حرية – 20/4/2024
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أحد المقربين من وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف وكيانين جمعا أموالا لرجلين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف نفذها مستوطنون.
وهذا أحدث تحرك أمريكي يستهدف من تنحي عليهم واشنطن باللائمة في تصعيد العنف في الضفة الغربية المحتلة.
والعقوبات، التي تأتي إلى جانب تلك المفروضة بالفعل هذا العام على خمسة مستوطنين وموقعين استيطانيين غير قانونيين، هي أحدث إشارة إلى تزايد الغضب الأمريكي من سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان أن تحركات يوم الجمعة، التي تجمد أي أصول أمريكية مملوكة للخاضعين للعقوبات وتحظر الأمريكيين من التعامل معهم بشكل عام، تستهدف منظمتين دشنتا حملتين لجمع أموال لدعم مستوطنين متهمين بالعنف واستهدفتهما عقوبات سابقة.
وتسببت تحركات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المناهضة للمستوطنين الإسرائيليين في إغضاب أعضاء من اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو الحكومي يدعمون التوسع في المستوطنات اليهودية وضم الضفة الغربية إلى إسرائيل في نهاية المطاف. ويسعى الفلسطينيون إلى أن تكون الضفة الغربية ضمن دولتهم المستقبلية.
وتأتي التحركات في ظل تعرض العلاقة المعقدة بين واشنطن وحليفتها إسرائيل للاختبار بسبب الحرب في قطاع غزة ووسط حث إدارة الرئيس جو بايدن إسرائيل على التحلي بضبط النفس في الرد على هجمات إيران الانتقامية.
وفرضت واشنطن عقوبات على بن صهيون جوبشتاين، مؤسس وقائد جماعة ليهافا المنتمية إلى اليمين والتي تعارض اختلاط اليهود مع غيرهم وتحرض ضد العرب باسم الدين والأمن القومي. وقال جوبشتاين إن ليهافا تضم خمسة آلاف عضو.
وذكر ماثيو ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن أعضاء الجماعة اشتركوا في “عنف مزعزع للاستقرار في الضفة الغربية”.
وأضاف ميلر في بيان “تحت قيادة جوبشتاين، اشتركت ليهافا وأعضاؤها في أعمال عنف أو تهديد به ضد الفلسطينيين، وغالبا ما استهدفوا مناطق حساسة أو مضطربة”، محذرا من اللجوء إلى خطوات إضافية إذا لم تتخذ إسرائيل تدابير لمنع هجمات المتطرفين وسط تصعيد للعنف في الضفة الغربية على مدى الأيام القليلة الماضية.
وذكر الاتحاد الأوروبي أيضا يوم الجمعة أنه وافق على فرض عقوبات على ليهافا وجماعات أخرى على صلة بمستوطنين ينتهجون العنف.
ولم يرد متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد على طلب للتعليق.
جوبشتاين هو أبرز شخصية إسرائيلية تستهدفها العقوبات الأمريكية وهو مقرب من وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير الذي يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية وتربطه روابط أسرية به.
وعلى غرار جوبشتاين، كان بن جفير أحد تلامذة الحاخام القومي المتطرف الراحل مائير كاهانا، الذي أدرجت واشنطن حركته (كاخ) على قائمة المنظمات الإرهابية العالمية.
وانتقد بن جفير يوم الجمعة ما قال إنه تضييق على ليهافا و”مستوطنينا الأعزاء الذين لم يشتركوا قط في الإرهاب أو يؤذوا أحدا”، ووصف الاتهامات الموجهة إليهم بأنها “تشهير دموي” من جماعات فلسطينية ومخربين فلسطينيين.
وأضاف بن جفير في بيان صادر عن مكتبه “أدعو دول الغرب لوقف التعاون مع هؤلاء المعادين للسامية وإنهاء هذه الحملة لاضطهاد المستوطنين الصهاينة”.