حرية – (5/3/2024)
ثمة ما يُعرف بالتصميم “السلبي” أو “الخامل” للبنايات، أو “باسيف ديزاين” بالإنجليزية، ويستهدف أنصاره من المعماريين تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة من الطاقات الطبيعية، كالطاقة الشمسية مثلاً، وذلك عبر توظيف عناصر البنايات كالنوافذ والأسقف والجدران.
وتتميز المنازل في هذا النوع من التصميم بدرجات حرارة داخلية معتدلة، مع توفير كبير للطاقة فيما يتعلق بتكييف المكان – برودةً أو سخونة.
وقد تواتر هذا النمط من التصميم في القائمة القصيرة لأفضل البنايات الفائزة بجوائز مهرجان العمارة العالمي لهذا العام.
وقال بول فينش، مدير المهرجان لبي بي سي، إنه لاحظ اهتماماً خاصاً بما يتعلق بفكرة الاستدامة، واستخدام مواد صديقة للبيئة.
ويتيح المهرجان فرصة للوقوف على أحدث صيحات الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي للمنازل في العالم.
ويقام المهرجان في مدن عدة حول العالم – وانعقدت نسخته الأخيرة في منتجع مارينا باي ساندز بسنغافورة.
وتقوم حوالي 550 شركة تصميم معماري بعرض مشاريعها على لجنة من الحكام يتألف أعضاؤها من مهندسين معماريين ومصممي ديكور.
ونعرض فيما يلي ثمانية من هذه المشاريع:
19 شارع ووترلو، سيدني، أستراليا
هذا المنزل من تصميم شركة “إس جيه بي” في سيدني، ويتميز بواجهة غير تقليدية، لا سيما فيما يتعلق بأحجام وأشكال النوافذ الهندسية التي تتنوع بين نصف الدائرية والمستطيلة، فضلاً عن عدد من فتحات التهوية.
وتمثل الواجهة أهمية هذا المشروع، ومن ذلك: التشابه بين أحجار الطوب في واجهة المنزل وبين قواعد الحجر الرملي في المباني المجاورة.
ويقع المنزل على مساحة 30 متراً مربعاً، ورغم ذلك يشيع في داخله شعور بالرحابة والسعة، بسبب لجوء المصممين إلى استخدام عدد من التقنيات التي تضمنت تخفيض ارتفاع سقف المطبخ، مقابل زيادة ارتفاع سقف غرفة المعيشة.
ويتمحور مشروع هذا المنزل بشكل أساسي حول الاستدامة عبر تدوير استخدام المواد، كما تسمح الفتحات العديدة في الواجهة بتهوية طبيعية للمنزل بحيث لا تكون هناك حاجة إلى استخدام أجهزة التكييف.
واتبع مصممو هذا المنزل مبادئ التصميم السلبي، فلا تكون درجة الحرارة داخله شديدة في الصيف، فيما يكون مشمساً في الشتاء، كما تخفض النباتات الخضراء حول السقف أثر درجات الحرارة.
منزل من الحجر الرملي الصلب – جايبور، الهند
أحيى منفذو هذا المشروع استخدام مادة كان قد هجرها المعماريون المحليون منذ زمن بعيد – وهي الحجر الرملي، فعلى مدى عقود في هذه المنطقة، أغفلت ميزات عديدة للحجر الرملي – كالصلابة والقدرة على مقاومة الزمن.
وقامت بتصميم هذا المشروع شركة مالك للهندسة المعمارية في مومباي، يقول كبير المهندسين بالشركة إنّ هذا المنزل مثّل “فرصة لتطوير طريقة محلية وتقليدية في البناء ظلت سائدة على مدى قرون”.
وجلب منفذو المشروع الأحجار الرملية التي استُخدمت في البناء من محجر يقع على مسافة خمس ساعات بالسيارة من موقع المنزل.
مبنى كازا وورد – سارنانو، إيطاليا
بُني هذا المبنى ليكون استراحة لقضاء أيام العطلة، وهو مملوك لزوجين سويديين، ويجسّد المبنى اتجاهاً سائداً في الوقت الراهن بين المعماريين يتمثل في تدوير استخدام مواد موجودة في بيئة المشروع.
واستخدم منفذو هذا المشروع أنقاض منزل هدّمته الزلازل في مزرعة قريبة من منطقة سارنانو شرقي مدينة بيروجيا الإيطالية.
ونفذت المشروع شركة كارل فريدريك سفينستيدت المعمارية، التي تتخذ من باريس مقراً لها.
وشُيّد المبنى الجديد على نمط المباني ذات الأسقف المائلة المقسمة إلى أجزاء متشابهة ومتتالية في ترتيب خطيّ.
وقد روعي في تصميم المبنى القدرة على مقاومة الزلازل.
