حرية – (12/3/2024)
من أغرب الآثار الإسلامية المصرية، مسجد قرانجا الحسني، فهو المسجد الوحيد، ربما في العالم، بدون مئذنة؛ فالمئذنة تنفصل عن المسجد ولا يربطها به سوى جسر خشبى، فقديمًا كان المؤذن يمر على هذا الجسر للأذان وإقامة الصلاة.
وقال المهندس فاروق شرف، استشاري الترميم والمباني الأثرية: إن المسجد يواجه إهمال البشر والتجاهل لقيمته التاريخية ليبقى شامخًا قادرًا على البقاء رغم تآكل جدرانه وحالته التي يرثى لها.
مسجد ومدرسة “الأمير قراقجا الحسني”
يوجد مسجد ومدرسة “الأمير قراقجا الحسني” بدرب الجماميز بحي السيدة زينب بالمنطقة الجنوبية.
صاحب المسجد هوالأمير قراقجا الحسني من مماليك السلطان الظاهر برقوق، وكان صغير السن فأنزله كغيره من المماليك الطباق السلطانية بقلعة الجبل، ولصغر سنه طالت أيامه فى الجندية فقد عاصر السلطان برقوق وابنه السلطان فرج ابن برقوق المتوفى سنة 815 هـ.
ولم يصبح قراقجا أميرعشرة إلا بعد موت السلطان المؤيد شيخ سن 824 هـ، وفى عهد السلطان الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر برسباى الذي كان أيضًا من مماليك السلطان الظاهر برقوق.
وأخذ يتدرج فى الوظائف العسكرية من رأس نوبة حتى أصبح من أمراء الطبلخانة، وهي من وظائف أرباب السيوف فى مصر المملوكية تلي وظيفة أمير مئة ومقدم لألف وتعنى المشرف على دق الطبول والموسيقى.
كان السلطان يناديه “يا أخي”
وأخذ قراقجا يترقى فى الوظائف العسكرية حتى وصل الى أمير آخور الكبرى ثم رأس نوبة النوب حتى أصبحت مهمته الفصل فى خلافات إمراء المماليك وكان السلطان يناديه: “يا أخي”.
المسجد بناه الأمير سيف الدين قراقجا بن عبد الله الحسني الظاهري سنة 845 هـ (1442م) في أيام السلطان جقمق (1438 – 1453م). وقد بُنيت المئذنة بالجهة الشمالية الشرقية من الجامع وتتصل به عن طريق معبرة وهي من دورتين.
صحن الجامع مستطيل مكشوف أبعاده 7×6 متر. وأكبر الإيوانات إيوان القبلة وأبعاده 12.5×6.5 مترًا ومغطى بسقف من الخشب.
تتكون العمارة الخارجية لهذا الجامع من واجهتين حجريتين؛ الواجهة الرئيسية فى الناحية الشمالية الغربية والتي تطل على شارع درب الجماميز.. والواجهة الثانية فى الناحية الشمالية الشرقية وتطل على حارة السادات.. أما الواجهات الاخرى فهى ملتصقة بمبانٍ حديثة.
ويشغل الجامع مساحة غير منتظمة الأضلاع يقع فى ضلعها الشمالى الغربى جهة الغرب مدخل الذى يؤدى الى دركاة مستطيلة غير منتظمة الأضلاع مغطاة بسقف خشبي حديث، وعلى يمين الداخل من الباب ميضأة مستحدثة، وعلى اليسار منه فتحة باب تؤدي إلى الدرقاعة.