حرية – (25/4/2024)
أشّر تقرير أمريكي، يوم الخميس، ما وصفها بأنها “تحديات ايرانية” بوجه الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى العراق.
وأشار تقرير لإذاعة “صوت أمريكا” ، الى اتفاق أردوغان والسوداني على توسيع العلاقات الثنائية، لافتا إلى أن “الخبراء يعتبرون أن ذلك سيواجه تحديا من الجار الإيراني الذي أقام لنفسه نفوذا سياسيا كبيرا في العراق”.
وفي حين ذكّر التقرير بالتوصل الى 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشكل “خريطة طريق” لاستدامة التعاون بين تركيا والعراق، و”نقطة تحول” مثلما وصفها اردوغان، قال انه تناولت قضايا رئيسية مثل الامن وادارة المياه والتجارة والاتفاق الأولي بين انقرة وبغداد والدوحة وأبوظبي حول مشروع “طريق التنمية” الذي يفترض أن يربط دول الخليج بتركيا وأوروبا عبر العراق.
تنافس إقليمي
الا ان التقرير قال ان بعض الخبراء يشككون في قدرة تركيا على توسيع مصالحها في العراق حيث انهم يعتقدون أن ايران باعتبار انها منافس اقليمي يتمتع بنفوذ اكبر في العراق، هي التي تساهم في نهاية المطاف في تحديد علاقات انقرة مع بغداد.
ونقل التقرير عن الباحث في مركز الإمارات للسياسات سردار عزيز، وهو مستشار سابق في برلمان إقليم كوردستان، قوله انه “من المشكوك فيها ان توافق ايران على ان تصبح دولة عضو في حلف الناتو، ومنافسة لطهران، اللاعب الرئيسي في العراق”.
ولفت عزيز ايضا الى ان ولاية الحكومة العراقية الحالية تشارف على نهايتها، مما يزيد من الشكوك بالنسبة لتركيا، موضحا انه “لم يتبق لرئيس الوزراء السوداني سوى عام واحد في منصبه، وفرص بقائه في منصبه منخفضة جدا”.
ونقل التقرير عن عزيز قوله انه بالاضافة الى ذلك، فانه “لم يتم تخصيص اية اموال في الميزانية العراقية لهذه المشاريع، وهو ما يجعل من المستحيل ان تصبح هذه الاتفاقيات طويلة الأمد، ما لم توافق عليها ايران”.
تعزيز نفوذ الحشد الشعبي
وذكر التقرير الامريكي انه بينما تعتبر المنافسة على النفوذ بين تركيا وايران حول العراق ليست جديدة، غير انه اشار الى ان طهران تتمتع بالنفوذ الاكبر منذ الغزو الامريكي في العام 2003، مضيفا ان قوات الحشد الشعبي، عززت نفوذ الأيدي الايرانية في العراق منذ العام 2014.
وتابع التقرير ان الخبراء يعتقدون ان تركيا تحاول موازنة الهيمنة الايرانية من خلال دعم المكونين السني والتركماني في العراق.
وذكر التقرير بان اردوغان التقى مجموعة من ممثلي المكون التركماني في بغداد، وذلك بعد اجتماع آخر مع ممثلي المكون السني.
لكن بحسب الكاتب العراقي حسن الناصر، فان النفوذ التركي على السنة في العراق، قد لا يكون عاملا مساعدا اردوغان في ظل الانقسام الكبير في القاعدة السياسية السنية، خاصة بعد اقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي الخطوة التي اعتبرها بعض قادة السنة بمثابة محاول تهميش للمكون السني في البلد.
ونقل التقرير عن الناصر قوله ان “القادة السياسيين السنة حائرون ما بين تركيا والسعودية وقطر والإمارات وحتى الاردن، ولا يوجد إجماع بين سنة العراق حول شغل منصب رئيس البرلمان”.
اما نزار حيدر، وهو مدير المركز الإعلامي العراقي ومقره في فرجينيا، فيقول ان تركيا تستغل الانقسامات الطائفية في العراق باعتبارها “ورقة تفاوض”، موضحا ان الجمهور العراقي اصيب بصدمة بصورة اردوغان وهو يجتمع مع من وصفهم بأنهم ممثلو الطائفة السنية والطائفة التركمانية، مضيفا “هذه مسألة شديدة الخطورة”.
ونقل التقرير عن حيدر قوله ان الطائفتين السنية والتركمانية “تنظران الى انقرة باعتبار انها قوة داعمة في العملية السياسية العراقية، كما تنظر انقرة الى الطائفتين السنية والتركمانية على انهما ورقة التفاوض مع الحكومة العراقية”.
واعتبر التقرير ان الدور الايراني قد يؤدي الى تعقيد محاولات العراق وتركيا للتعاون في المجال الأمني، مذكرا بما قاله اردوغان على متن طائرة سفره العائدة الى انقرة حيث اشار الى ان المسؤولين العراقيين وافقوا على التعاون مع حكومته ضد حزب العمال الكوردستاني، وانه يرغب بان يرى نتائج ملموسة لتصنيف بغداد للحزب على انه “منظمة محظورة”.
وبحسب عزيز، الباحث في مركز الإمارات للسياسات، فإنه “يبدو بان تركيا لم تحقق هدفها المتمثل في اقناع العراق بالاعتراف بحزب العمال الكوردستاني كمنظمة إرهابية”.
واوضح سنجار حسبما نقل عنه التقرير انه “من الناحية العملية، تعتبر مساعدة العراق لتركيا ضد حزب العمال الكوردستاني مسألة صعبة، لأن للقضية أبعادها الجيوسياسية والاقليمية”، مضيفا ان العمليات العسكرية التركية المتوقعة داخل العراق، خصوصا في مدينة سنجار، حيث ينشط حزب العمال الكوردستاني وقوات الحشد الشعبي ايضا، يمكن ان يتسبب في انخراط مباشر من من جانب ايران.
ومن جهته، يتوقع حيدر، من المركز الإعلامي العراقي في فرجينيا، ألا تكون هناك معارضة من جانب إيران للعملية العسكرية التركية مستقبلا ضد المسلحين الكورد في العراق، موضحا أن طهران “ستوافق على مثل هذه العملية من قبل تركيا لانها ستؤمن لايران فرصة جيدة لتعزيز مصالحها الاستراتيجية داخل الأراضي العراقية، وهو سيناريو مفيد للطرفين، إيران وتركيا”.