حرية – (5/3/2024)
حذّرت مصادر عسكرية من “عجز” الجيش الإسرائيلي على المناورة السريعة والمكثفة في قطاع غزة وتعرُّض الجنود لهجمات مباغتة أو بالعبوات الناسفة، حسبما نقل عنهم موقع “والا” الإسرائيلي.
وأشارت المصادر، أن “هناك تحذير في المؤسسة الأمنية من وضع لا يستطيع فيه الجيش الإسرائيلي القيام بمناورة سريعة ومكثفة، والقيام أيضاً بمهام عملياتية، مثل تحديد مواقع منازل (عناصر مقاتلي الفصائل الفلسطينية) والأنظمة تحت الأرض، والمسح والتدمير، ونتيجة لذلك يستطيع العدو (الفصائل الفلسطينية) الاقتراب من القوات وضربها بواسطة النيران المضادة أو العبوات الناسفة”.
وانتقدت المصادر العسكرية الإسرائيلية، عدم اتخاذ قرارات حاسمة، وقالت: “في الوقت الحالي، يضيع الجيش الإسرائيلي وقته في قطاع غزة”، لافتة إلى وجود “خلافات” بين قادة الجيش وأعضاء مجلس الحرب وأعضاء هيئة الأركان العامة بشأن اجتياح مدينة رفح.
وقال ضابط كبير في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي: “لا نريد توسيع المناورة إلى رفح أو المعسكرات المركزية بشكل يتزامن مع اتفاق لإطلاق سراح المختطفين، ما يفرض توقفاً للهجوم ومنع زخم عملياتي حاسم لهزيمة حماس وتسليم كبار المسؤولين”.
وأضاف: “الأيام المقبلة ستكون متوترة. سيطلب من المستويات السياسية والعسكرية العليا، دراسة التطورات في المفاوضات واتخاذ قرار بشأن مسائل كبرى”.
وينتشر حالياً فريقان قتاليان من ألوية الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، و4 فرق قتالية من الألوية في منطقة خان يونس، ولا يشمل ذلك القوات المنتشرة على طول حدود القطاع الفلسطيني.
وفي تحديث لبياناته على موقعه الرسمي، السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 585 من عناصره، بين ضباط وجنود، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
خلافات مجلس الحرب
وعلى جانب آخر، التقى عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، بمسؤولين أميركيين، في واشنطن، دون موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما يؤشر على زيادة الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، حسبما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأثارت الرحلة المقررة، توترات بين جانتس ونتنياهو، إذ نقلت مصادر مقربة من نتنياهو، أن رئيس الوزراء “أوضح للوزير جانتس أن دولة إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط”، وفق “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضافت أن الرحلة تتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة من رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطة السفر”.
ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي انقسمت فيه الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب بشأن كيفية المضي قدماً في عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى “حماس”، ومفاوضات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر.
قال البيت الأبيض إن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، حثت إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة ودعت إلى خطة إنسانية “ذات مصداقية” قبل أي عملية عسكرية في رفح، وذلك خلال اجتماع مع عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، الاثنين.
وأضاف البيت الأبيض في بيان: “ناقشت نائبة الرئيس والوزير جانتس، الوضع في رفح، والحاجة إلى خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ قبل التفكير في أي عملية عسكرية كبيرة هناك نظراً للمخاطر التي يتعرض لها المدنيون”.
وأوضح البيان: “حثّت (نائبة الرئيس الأميركي)، إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان توزيعها بشكل آمن على المحتاجين”.