حرية – (21/4/2024)
حسن حسين جواد الحميري
المتأمل للصراع العربي الصهيوني ومن ثم الصراع الصهيوني الإيراني، يمكنه من ثم تفحص هذين النوعين من الصراع ليكون من بعد ذلك على بينه واضحة في وجود اسباب و َمسببات جعلتهما مختلفين عن بعضهما تماما، رغم انهما يحدثان في منطقة واحدة وهي منطقة الشرق الأوسط ورغم ان كلا طرفي النزاع أحدها يدين الديانه الإسلامية ( العرب، الفرس) والطرف الاخر يدين الديانه اليهودية (إسرائيل) ورغم ان الطرف العربي قد مارس النضال ضد الكيان المحتل في وقت مبكر وبالتحديد من عام ١٩٤٨، وكانت هناك حروب كر وفر استنزاف ومواجهات أخرى كبيرة
كحرب ١٩٦٧ التي خسرها العرب رغم جيوشهم الكثيرة ورغم اعدادهم التي كانت تبلغ المائة مليون نسمةحيث خسروا سيناء والجولان والضفة الشرقية في حين كان العدو الصهيوني لايتعدى تعداده بضع ملايين من النسمة فتوسع أكثر من حجمه خمسة أضعاف ماكان علية كذلك ماجرى في حرب ١٩٧٣ والتي كسرت شوكة العدو بعد عبور الجيش العربي المصري خط بارليف الا ان هذه الحرب وبسب من دعم الصهيونية الأمريكية كادت ان تنقلب إلى خسارة أيضا.ولاننسى في هذا السياق ان نذكر دور المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها التي ابلت بلاء حسنا والتي هي اقضت مضاجع العدو في احيان كثيرة رغم تلونها بالوان الفرقة والتجزئة العربيه،لكن المقاومه العربيه ممثلة بالجيوش العربية النظامية و المقاومة الفلسطينية وعلى مدى ستون سنة قد ركنت للاستسلام وللتطبيع واصبحت هناك علاقات دبلوماسية تجارية وثقافية مع إسرائيل بحجة اننا لانستطيع محاربة أمريكا التي تقف واراء إسرائيل كما قال السادات أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ لينهي هذه الحرب ولتبدا مرحلة التطبيع. الا ان هناك أمرا قد حدث قد غير من واقع الحال كون القضية الفلسطينية هي في الحقيقة ليش مشكلة العرب فحسب وإنما جميع المسلمين في العالم، فكان نجاح الثورة الايرانية عام ١٩٨٠ التي وضعت هذه المشكلة نصب عينيها الا وهو تحرير فلسطين وهذا التحرير هو العمود الفقري للنظام الإيراني القائم حيث نص على هذا الهدف في دستور الجمهورية الإسلامية الايرانية دون لبس او ابهام وبسب هذا الهدف فقد ادخلت الانظمة العربيه بعلم منها او دون علم بحرب ضروس مع النظام الإيراني استمرت لثمان سنوات بعدها ادخل النظام العراقي ليكون في مواجهة مع الكويت تساندها الانظمة الأنظمة الخليجية واغلب الأنظمة العربية الأخرى في حرب عبثية أخرى قوضت إمكانياته اما النظام الإيراني فد كان ذكيا في تعامله مع محيطه الخارجي الدولي واتجه لتطوير ذاته علميا واقتصاديا وصحيا فتمكن من تصنيع السيارات والطائرات والسفن والبوارج والأدوية حتى كاد ان يعتمد على ذاته في جميع الانشطه ولم تنفع معه كل محاولات الحصار التي طوقته منذ اعلان ثورته عام ١٩٧٩.
العرب في حروبهم مع الكيان الصهيوني في البداية لم يملكوا سلاحهم وإنما كانوا يشترونه من الدول الأوربية لازالوا، وفي حرب ١٩٧٣ اعتمدوا على نفطهم ولم يأسسوا لقاعدة علمية يطوروا فيها مهاراتهم وامكانياتهم كما فعلت إيران واقصى مافعلوا هو منع تصدير النفط إلى الدول المتعاونه مع إسرائيل كما فعل الملك فيصل ابن عبد العزيز آل سعود الذي نادي بهذا السلاح واتبعته البلدان العربية الأخرى. الا ان هذا المنع قد سبب للملك القتل وجلب الويل والثبور للعرب حيث انتبهت الصهيونية العالمية لهذا السلاح واعدث العدة للسيطرة علية احتلت منابع النفط واحتلت عاصمة العرب بغداد.. ولو كان الملك فيصل ال سعود رحمه الله قد سعى إلى انشاء قاعدة علمية يعتمد عليها العرب في صراعهم وفي حياتهم كما فعل الايرانيون لما استطاع الامريكان من قتله ومن احتلال البلاد العربية، مع الاسف لم تنمى عند العربي الرغبة في الإبداع والابتكار العلمي الذي يقوي استقلال بلدانه لكن شجع الكرم العربي المبالغ فيه والذي يهدم ولا يبني كما شجعت البنى التحتية لهذا الكرم واصبح انشاء المضايف هما وهدفا للمواطن العربي والسعي نحو المشيخة والاهتمام بكتب تاريخ العشائر هو مايحقق ذات المواطن العربي بدلا من توجيه نحو العلم والاكتشاف وتلمس طرق الاكتشاف و الترقي والازدهار والأخذ بأسباب التطور للحاق المجتمعات المتطورة كما في إيران وتركيا وكبح جماح النكوص نحو الماضي والتغني به، فماضي الأجداد البدوي لم يقف بوجه غازي ولم يحرر من مستعمر. وبهذا الصدد اذكر واقعة عندما أراد الرئيس الأمريكي المتعجرف ترامب الهجوم على إيران وكان ذلك في أواخر عهده في الحكم فارسل طائرتين احد هذه الطائرتين فيها عدد قليل من الجند والثانية كان فيها من الجند عددا كثير وكانت غايته ان يستطلع ويجس المقدرة الايرانية فما كان من الإيرانيين الان ان يسقطوا الطائرة التي طاقمها قليلا ويتركونا الثانية لتلوذ بالفرار عندها فهم الرسالة وارتد على عقبيه.. ولو كان العراق وباقي البلدان العربيه قد استنهضوا هممهم وكرسوها للعلم بدلا من الاغتيالات المؤامرات وتبذير الأموال دون جدوى لوسائل الاعلام التي تمدح وتمجد بالملك والرئيس وتبني المعامل بدلا من المضائف في هذه المرحلة الصعبة ولتحقق الانجازات لما استطاعت إسرائيل من تدمير المفاعل النووي العراقي ولما استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من احتلاله عام ٢٠٠٣.