حرية – (5/3/2024)
أعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء أنها ألحقت أضراراً بسفينة دورية بحرية روسية في البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في سنة 2014.
وقالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في بيان على تطبيق “تيليغرام” إنه “في أعقاب هجوم بمسيرات بحرية (…) تعرضت السفينة الروسية (سيرغي كوتوف) لأضرار” في أجزاء عدة منها.
وأوضحت أن وحدتها الخاصة (المجموعة 13) هاجمت السفينة الروسية قرب مضيق كيرتش، مشيرة إلى أن الهجوم ألحق أضراراً بالسفينة التي تبلغ قيمتها نحو 65 مليون دولار.
وقال أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر “تيليغرام”، اليوم الثلاثاء، “أسطول البحر الأسود الروسي هو رمز للاحتلال. لا يمكن أن يبقى في شبه جزيرة القرم الأوكرانية”، في إشارة واضحة إلى الهجوم.
ولم تتمكن “رويترز” من التحقق من التقارير. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب من “رويترز” للتعليق.
تنديد روسي
كانت موسكو نددت أمس الإثنين بـ”ضلوع مباشر” للغرب في أوكرانيا بعد نشر تسجيل صوتي على شبكات تواصل اجتماعي روسية، لمحادثات عسكرية سرية بين ضباط في الجيش الألماني حول تسليم أسلحة إلى كييف لضرب أهداف روسية.
ونشرت رئيسة قناة “آر تي” الروسية مارغريتا سيمونيان، الجمعة الماضي، تسجيلاً صوتياً مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في الـ19 من فبراير (شباط) الماضي في قصف شبه جزيرة القرم، مما أثار أزمة بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن المحادثات التي أكدت برلين صحتها “تسلط الضوء مرة أخرى على ضلوع الغرب المباشر على نحو جماعي في النزاع في أوكرانيا”.
من جهته صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “إنها محاولة واضحة للروس لزرع الشقاق وإظهار انقسام وجعل الأمر يبدو وكأن الغرب ليس موحداً”.
وأضاف كيربي “لن نرضخ أمام هذه المحاولة (…) نعمل جميعاً في محاولة لدعم أوكرانيا”.
وتضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز توروس وتأثيرها المحتمل.
حرج لألمانيا
ويشكل مضمون التسجيل مصدر حرج لألمانيا لأن برلين تعلن رسمياً عن موقف رافض لتزويد كييف بصواريخ توروس القادرة على إصابة أهداف على بعد يصل إلى 500 كيلومتر لتجنب خطر تصعيد النزاع، بينما تطالب بها أوكرانيا منذ فترة طويلة.
إلى ذلك يتضمن التسجيل أحاديث عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيس فوق مضيق كيرتش يربط البر الرئيس الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، إضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كل من فرنسا وبريطانيا لكييف.
ويؤكد أحد المتحدثين في التسجيل أن عملية توجيه صواريخ نحو الجسر تتطلب ما بين 10 و20 صاروخاً.
واعتبر بيسكوف أمس الإثنين أن “التسجيل في ذاته يشهد على نقاش مفصل وملموس داخل الجيش الألماني حول مشاريع لشن ضربات على الأراضي الروسية”، مشدداً على أن “كل شيء واضح للغاية”.
وتزامنت تصريحات بيسكوف مع توجه السفير الألماني لدى روسيا ألكسندر غراف لامبسدورف صباح أمس الإثنين إلى وزارة الخارجية الروسية.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن السفير غادر الوزارة بعدما استغرقت زيارته إليها ساعة ونيفاً. ولم يدل بأي تصريح للصحافيين.
وأفادت برلين بأن موسكو لم تستدعِ السفير. ورداً على سؤال بهذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر لصحافيين “عقد سفيرنا اجتماعاً مخططاً له منذ فترة طويلة هذا الصباح في وزارة الخارجية الروسية”.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان نشر مساء الإثنين أنها طلبت من السفير الألماني “تفسيرات” في شأن تسليم كييف صواريخ توروس المذكورة.
كذلك نددت الخارجية الروسية أمام السفير “بالطبيعة غير المقبولة لمحاولات السلطات الألمانية عرقلة أنشطة الصحافيين الروس في ألمانيا”، متوعدة “برد شديد” من موسكو.
من جانبها، تتهم برلين موسكو باستمرار، بتنظيم حملات تضليل ودعاية مؤيدة لروسيا. وأكدت ناطقة باسم وزارة الدفاع الألمانية السبت صحة التسجيل وحصول تنصت على محادثة سرية للقوات الجوية.
ووعد المستشار الألماني أولاف شولتز بإجراء تحقيق “معمق جداً” و”سريع جداً” في شأن نشر هذه المعلومات.
من جهته اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى “زعزعة استقرار” ألمانيا من خلال التجسس على محادثات عسكرية سرية في شأن أوكرانيا.