حرية – (19/3/2024)
كشفت وزارة الدفاع البريطانية هذا الأسبوع عن نظام “دراغون فاير”، وهو سلاح ليزر جديد قالت إنه قادر على ضربات شعاعية يمكنها تفجير الطائرات بدون طيار والصواريخ النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بسعر زهيد لا يتجاوز 13 دولاراً أمريكياً للطلقة الواحدة.
نظام دراغون فاير.. سلاح ليزر جديد قادر على تدمير صواريخ نووية
لقطات حديثة رفعت وزارة الدفاع البريطانية السرية عنها للجمهور، أظهرت قوة هذا السلاح الجديد Dragonfire الذي بإمكانه الفتك بأي طائرة دون طيار أو صاروخ نووي يسير بسرعة تفوق سرعة الصوت.
واستطاعت الضربات الليزرية التي خرجت من نظام دراغون فاير تدمير طائرة بدون طيار في السماء، وقد أجريت هذه التجارب السرية في منطقة هيبريدس في اسكتلندا والتابعة لجيش الدفاع البريطاني.
السلاح الليزري الجديد من نظام دراغون فاير أثبت أنه سلاح دقيق للغاية لدرجة أنه يمكن أن يصيب عملة معدنية بقيمة جنيه إسترليني على بُعد نصف ميل (نحو 0.8 كيلومتر)، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
مميزات نظام دراغون فاير
الصحيفة البريطانية أكدت أن نطاق نظام دراغون فاير الكامل لا يزال سرياً، ولكن عُرف عنه أن شعاعه له قدرة 50 كيلو واط، وأن بإمكانه اختراق الأهداف بـ “دقة بالغة” ولا يتطلب أي ذخيرة.
في حين أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن نظام دراغون فاير هو سلاح ليزر عسكري متقدم، يتم تطويره بواسطة شركة GB Industry الأمريكية ومختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية البريطاني Dstl.
مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية البريطاني كشف بدوره عن بعض مميزات نظام دراغون فاير، منها أن سلاح الطاقة الموجه بالليزر يشتبك مع الأهداف بسرعة الضوء، باستخدام شعاع مكثف من الطاقة لاختراق الأشياء، ما يؤدي إلى فشل هيكلي في الهدف.
وأضافت: “يمكن استخدام هذه التقنية في المستقبل لإغراق القوارب وإتلاف السفن الحربية، وإسقاط الطائرات الحربية العسكرية، وحتى تدمير الصواريخ الروسية الفتاكة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي سريعة جداً بحيث يمكنها السفر من موسكو إلى لندن في تسع دقائق”.
كم تبلغ تكلفة طلقة نظام دراغون فاير الليزري الجديد؟
بحسب وكالة CNN الأمريكية، فإنّ تكلفة طلقة نظام دراغون فاير الليزري الجديد زهيدة للغاية وغير مكلفة، وهي حوالي 10 جنيهات إسترلينية أي ما يعادل 12.74 دولار أمريكي فقط.
الأمر الذي جعل الخبراء العسكريين يتوقعون أن يتسبب نظام دراغون فاير بثورة في عالم الدفاع الجوي، لسببين:
الأول: هو دقته وفاعليته في تدمير الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
الثاني: هو تكلفته التي قد توفر عشرات الملايين من الدولارات من تكلفة الصواريخ الاعتراضية التي تقوم بهذه المهمة الآن.
ووزارة الدفاع البريطانية نفسها حددت السعر نفسه لطلقة ليزر مدتها 10 ثوان.
في المقابل فإن الصاروخ القياسي 2 الذي تستخدمه البحرية الأمريكية للدفاع الجوي يكلف أكثر من مليوني دولار لكل طلقة.
هل نجاح نظام دراغون فاير مضمون فعلاً وما المشكلات التي قد تواجهه؟
تم بناء نظام الأسلحة من قبل علماء في المملكة المتحدة، وهو عبارة عن تعاون بلغت تكلفته نحو 100 مليون جنيه إسترليني.
