حرية – (10/3/2024)
أعلنت الولايات المتحدة، الأحد، عن إرسال أول سفينة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عن طريق البحر.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن سفينة الدعم اللوجستي “الجنرال فرانك إس بيسون” التابعة للجيش الأمريكي غادرت قاعدة لانجلي-يوستيس المشتركة في ولاية فرجينيا “بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر”.
وجاء في البيان أن السفينة “تحمل المعدات الأولى لإنشاء ميناء مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية”.
وأعلن الرئيس الأمريكي، الخميس الماضي، في خطاب أن جيش بلاده سيبني ميناء مؤقتا على ساحل القطاع، لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن بناء الميناء سيستغرق مدة قد تصل إلى 60 يوما وسيشارك فيه أكثر من ألف جندي أمريكي، ولن تشمل هذه الخطة نشر أي قوات أمريكية في القطاع.
وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع على شفا المجاعة، وإن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.
وفي سياق متصل، لا تزال سفينة المساعدات الإسبانية “أوبن آرمز” تنتظر الحصول على تصريح للإبحار من ميناء لارنكا القبرصي باتجاه قطاع غزة.
ويُأمل أن تتمكن السفينة “أوبن آرمز” من المغادرة قبل يوم الإثنين، وستكون هذه أول شحنة تُنقل إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص – أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت منظمة “أوبن آرمز” الخيرية الإسبانية أن السلطات الإسرائيلية تفتش حمولة “200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة” في ميناء لارنكا.
وأشارت المنظمة الإسبانية إلى أن منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية الأمريكية، التي دخلت في شراكة مع “أوبن آرمز”، لديها فرق في قطاع غزة تقوم “بإنشاء رصيف” لتفريغ الشحنة.
لكن لم تقدم منظمة “أوبن آرمز” تفاصيل عن الموقع الدقيق الذي ستُسلم فيه هذه المساعدات، ومن سيتولى توزيعها بمجرد وصولها إلى القطاع أو ضمان أمنها.
ومن غير الواضح كيف ستصل المساعدات البحرية بشكل آمن إلى القطاع قبل بناء الميناء الأمريكي؛ فلا يوجد في غزة ميناء فعال والمياه المحيطة بها ضحلة للغاية بحيث لا تسمح للسفن الكبيرة بالتحرك.
وترى الأمم المتحدة أن عمليات إنزال المساعدات جوا أو إرسالها بحرا لا يمكن أن تحل محل الطريق البري.
ورحبت إسرائيل بالممر البحري الذي أعلنت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الجمعة، وقالت إن المساعدات سيتم تسليمها بعد إجراء فحوصات أمنية في قبرص “وفقا للمعايير الإسرائيلية”.
وضغطت دول غربية على إسرائيل لتوسيع عمليات تسليم المساعدات البرية من خلال تسهيل المزيد من الطرق وفتح معابر إضافية.
وتدخل الشاحنات إلى جنوب غزة عبر معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية، ومعبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وانقطعت إلى حد كبير المساعدات الإنسانية عن شمال القطاع، الذي يعيش فيه نحو 300 ألف فلسطيني يعانون نقصا في الطعام والمياه النظيفة.
واتُهمت إسرائيل بعرقلة جهود الإغاثة، واتهمها خبير مستقل في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، بشن “حملة تجويع ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.
وردت المستشارة القانونية في البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة، ييلا سيترين، بأن “إسرائيل ترفض تماما المزاعم القائلة بأنها تستخدم التجويع كأداة للحرب”، قبل أن تنسحب محتجة.
نتنياهو “يُضر إسرائيل أكثر مما ينفعها”
دبلوماسيا، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يُضر إسرائيل أكثر مما ينفعها” بطريقة إدارته الحرب في غزة.
واعتبر بايدن في مقابلة مع قناة “إم إس إن بي سي” الأمريكية أن “من حق نتنياهو الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس، لكن يجب أن يكون أكثر حذرا حيال الأرواح البريئة التي تزهق بسبب الإجراءات المتخذة.
وخلال المقابلة سأل الصحفي بايدن عما إذا كان الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح جنوب قطاع غزة يُشكل “خطا أحمر”، فأجاب الرئيس الامريكي أن “هذا خط أحمر لكني لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. الدفاع عن إسرائيل يبقى ذا أهمية قصوى، فلا خط أحمر أريد من خلاله وقف شحنات الأسلحة بالكامل، إذ عندها لن يكون الإسرائيليون محميين بالقبة الحديدية”.
وتُعد المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة ضرورية لتشغيل القبة الحديدة من أجل اعتراض الصواريخ والقذائف.
واستدرك بايدن قائلا “هناك خطوط حُمر… فمن غير الممكن أن يموت 30 ألف فلسطيني آخرين”.
والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لإسرائيل، لكن إدارة بايدن وجهت مؤخرا انتقادات أكثر حدة لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، وشملت دعوة حكومة نتنياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة.