حرية – (10/3/2024)
دق جرس كنيسة جديدة بنيت قرب مدينة أور القديمة في العراق للمرة الأولى الأسبوع الماضي في إطار حملة لجذب الزوار للعودة لبلد يعد موطناً لواحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم.
والكنيسة جزء من مجمع يرتفع من سهل صحراوي في ظل الزقورة ذات الشكل الهرمي في أور، وهي مدينة يعتقد تقليدياً أنها مسقط رأس النبي إبراهيم وزارها البابا فرنسيس قبل ثلاث سنوات.
ومن المقرر الانتهاء من بناء الكنيسة هذا الشهر. وفي الأسبوع الماضي، تم تثبيت الجرس الكبير في برج الكنيسة، المصنوع من الطوب الطيني العراقي التقليدي المصفر. ولمع العمال النوافذ الكبيرة ذات الزجاج زاهي الألوان.
في زيارته التاريخية للعراق خلال مارس (آذار) 2021، أقام البابا فرنسيس صلاة في لقاء بين الأديان بموقع في أور يعتقد أنه كان منزل النبي إبراهيم.
وكانت زيارته بمثابة لحظة أمل للمجتمع المسيحي الذي كان عدده ذات يوم نحو 1.5 مليون نسمة، لكنه تقلص إلى مئات الآلاف في العقدين الماضيين منذ الغزو الأميركي عام 2003 الذي أعقبته سنوات من إراقة الدماء لدوافع طائفية.
وقال مدير مفتشية آثار وتراث محافظة ذي قار شامل الرميض إن “زيارة البابا إلى العراق، بخاصة إلى محافظة ذي قار ومدينة أور الأثرية، كانت ذات أهمية تاريخية”.
وأضاف “تم بناء هذه الكنيسة قرب المواقع الأثرية في مدينة أور الأثرية حتى يتسنى لأعداد كبيرة من إخواننا المسيحيين من جميع دول العالم زيارتها”.
وتقلص المجتمع المسيحي المتنوع في العراق أولاً بسبب صعود تنظيم “القاعدة” في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 ثم على يد تنظيم “داعش” الذي اضطهد المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في الفترة من 2014 إلى 2017.
ويسعى المجتمع إلى التعافي منذ هزيمة “داعش” في العراق عام 2017، إذ يعاني ارتفاع معدلات البطالة وصعوبة العودة للمناطق المسيحية التاريخية والتي لا يزال بعضها تحت سيطرة الجماعات المسلحة.