معرض ثري سبرينغ السكني – ملبورن، أستراليا
تقع هذه الاستراحة العائلية في مزرعة بإحدى ضواحي مدينة ملبورن الأسترالية، وهي من تصميم شركة “كي جي أيه” المعمارية المحلية.
وفي داخل هذه الاستراحة ثمة معرض فني يضم عدداً من أعمال فنانين أستراليين.
وتقول كريستين غرين، كبيرة المهندسين بشركة كي جيه أيه:”نميّز بين مناطق معيشة العائلة ومناطق الأعمال الفنية داخل المبنى، بإضفاء لمسة من الدفء على المناطق الأولى مقابل مزيد من الطابع الرسمي على الأخيرة”.
وبشكل غير مباشر، تربط بين هذه المناطق وتلك ممراتٌ ذات أعمدة مائلة بدلاً من المداخل التقليدية.
مبنى إل آر إم – ساو باولو، البرازيل
يقع هذا المبنى الذي يتخذ شكلاً مستطيلاً محصوراً، وسط مبان متاخمة له، وهو من تصميم شركة “أيه جي” المعمارية في مدينة ساو باولو البرازيلية. وقد وضع المهندسون على رأس اهتمامهم لدى تصميم هذا المبنى محاولة إيجاد إحساس لدى مرتادي المكان بالسعة والرحابة، وبالفعل نجحوا في ذلك عبر الاستعانة بالكثير من الزجاج، فضلاً عن ربط المبنى بحديقة.
ويحتوي الطابق الأرضي على مطبخ وغرفة معيشة ومنطقة لتناول الطعام والتي تؤدي بدورها إلى حديقة.
فيما يحتوي الطابق العلوي، الذي يشبه الصندوق، على غرف للنوم.
مبنى ماوهيتيبانا – نيوزيلندا
طلب أصحاب هذه الاستراحة من مهندسي شركة ماكاي كورتيس المعمارية في مدينة ولينغتون بنيوزيلندا أن يحاولوا توثيق الصلة بينهم وبين الطبيعة عند تصميم هذا المبنى.
ورغب أصحاب الاستراحة في تخصيص أماكن خارجية يستمتعون فيها بدفء الشمس ويقضون بها وقتاً أطول مما يقضون داخل المبنى.
وتتكون الاستراحة من طابقين: الأرضي، وهو محاط بالزجاج ويضمّ غرفة معيشة ومنطقة لتناول الطعام ومطبخ، وثمة أعمدة يقوم عليها الطابق العلوي المغطّى بألواح من خشب الأرز، والذي يحتوي على غرفة للنوم وحمّام، وغرفة تحتوي على أسرّة ذات طابقين، فضلاً عن غرفة للغسيل.
وتسمح الفراغات الخشبية للنوافذ بدخول تهوية طبيعية، فضلاً عن نفاذ صوت أمواج الشاطئ.
ويقع المبنى على مساحة 133 متراً مربعاً، ولا يكاد يكون لوجوده أثر يُذكر على البيئة المحيطة به.
مبنى أورلا، مدينة ريو دي جانيرو – البرازيل
أحد عناصر الجذب الرئيسية بهذا المبنى القائم على شاطئ إيبانيما بالبرازيل يتمثل في إطلالته على منظر بانورامي مذهل لمياه المحيط .
وقد صمّمته شركة “استوديو آرثر كاساز” المعمارية البرازيلية لزوجين لديهما طفلين صغيرين، وكان الغرض من المبنى أن يكون استراحة لأفراد الأسرة، وأن يكون كذلك مكتباً منزلياً خاصاً.
ويقع المكتب داخل غرفة النوم الرئيسية، لكن يمكن إخفاؤه بلوح منزلق.
وأدى التوظيف المكثف للمواد الطبيعية في هذا المبنى -بما في ذلك الأرضيات الحجرية في غرفة المعيشة، والجدران المبطنة بالخشب- إلى منح شعور بالراحة النفسية والهدوء لدى مرتادي المكان.
فلاغ هاوس – ويسلر، كندا
شيدت شركة “إم كي27” المعمارية البرازيلية هذا المبنى -فلاغ هاوس- كاستراحة لقضاء أيام العطلات في مدينة ويسلر الكندية.
وكان أصحاب هذه الاستراحة قد شاهدوا عدداً من مشاريع الشركة المعمارية في البرازيل، قبل أن يطلبوا منها تصميم هذا المبنى.
وتأسست شركة “إم كي27” في السبعينيات من القرن الماضي، واشتُهرت بتصميماتها الملائمة للمناخ الاستوائي.
لكنّ ذلك لم يمنع الشركة البرازيلية من تطبيق مبادئها في التصميم في بيئة مغايرة تماماً، فكان هذا المبنى المتماهي مع البيئة المحيطة به.