حرية – (5/3/2024)
انتهت اجتماعات اليوم الثاني من مفاوضات القاهرة، التي تجري بمشاركة مسؤولين من مصر، وقطر، و حركة “حماس”، والولايات المتحدة، بشأن “مفاوضات التهدئة” في غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وسط ضغوط أميركية على حكومة تل أبيب لقبول “اتفاق الهدنة” في القطاع.
وذكرت قناة “القاهرة الإخبارية”، أن نقاشات اليوم الثاني لمفاوضات التهدئة في غزة انتهت، مشيرةً إلى أنه من المنتظر استئناف المفاوضات الثلاثاء، دون ذكر تفاصيل أخرى حول ما جرى خلال المباحثات حتى الآن.
وتوصف محادثات وقف إطلاق النار التي بدأت الأحد في القاهرة بأنها عقبة أخيرة أمام التوصل إلى أول وقف طويل لإطلاق النار خلال الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
وامتنعت إسرائيل عن التعليق علناً على محادثات القاهرة أو قرارها عدم الحضور. وكان مصدر قد قال لرويترز إن إسرائيل لن تشارك لأن حماس رفضت طلبها الحصول على قائمة بأسماء جميع المحتجزين لديها الذين لا يزالون على قيد الحياة وهي معلومات تقول الحركة إنها لن تقدمها إلّا بعد الاتفاق على شروط الاتفاق.
مؤشرات إيجابية
وقال مصدر رفيع المستوى في حركة “حماس”، لوكالة “أنباء العالم العربي” (AWP)، إن “الوسطاء أبلغوا الحركة بأن الولايات المتحدة تضغط باتجاه إنجاز اتفاق التهدئة في غزة قبيل بدء شهر رمضان، وأنه سيتم الضغط على إسرائيل للقبول بالصفقة المعروضة”.
وأضاف المصدر أن “النقاشات التي تجرى بالقاهرة إيجابية”، مشيراً في الوقت نفسه، أن “الكرة لا تزال عالقة في الملعب الإسرائيلي”.
ولكن في الوقت ذاته، نفى المصدر أن تكون النقاشات تطرقت لأسماء معينة بين الأسرى المطلوب الإفراج عنهم حتى الآن، ولكنها سلمت معايير لهؤلاء الأسرى مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة في غزة.
وكانت مصادر أمنية مصرية قالت لـ”الشرق”، الأحد، إن الجولة الجديدة من المفاوضات ستتضمن بحث “مدة الهدنة”، وتبادل الأسرى بين الجانبين، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل من شمال القطاع، وعودة تدريجية للنازحين، وكذلك إصلاح بعض المستشفيات المتضررة وإدخال الوقود إليها.
عودة النازحين
وكشف المصدر في “حماس” عن نقاش جدّي وتفصيلي بشأن شرط عودة النازحين جنوباً إلى الشمال، ولكن ذلك ينطوي على مخاطر التكدس والتدافع الذي قد يضر المواطنيين، ما دفع الجميع للبحث في التفاصيل الفنية لعودة النازحين للشمال.
وأضاف أنه تم فتح مسار جديد يفضي إلى عودة أسر بكاملها إلى الشمال ضمن جدول زمني على طول زمن التهدئة المتوقعة، بحيث يكون هناك عودة لعدد يزيد عن 500 عائلة يومياً على أن تكون عودتهم بانتظام بمشاركة مؤسسات دولية كالصليب الأحمر و”الأونروا” التي لدى مقارها أكثر من 60% من النازحين.
تجدر الإشارة إلى أن “حماس” رفضت المقترح الذي ورد في “باريس 2” بعودة النازحين جنوباً ضمن تفاصيل أمنية دقيقة دون عودة من هم في سن 16 حتى 50 عاماً.
ودمر الهجوم الإسرائيلي معظم أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى نزوح جميع سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً وباتوا على شفا “المجاعة”.
“صعوبات جديدة”
من ناحية أخرى، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ،الاثنين، أن هناك “صعوبات جديدة” طرأت على مفاوضات التوصل لصفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل و”حماس”.
ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن “الوسطاء عرضوا على حماس اقتراحات مختلفة عن تلك التي تم صياغتها في محادثات باريس، لكن حماس رفضت العرض”.
وذكر المسؤولون أنه “تم التوافق بنسبة كبيرة على المعايير المطلوبة للإفراج عن المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين مقابلهم، ولا يوجد أي معوقات في هذا الملف”.
وأشاروا إلى أن واشنطن تعهدت بإقناع إسرائيل بالموافقة على المعايير التي تقترب كثيراً من إطار باريس الثاني، بحيث تصبح النسبة النهائية 1 إلى 15 على الأكثر بتفاصيل مختلفة حسب الأسماء والحالات للمحتجزين في غزة من ضمن الأعداد المذكورة.
التوصل إلى اتفاق
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين قولهما إن بايدن أجرى اتصالاً بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ حمد بن تميم، وحثهما على ضرورة الضغط على “حماس” من أجل التوصل إلى اتفاق.
وقال المصدران إن بايدن أخبر أمير قطر والرئيس المصري بالجهود التي تبذلها واشنطن للضغط على إسرائيل للموافقة على اتفاق التهدئة، وحثهما على الضغط بدورهما على حماس للقيام بالمثل.
واعتبر المصدران الأميركيان أن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار يمكن أن يحسنا الأوضاع في قطاع غزة بشكل كبير، عبر السماح بدخول المزيد من المساعدات الغذائية والطبية.
يأتي هذا في وقت يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً في عام انتخابي بسبب دعمه الثابت لإسرائيل وارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، والذي تجاوز 30 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.