حرية – (12/3/2024)
وسط الاضطرابات السياسية والعقبات المتعلقة بالميزانية، تواجه وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” حالة من الارتباك وعدم اليقين في إدارتها لميزانية العام المالي 2024، بينما تستعد في الوقت نفسه للكشف عن ميزانيتها المالية لعام 2025، ما يعني أن الوزارة تمر بفترة غير مسبوقة من عدم القدرة على التنبؤ، بحسب تقرير لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، أوضحت فيه أن وزارة الدفاع تعمل حاليًّا بموجب تمديد مؤقت للميزانية؛ بالنظر إلى أن الكونغرس لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن مستويات الإنفاق. وقد حال الجمود في الكونغرس دون إقرار موازنة شاملة، وهو ما يترك الوزارة دون ميزانية كاملة للسنة المالية الحالية.
وفي حال فشل الكونغرس في إقرار خطة الإنفاق قريبًا، فقد يواجه البنتاغون خفضًا شاملاً بنسبة 1%، في وقت ما يزال يعاني فيه من أثار سنوات من التضخم المرتفع.
ومما يزيد من تعقيد المعضلة أن فشل الكونغرس في توفير التمويل في الوقت المناسب لا يعيق العمليات العسكرية فحسب، بل يجبر البنتاغون أيضًا على إعادة الأموال غير المنفقة إلى وزارة الخزانة بحلول نهاية السنة المالية، ويحذر الخبراء من أن هذه التأخيرات قد يكون لها آثار مضاعفة على الاستعداد العسكري خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة.
منذ نهاية أيلول، أصبحت وزارة الدفاع واحدة من عدة وكالات فيدرالية تعمل بموجب تمديد قصير الأجل للميزانية، وكان مجلس الشيوخ الأمريكي أقر مشروع قانون لتمويل مختلف الوكالات الحكومية للفترة المتبقية من السنة المالية 2024، لكن إدارات معينة فقط حصلت على تمويل للعام بأكمله، حيث وقّع الرئيس بايدن مشروع القانون ليصبح قانونًا، متجنبًا بذلك الإغلاق الجزئي للحكومة.
ومع ذلك، من المتوقع أن يكون تمرير ميزانيات وزارة الدفاع والوكالات الأخرى المتبقية أمرًا صعبًا على خلفية التحديات المتوقعة في الكونغرس.
تهديد في الأفق
ومما يزيد من الشكوك وحالة عدم اليقين، التهديد الذي يلوح في الأفق بخفض ميزانية البنتاغون والوكالات الأخرى بنسبة 1%، إذا فشل الكونغرس بتمرير ميزانية مالية كاملة لعام 2024، بحلول 30 أبريل القادم.
يبدو الوضع مقلقا بالفعل للجيش الأمريكي، الذي استنزف طاقته في التعامل مع حربين رئيستين في أوكرانيا وغزة، ولا سيما الأخيرة التي أثارت توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران وميليشياتها من جهة أخرى.
إدارة بايدن من جهتها، كانت تأمل أن يقر الكونغرس حزمة مساعدات طارئة لتزويد أوكرانيا وإسرائيل بالأسلحة، ولكن لم يحدث ذلك، وفي أواخر فبراير، حذر القادة العسكريون من أن الجيش الأمريكي قد يستنفذ المخصصات المالية للأفراد قبل نهاية العام، وهذا قد يفرض اتخاذ قرارات صعبة بين الاستعداد لمواجهة التهديدات المباشرة أو الاستثمار في القدرات المستقبلية، وشدد القادة على الحاجة الملحة لتأمين التمويل الكافي لضمان الاستعداد الحالي للجيش وتحديث قدراته العسكرية في المستقبل.
وعندما يتعلق الأمر بموازنة وزارة الدفاع المالية لعام 2025، يزداد المشهد تعقيدًا، ولا سيما وأن الموازنة تتم صياغتها دون رؤية واضحة بشأن حالة التمويل للسنة المالية السابقة، ويحذر خبراء الميزانية من أن هذا الافتقار إلى الوضوح يضفي مزيدا من الإرباك وعدم اليقين إلى عملية إعداد الميزانية؛ ما يجعل من الصعب على المشرعين والقادة العسكريين التخطيط بفعالية.
خلاصة القول، تفرض الفوضى المستمرة في الميزانية تحديات كبيرة على الاستعداد الدفاعي للولايات المتحدة، حيث يؤدي التأخير في إقرار المخصصات، وتخفيضها، وعدم وضوح الصورة بشأنها، إلى تقويض الاستعداد العسكري وجهود تحديث مقدرات الجيش الأمريكي، وهو ما يحتم على الكونغرس اتخاذ إجراء حاسم لتمرير التمويل المناسب في الوقت المناسب؛ لضمان قدرة الجيش على أداء مهامه بشكل فعال، وحماية مصالح الأمن القومي الأمريكي.