ولكن على الرغم من أن الاختبارات قد تم الترحيب بها باعتبارها ناجحة، فإنه لم يُعرف بعد متى يمكن أن يدخل DragonFire الخدمة، ولن يعرف مدى نجاحه سوى بعد البدء باستخدامه فعلياً.
إيان بويد، مدير مركز مبادرات الأمن القومي بجامعة كولورادو الأمريكية، كان قد أشار في مطلع مارس/آذار الحالي لصحيفة The Conversation إلى أن هناك الكثير من المشاكل التي قد تواجه الأسلحة الليزرية.
ومن بين تلك المشاكل التي قد تواجه مثل هذه الأسلحة المطر والدخان والضباب التي بإمكانها تشتيت أشعة الليزر وتقليل فاعليتها.
كما أن أسلحة الليزر تطلق الكثير من الحرارة، لذا فهي تتطلب أنظمة تبريد كبيرة، وهذا يعني أن أشعة الليزر عالية الطاقة تتطلب بنية تحتية واسعة النطاق لتوليد الطاقة والتبريد، ما يضع حدوداً لأنواع التأثيرات التي يمكن توليدها من منصات عسكرية مختلفة.
هناك قيد مهم آخر لأسلحة الليزر عالية الطاقة القائمة على المنصات، نظراً لأن الشاحنة أو السفينة أو الطائرة يجب أن تحمل مصدر الطاقة لليزر، وهذا سيحد من قدرة مصدر الطاقة، فلا يمكن استخدام الليزر إلا لفترة محدودة من الوقت قبل أن يحتاج إلى إعادة شحن بطارياته.
كما أن على شعاع الليزر يجب أن يبقى مُقفلاً على الهدف لمدة تصل إلى 10 ثوانٍ لإحداث ثقب فيها، ولكن هل هذا الأمر متاح في حال استهداف أهداف متحركة مثل الطائرات؟
كيف يعمل سلاح الليزر؟
يستخدم الليزر الكهرباء لتوليد الفوتونات، أو جزيئات الضوء، تمر الفوتونات عبر وسط “الكسب”، وهو مادة تخلق سلسلة من الفوتونات الإضافية، ما يؤدي إلى زيادة عدد الفوتونات بسرعة، يتم بعد ذلك تركيز كل هذه الفوتونات في شعاع ضيق بواسطة مخرج شعاع.
في العقود التي تلت الكشف عن أول ليزر في عام 1960، طور المهندسون مجموعة متنوعة من أجهزة الليزر التي تولد فوتونات بأطوال موجية مختلفة في الطيف الكهرومغناطيسي، من الأشعة تحت الحمراء إلى الأشعة فوق البنفسجية.
تعتمد أنظمة الليزر عالية الطاقة التي تجد تطبيقات عسكرية على أشعة ليزر الحالة الصلبة التي تستخدم بلورات خاصة لتحويل الطاقة الكهربائية المدخلة إلى فوتونات.
أحد الجوانب الرئيسية لأشعة الليزر ذات الحالة الصلبة عالية الطاقة هو أن الفوتونات يتم إنشاؤها في جزء الأشعة تحت الحمراء من الطيف الكهرومغناطيسي وبالتالي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية.
عندما يتفاعل شعاع الليزر مع سطح ما، فإنه يولد تأثيرات مختلفة بناءً على طول موجة الفوتون، وقوة الشعاع، والمواد المكونة للسطح.
تعتبر أشعة الليزر منخفضة الطاقة التي تولد الفوتونات في الجزء المرئي من الطيف مفيدة كمصادر للضوء للمؤشرات وعروض الضوء في المناسبات العامة.
تتميز هذه الحزم بقوة منخفضة لدرجة أنها تنعكس ببساطة عن السطح دون الإضرار به.
تُستخدم أنظمة الليزر عالية الطاقة لقطع الأنسجة البيولوجية في الإجراءات الطبية، كما يمكن لأشعة الليزر ذات الطاقة الأعلى أن تسخن وتتبخر وتذوب وتحرق العديد من المواد المختلفة وتستخدم في العمليات الصناعية للحام والقطع.
بالإضافة إلى مستوى طاقة الليزر، يتم تحديد القدرة على تقديم هذه التأثيرات المختلفة من خلال المسافة بين الليزر وهدفه.