرام . مجاميع يجمعون في طياتهم الاستهتار والكلام النابي والشفاه المستطيلة والدائرية والاجسام العارية . رجال يمتهنون الرقص كوسيلة لجذب المشاهدين . ونجد عوائل في شاشات البث على العام ونطلع على مناقشاتهم وقضاياهم العائلية وغرف نومهم .وهناك من يستخدمون اسم العراق في مسابقات هدفها الكسب المالي والمردود يكون من خلال الدخول الى بثوثهم الفوضوية . علما ان مرتادي هذه المواقع يعلمون ويلاحظون أنتشار السمسرة وتجارة الرقيق الابيض والاتجار بالبشر في دهاليز هذه الصفحات . ونجد هؤلاء المجاميع ولما يملكونه من تأثير في هذه المواقع على الشباب ومرتادي صفحاتهم اصبحوا يتواجدون في مهرجانات عربية ومحلية ونجدهم في ادوار مسرحية ومسلسلات محلية. وبعضهم يتربع على عرش الشاشات العراقية . والكارثة الكبرى يتم تكريمهم وتتويجهم بقلادات وتكريمات من قبل بعض المؤسسات ويطلق عليهم تسميات النجم والمبدع والأعلامي والاعلامية والفنان والفنانة . وعندما نراجع مضمون مايتم تقديمه من محتوى هابط لاارى غير اشخاص يتراقصون ويهتفون ويصرخون ويتعرون بلا اي خطة ولا هدف .وفي المقابل نرى اشخاص يقدمون محتوى صالح للاستخدام نراهم بلا مشاهدين وبدون اي لايك ولا شير ولايوجد حتى سبسكرايب . هل العيب فينا ام في زماننا . ونعود لما قاله الأمام الشافعي( نعيب زماننا والعيب فينا . وما لزماننا عيب سوانا . )
لماذا أصبحنا نجعل من التافهين نجوم . ولماذا نجعلهم يكونون واجهه لبلد عريق مثل العراق . لماذا نجعل انفسنا اضحوكة امام العرب والعالم . نحن في صدد بناء وطن جديد . وصورة خارجية أمام كل من يتابع العراق بحلته الجديدة . لماذا نسمح لهؤلاء ان يتصدروا المشهد نحن اكبر واعمق واجمل من ان يكون هناك اي شائبه تتقدم على حسابنا.ومن الافضل ان تكون هناك خطة ومراجعة داخلية لما جرى وسيجري مستقبلا في هذه الصفحات والمواقع . وهناك جزئية مهمة يجب التركيز عليها العراق عبارة عن علماء اطباء وفلاسفة وكتاب ومهندسين ومحامين وقادة في اغلب المجالات في الداخل والخارج .يجب ابراز دورهم بدعم حكومي من خلال مواقع حكومية في هذه المنصات حتى ولو غيبت انجازاتهم الشاشات المحلية والعربية . لكن انجازاتهم وبصماتهم ستكون واضحة من خلال دعمكم . يجب ان يكون هناك وعي وموازنة في انتقاء من يمثلنا امام الشاشات والمواقع احتراما لاسم العراق وان يكون هناك بروتوكول واحترام للقيم والعادات العراقية . ولانقدم فكرة سيئة عن الرجل والمرأة وعن الحضور العراقي امام العالم . كفانا تخبط نحن الان أمام اعادة بناء صورة نمطية .ومن الضروري زيادة دور الرقابة الخارجية والداخلية على المواقع وعلى كل مايدور في داخل هذة المنصات التي اساءت لنا نحن جميعا . وعندما نعود ونستذكر حملة المحتوى الهابط وجدناها قد ردعت الكثيرين وجعلتهم يراجعون انفسهم . لكن تلك الحملة كانت على مجموعة صغيرة ومواضيع معينة الان يجب توسيع رقعة الرقابة . وجعلها على مستوى عالي من الدقة . ومحاسبة كل من يسيء لنا .