حرية – (17/3/2024)
اكتشف باحثون قبر زعيم ديني دفن منذ أكثر من 1200 عام، بمحاذاة مخبأ مليء بالقطع الذهبية، في مقبرة قديمة في بنما.
وعثرت عمليات التنقيب على القبر داخل حديقة “إل كانيو” في مقاطعة كوكلي، وهو معقل اكتشافات الحقبة ما قبل الكولومبية، وفق بيان لوزارة الثقافة في بنما مطلع مارس الجاري.
ويعود تاريخ المدفن إلى حوالي 700 عام، وهو التاسع المكتشف في الحديقة منذ بدء التنقيب في الموقع عام 2008.
ونقل موقع “سي إن إن” عن قائدة فريق التنقيب ومديرة مؤسسة “إل كانيو” التي تدرس التراث الثقافي في بنما، الدكتورة جوليا مايو، قولها إن زعيم النخبة الذي تم اكتشافه حديثًا كان على الأرجح رجلًا يبلغ من العمر 30 أو 40 عامًا، لافتة إلى أن علماء الآثار أطلقوا عليه لقب “سيد قصب السيقان”، لأنه كان مدفونًا بجانب مجموعة من قصب عظام الحيوانات التي يحتمل أنها كانت تستخدم في الاحتفالات الدينية.
ومع استمرار الباحثين في استكشاف القبر، أدركوا أن “سيد قصب السيقان” ربما كان لديه قدر كبير من الصحبة في رحلته إلى الحياة الآخرة، ربما بضع عشرات من رفاقه الذين عُثر على رفاتهم مدفونة تحت القرابين التي أحاطت به.
وأشارت مايو إلى أن الباحثين وجدوا أنماطًا مشتركة مع المقابر الثمانية التي تمت دراستها سابقًا، تُشير إلى أن الجثث الأخرى تخص أشخاصًا تم التضحية بهم لمرافقة الموتى إلى الحياة الآخرة.
وقالت “يبدو أن الرفات المكتشفة حديثًا دُفنت جميعها في الوقت عينه، وبدت عليها علامات طقوس الموت”.
ولم يتضح بعد عدد الجثث الموجودة داخل القبر المكتشف حديثًا، لكن المقابر الثمانية الأخرى كشفت عما يتراوح بين 8-32 جثة.
وبحسب تقرير “سي إن إن”، يرجح الباحثون أن “سيد قصب السيقان” كان زعيمًا دينيًا، حيث تم “دفن الجثة مع قصب السيقان والأجراس، وليس على غرار اللوردات الآخرين الذين عثر عليهم في الموقع ذاته مع الفؤوس والرماح والقطع المصنوعة من أسنان الحيوانات المفترسة الكبيرة”، متوقعين اكتمال أعمال التنقيب في المقبرة التاسعة بنفس هذا الوقت من العام المقبل.
وفي الوقت الذي أشار فيه بيان وزارة الثقافة إلى أن العلماء عثروا على جثة الزعيم الديني “المفترض” مدفونة ووجهها للأسفل فوق جثة امرأة، قالت قائدة الفريق مايو إن العلاقة التي ربما كانت بين الرجل والمرأة “غير معروفة”.
من جانبها، أوضحت أمينة علم الآثار في معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية في مدينة بنما، نيكول سميث غوزمان، أنه “كان دفن الميت ووجهه لأسفل شائعة في هذه الفترة الزمنية بهذه المنطقة، متوقعة “أنه كان هناك نوع من العلاقة الاجتماعية بين الشخصين أثناء الحياة، وكان من المهم الحفاظ عليها بالموت”.
قطع ذهب أثرية اكتشفت في الموقع الأثريمؤسسة
وعُثر في الموقع على قطع أثرية متناثرة أعلى حجرة الدفن وفي محيط “سيد قصب السيقان”، تمثلت بخمس صدريات، وهي أحد أشكال مجوهرات المتوفى، وحزامان مصنوعان من الخرز الذهبي، والعديد من الأساور والقلائد الذهبية، بالإضافة إلى حلقين من الذهب، على شكل شخصيات بشرية، وبعض قطع المجوهرات المصنوعة من أسنان الحيوانات، وأقراط مصنوعة من أسنان حوت العنبر، وفق ما جاء في البيان.
وفسرت الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة ولاية إلينوي، آنا ماريا نافاس مينديز، هذه المواد على أنها استراتيجيات القائد في الحياة للحصول على مزيد من المكانة داخل أراضيه.
وأضافت أن زعماء أمريكا اللاتينية القدامى كانوا يقيمون في كثير من الأحيان علاقات سياسية واقتصادية مع زعماء المجتمعات المجاورة، ما يسمح بتبادل السلع الثمينة والحرفية بينهم.