حرية – (27/4/2024)
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الجمعة إنه يتعين على إيران أن تراجع فاعلية أنظمة أسلحتها بعد هجومها الفاشل على إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.
وأضاف أوستن للصحافيين “عليهم أن يراجعوا فاعلية أنظمة أسلحتهم وخططهم”. وتابع “أعتقد أن إسرائيل أظهرت أن لديها قدرة كبيرة على الدفاع عن نفسها”.
وكانت إيران أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ نحو الدولة العبرية، لكن تم اعتراضها بالكامل تقريباً من قبل إسرائيل وحلفائها الغربيين، خصوصاً أميركا وبريطانيا وفرنسا، قبل أن تصل وجهتها.
جاءت الضربة الإيرانية إثر استهداف تل أبيب مبنى قنصلية طهران لدى دمشق، مما أدى إلى مقتل سبعة من عناصر “الحرس الثوري” بينهم ضابطان كبيران هما العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي.
انتشار مقلق
وتواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انتشاراً مقلقاً للصواريخ الخفيفة “أرض – جو”، لا سيما في أوساط المجموعات المسلحة خارج إطار الدولة مثل الحوثيين و”حزب الله” اللبناني، وفق ما أفاد تقرير لمنظمة “سمول آرمز سورفاي” المتخصصة في هذا الشأن. وأشارت هذه المجموعة البحثية المستقلة إلى أن هذه الأنظمة الدفاعية المحمولة “أرض – جو” المعروفة اختصاراً بالإنجليزية بـ”مانبادز” (Manpads) يمكن استخدامها لاستهداف طائرات مدنية وعسكرية على السواء. وهي متوافرة بنسخ قديمة، لكنها ما زالت قابلة للاستخدام وأخرى حديثة وأكثر دقة تالياً.
وأوضحت المنظمة أنه “على رغم من الجهود المبذولة منذ فترة طويلة للحد من الانتشار غير القانوني لهذه الأنظمة، تستمر المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط في اقتنائها”. ومن بين مستخدمي أنظمة “مانبادز” الذين حددتهم المنظمة، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم “داعش” و”حزب الله” اللبناني والجيش الوطني الليبي وحزب العمال الكردستاني والحوثيون.
ورصدت المنظمة 12 نموذجاً مختلفاً من أنظمة “مانبادز” التي تقذف عادة بجهاز محمول على الكتف، في ترسانات المجموعات المسلحة في 13 بلداً من بلدان المنطقة الـ26، بين 2015 ومنتصف 2023.
وجاء في التقرير أن “أنظمة (مانبادز) الصينية الصنع تحل تدريجاً محل النماذج السوفياتية/ الروسية”، مع الإشارة إلى أن غالبيتها يصل إلى المنطقة عبر بلدان ثالثة تستوردها. كذلك، تنتشر نماذج من صنع كوريا الشمالية في المنطقة، وخصوصاً في سوريا. ورصدت أجهزة قديمة الطراز في البلدان الـ13 المعنية، ومن بينها أربعة لا تملك سوى نماذج قديمة، غير أن “مجموعات مسلحة في تسع دول في الأقل لديها” أنظمة “مانبادز” أكثر حداثة ذات قدرات أكثر تطوراً لا سيما في ما يتعلق بالأهداف العسكرية.
“المزود الأكبر”
واستناداً إلى مقابلات مع متخصصين دحضت المجموعة الفكرة السائدة في شأن محدودية استخدام هذه الأسلحة، مستشهدة خصوصاً باستعمال نماذج تعود إلى عشرات السنوات في قطاع غزة والعراق. وخلصت إلى أن “تحويلات الحكومات الأجنبية تشكل المصدر الرئيس” لهذه الأسلحة، ومن بينها إيران التي يبدو أنها “المزود الأكبر”.
وتوفر طهران هذه الأسلحة لحلفائها في ما يعرف بـ”محور المقاومة”، من “حزب الله” اللبناني والحوثيين في اليمن وجماعات مسلحة عدة في العراق وسوريا. ولم يرصد أي نظام من هذا النوع آتٍ من بلدان حلف شمال الأطلسي في الفترة المعنية، بحسب التقرير.