حرية – (20/3/2024)
لجأ عمدة مدينة كندية لفكرة غير مسبوقة لجلب “جيل زد” إلى منطقته، عبر منحهم أراضي من أجل بناء منازل والاستقرار في المدينة الثلجية مقابل 10 دولارات كندية (نحو 7 دولارات أمريكية)، لكن بشروط، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 18 مارس/آذار 2024.
يصر بيتر بوليتيس، عمدة مدينة كوكرين الكندية في مقاطعة أونتاريو، على أنَّ لديه خطة من أجل تحويل مدينته الثلجية المليئة بالغابات البرية المتجمدة إلى مكان حيث يستطيع رؤية الأطفال وهم يلعبون على الأراجيح، ومجموعة من الأشخاص في العشرينيات من العمر يتجمعون حول حفلة شواء.
تفاصيل مشروع استقطاب “جيل زد”
في شهر أبريل/نيسان المقبل، ستبدأ مدينته في بيع قطع أراضٍ مقابل 10 دولارات كندية (7,37 دولار أمريكي). وسُتقدَّم نحو 1500 قطعة لجميع القادمين دون استثناء، الذين يمكنهم بناء منزل على الأرض، وسيُمنَحون إعفاءات ضريبية وحوافز رائعة. وقال مقاول محلي إنَّ قيمة قطع الأرض المتصلة بالمياه والصرف الصحي تبلغ في العادة نحو 40 ألف دولار.
قال بوليتيس إنَّ الاهتمام بالفكرة كان هائلاً. وعرض بعضاً من الطلبات الأربعة آلاف للحصول على التفاصيل التي تلقاها من جميع أنحاء كندا. وقد أبدى الأوروبيون اهتماماً أيضاً بالشراء، إضافة إلى رجل في جامايكا.
كما أضاف عمدة المدينة، الذي تحمل مدينته شعار “رائع لدرجة مدهشة”: “لدينا أسلوب حياة مذهل هنا”. وتقع المدينة على بُعد 9 ساعات بالسيارة شمال تورونتو، وتحيط بها 500 ميل (804,6 كيلومتر) من مسارات عربات الثلوج، وتحتوي على محمية للدب القطبي، لكنها ليست أرضاً قاحلة مقفرة، كما وعد بوليتيس.
بوليتيس قال أيضاً: “نريد أن يأتي جيل زد إلى هنا. ويسأل البعض منهم: هل لدينا مياه جارية وكهرباء؟ لكننا نشرح لهم، وقد أعجبتهم الفكرة. نحن حقاً لسنا القطب الشمالي”.
معارضة السكان المحليين
لكن لم يقتنع السكان المحليون بهذه الفكرة؛ ففي اجتماع انعقد قبل أسبوعين، أعربوا عن قلقهم بشأن تغيير طابع مدينتهم الصغيرة، وتساءلوا عمّا إذا كان هناك ما يكفي من المدارس والأطباء للتعامل مع الوضع.
تساءلت لي آن بارسونز هوبر: “من سينتقل إلى هنا حيث يوجد عجز في الأطباء، والضرائب مرتفعة، والبنية التحتية متهالكة؟”.
كما قال كيري بيكرستاف إنَّ محلات البقالة ستواجه صعوبات. وقالت: “كنت هناك بالأمس، واختفى المعروض من الخبز بأكمله. وكأنها نهاية العالم”.
فيما أعربت شيلي شارون عن قلقها من أنَّ تكاليف جلب أشخاص جدد من شأنها أن تدفع الضرائب المفروضة على السكان الحاليين “إلى أعلى المستويات”.
سُئل بوليتيس عن رغبة سكان المدينة في أن يحتفظ المجتمع بسحره الخاص، فأجاب: “أنا أتفق مع رؤيتهم. لكن لا تفترضوا أسوأ السيناريوهات. نحن لا نحاول تحويل كوكرين إلى تورونتو أو مدينة نيويورك”.
كما قال: “إنَّ اقتصادنا وصل لأقصى قدر من التنوع الممكن، والأراضي موجودة هنا. وستتطلب هذه المنازل طرقاً وبنية تحتية جديدة؛ ما سيجعل الحياة أفضل للجميع. أي سيخرج الجميع رابحين”.
أضاف أنَّ مشتري القطع بقيمة 10 دولارات يجب أن يُثبِتوا أنَّ لديهم الوسائل المالية المطلوبة لبناء منزل، والالتزام بجدول زمني سريع. ويجب على المطورين الراغبين في شراء قطع أراضٍ تقديم مقترحات حول كيفية الاستثمار في المجتمع.
لا يهتم بوليتيس من يشتري الأرض؛ سواء أكانوا شباباً أم كبار سن أم سكاناً محليين أم أجانب. وقال: “لا يهمني إذا كنت من المريخ، كل ما يهمني هو ما إذا كنت ستبني منزلاً، وحينها سنحفزك”.
فيما قال عامل البناء جان مارك أوبيرتان، 56 عاماً، إنَّ بناء منزل سيكلف نحو 300 دولار لكل قدم مربع؛ ما يعني أنَّ منزلاً مساحته 1200 قدم مربع (111,4 متر مربع) سيُكلِّف نحو 360 ألف دولار.