حرية – (6/4/2024)
نجحت أطول ناطحة سحاب في تايوان (تايبيه 101) في امتصاص الصدمة القوية للزلزال الذي ضرب الجزيرة، الأربعاء 3 أبريل/نيسان 2024، وبلغت قوته 7.4 درجة، وذلك بفضل كرة فولاذية صفراء ضخمة معلقة بكابلات طويلة تتدلى من طوابقها العليا، وفق ما نقلت صحيفة The Washington Post الأمريكية.
تُعرف هذه الكرة الفولاذية التي يبلغ وزنها 730 طناً باسم “المثبِّط الشامل المضبوط”، وهي معلقة بين عدة طوابق في الجزء العلوي من المبنى، ويمكن للناس مشاهدتها، إذ يعدُّ مرصد المبنى من المعالم السياحية الشهيرة في العاصمة تايبيه.
تثبيط الاهتزاز الهيكلي
“المثبطات (أو المخمّدات) الشاملة المضبوطة” هي أجهزة تثبت في هياكل ضخمة داخل المباني لامتصاص الصدمات، وتثبيط الاهتزاز الهيكلي الناجم عن الزلازل، والتقليل من نطاق تأثيرها في المباني.
ويذكر الموقع الإلكتروني لناطحة السحاب “تايبيه 101” أن الكرة تتحرك ذهاباً وإياباً أثناء الزلازل أو الأعاصير التي تضرب الجزيرة بين الفينة والأخرى، وتمتص القوة الناجمة عن أي “تأرجح عنيف”.
ويقول مهندسو المثبطات الزلزالية إنها يمكن أن تحدَّ من حركة المبنى بنسبة تصل إلى 40%، ومن ثم تُقلِّل من شعور الغثيان الذي قد يصاب به شاغلو المبنى أثناء الاهتزاز.
وأظهرت مقاطع فيديو ملتقطة من ارتفاعات كبيرة في تايبيه أثناء الزلزال أن ناطحة السحاب لم تهتز إلا قليلاً، في حين أن مبنى آخر مجاوراً لها كان يهتز اهتزازاً عنيفاً.
كان “تايبيه 101” أطول مبنى في العالم حين اكتمل بناؤه في عام 2004، وظل كذلك حتى بناء برج خليفة في دبي عام 2009. ويبلغ عدد طوابق الناطحة التايوانية 101، ويصل ارتفاعها إلى 509 أمتار (بما في ذلك برج المبنى).
وسائل لمقاومة الكوارث الطبيعية
ويشير الموقع الإلكتروني لناطحة السحاب إلى أن تصميم المبنى يعتمد على عدة وسائل لمقاومة الكوارث الطبيعية، منها 380 كتلة خرسانية مدفونة في عمق الأرض، يبلغ عمق أطولها نحو 30 متراً، و”يشبه ذلك تسمير المبنى بأكمله على صفيحة تكتونية صلبة”، ويستمد المبنى الطاقة من محطتين فرعيتين، ما يقلل من خطر انقطاع التيار الكهربائي.
يسكن جزيرة تايوان 23 مليون نسمة، وهي معرضة للزلازل بسبب وقوعها في أكثر المناطق اتساماً بالنشاط الزلزالي في العالم، والمعروفة باسم “حزام النار”.
وقد قتل 9 أشخاص وأصيب أكثر من 900 آخرين في زلزال الأربعاء، وهو أقوى زلزال يضرب الجزيرة منذ 25 عاماً، وكانت البلاد تعرضت لزلزال بقوة 7.6 درجة في عام 1999، أسفر عن مقتل أكثر من 2400 شخص.
من جهة أخرى، فإن “تايبيه 101” ليست ناطحة السحاب الوحيدة في تايوان، ولا في العالم، التي تستخدم أنظمة المثبطات الشاملة المضبوطة لتثبيت المباني، لكنها تتسم بفرادتها في عرض هذا الإنجاز الهندسي للجمهور عرضاً مباشراً.
ويُظهر مقطع فيديو على موقع تايبيه 101 الكرة وهي ترتج ارتجاجاً خفيفاً أثناء إعصار عام 2015، والذي صنفه العلماء ضمن أقوى العواصف في العالم في ذلك العام.