حرية – (24/4/2024)
قلصت إيران من وجودها العسكري في سوريا، بعد ضربات إسرائيلية استهدفت عدداً من قيادييها العسكريين، وفق ما أفاد مصدر مقرب من “حزب الله” اللبناني و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” وكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ سنوات النزاع الأولى في سوريا، كانت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. وينتشر نحو ثلاثة آلاف مقاتل ومستشار عسكري من “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا، بحسب المرصد، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون القوات الحكومية.
وتدعم طهران مجموعات موالية لها، على رأسها “حزب الله”، في القتال إلى جانب الجيش السوري. ويتحدث المرصد عن وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الموالين لإيران سوريين ولبنانيين وأفغان وباكستانيين في مختلف المناطق.
وقال مصدر مقرب من “حزب الله” من دون الكشف عن هويته، “أخلت القوات الإيرانية منطقة الجنوب السوري، وانسحبت من مواقعها في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة” في جنوب البلاد خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف المصدر “لها في دمشق مكتب تمثيلي فقط يتم عبره التواصل بين الدولة السورية والحلفاء”، في إشارة إلى الفصائل الموالية لإيران.
وأشار إلى أن الاجتماعات “كانت تعقد داخل القنصلية الإيرانية، ظناً (من منظميها) أنهم بمأمن من الضربات الإسرائيلية”، وفق المصدر ذاته.
ضربة موجعة
لكن القصف الذي استهدف مطلع أبريل (نيسان) القنصلية الإيرانية في دمشق والذي نسبته طهران ودمشق إلى إسرائيل، شكل ضربة موجعة. وأسفر القصف عن مقتل سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم قياديان، أحدهما هو أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “أخلت القوات الإيرانية مقار بدءاً من دمشق وفي جنوب البلاد، وصولاً إلى الحدود مع الجولان المحتل من إسرائيل، خشية استهدافها مجدداً”.
وأضاف أن مقاتلين من “حزب الله” وآخرين عراقيين حلوا مكان القوات الإيرانية في المناطق المذكورة.
ورداً على استهداف القنصلية، أطلقت إيران ليل 13 أبريل مئات المسيرات والصواريخ على إسرائيل، في أول هجوم إيراني مباشر على الدولة العبرية، رداً على قصف مبنى القنصلية الإيرانية. واستهدفت هجمات نسبت إلى إسرائيل وسط إيران الأسبوع الماضي، لكن إيران قللت من أهميتها.
بداية التقليص
وإذا كان قصف القنصلية سرع سحب قوات إيرانية من محافظات عدة في سوريا، إلا أن عملية تقليص الوجود العسكري بدأت منذ مطلع العام، على وقع ضربات إسرائيلية طاولت أهدافاً إيرانية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأوضح المصدر المقرب من “حزب الله” أن تقليص عديد القوات الإيرانية بدأ بعد غارة اتهمت طهران إسرائيل بشنها على مبنى في حي المزة في دمشق في 20 يناير (كانون الثاني)، وأدت إلى مقتل خمسة مستشارين إيرانيين، بينهم مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه.
واتهمت إيران في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2023 إسرائيل بقتل رضى موسوي، القيادي البارز في “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” في ضربة قرب دمشق.
وبحسب المرصد، غادرت دفعة من المستشارين الإيرانيين خلال مارس (آذار) على وقع الضربات الإسرائيلية.