حرية – (7/5/2024)
قال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه سيطر من الناحية التشغيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر. ويشكل المعبر منفذاً بالغ الأهمية لمرور المساعدات إلى القطاع وإخراج مصابي الحرب من غزة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن القوات مشطت المنطقة صباح اليوم، بعد شن عملية برية وجوية في جزء من شرق رفح مساء الإثنين، وسط جهود دبلوماسية في الخارج للاتفاق على هدنة.
وقال المتحدث باسم هيئة المعابر في قطاع غزة هشام عدوان إن “الاحتلال الإسرائيلي يحكم على سكان القطاع بالموت بعد إغلاقه معبر رفح. إغلاق معبر رفح يحكم على مرضى السرطان بالموت في ظل انهيار المنظومة الصحية”.
ومنذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر كان معبر رفح، وهو الوحيد الذي لا تديره إسرائيل في القطاع، يشكل شريان الحياة الرئيس بين العالم الخارجي وسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إذ أتاح دخول الإمدادات الإنسانية ونقل المرضى إلى الخارج وسط النقص الحاد في المستلزمات وتدمير مرافق الرعاية الصحية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يشن عملية محدودة في رفح تهدف إلى القضاء على مقاتلي حركة “حماس” وتفكيك البنية التحتية للحركة التي تدير قطاع غزة.
ونصحت الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، بعدم شن هجوم رفح، الملاذ الأخير لنحو نصف سكان غزة.
ضربات ليلية
قال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن دبابات وطائرات إسرائيلية قصفت مناطق ومنازل عدة في رفح الليلة الماضية، مما أدى إلى مقتل 20 فلسطينياً وإصابة عدد آخر في غارات أصابت أربعة منازل في الأقل.
وقال سكان إن إسرائيل أسقطت منشورات جديدة اليوم الثلاثاء تحذر الناس مرة أخرى لمغادرة المناطق في شرق رفح.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت أيضاً مناطق شرق بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون في شمال قطاع غزة.
نازحون فلسطينيون يغادرون رفح (أ ف ب)
وقال الجيش الإسرائيلي إن معظم السكان وبعض المنظمات الدولية أخلوا منطقة العمليات العسكرية بشرق رفح. وأضاف أنه قتل نحو 20 مقاتلاً وعثر على ثلاث فتحات للأنفاق.
وأضاف الجيش إن معبر كرم أبو سالم، الذي تسيطر عليه إسرائيل، مغلق اليوم الثلاثاء لأسباب أمنية، وسيعاد فتحه عندما يسمح الوضع الأمني.
وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 34700 فلسطيني حتى الآن، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة. وحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع.
واندلعت أحدث حرب في غزة عندما هاجم مقاتلو “حماس” إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، تعتقد أن 133 منهم ما زالوا في غزة.
إغلاق المعبرين
منعت إسرائيل الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح في قطاع غزة، وفق ما أفاد ناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء.
فلسطينيون ينزحون إلى أماكن أكثر أمانا جنوب قطاع غزة
وقال ينس لايركه في مؤتمر صحافي دوري في جنيف “لسنا موجودين حالياً عند معبر رفح لأن مكتب كوغات (مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية) رفض السماح لنا بالوصول إلى هذه المنطقة”، وهي نقطة العبور الرئيسة للمساعدات الإنسانية. وأضاف، “إسرائيل أغلقت معبري رفح وكرم أبو سالم في إطار عمليتها العسكرية في رفح”. وتابع، “المعبران الرئيسان لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة مغلقان الآن”، وأن وكالات الأمم المتحدة ليس لديها سوى مخزونات قليلة جداً داخل قطاع غزة نظراً إلى استهلاك الإمدادات الإنسانية أولاً بأول، معتبراً أن “منع دخول الوقود إلى غزة لفترة طويلة يقضي على عملية الإغاثة الإنسانية في القطاع”.
مصر تحذر
قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر حذرت اليوم الثلاثاء من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة.
وجاء البيان بعد قليل من سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي الحيوي بين القطاع الفلسطيني ومصر.
ودعا الجيش الإسرائيلي أمس الإثنين إلى إخلاء المناطق الشرقية من رفح وتوجه سكانها نحو “مناطق إنسانية” في المواصي إلى شمال شرقي رفح. واستجاب عدد من الفلسطينيين لطلب الإخلاء، وإن لم يكن في الإمكان إحصاء عددهم أو الوصول إلى أي منطقة إنسانية من تلك التي حددها الجيش.
وأكد الجيش أنه قام بتوسيع “المنطقة الإنسانية في المواصي التي تشمل مستشفيات ميدانية وخيماً وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات”.
ومساء الإثنين، وبينما كانت إسرائيل بدأت بقصف المناطق الشرقية من المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، أعلنت “حماس” أنها أبلغت الوسيطين القطري والمصري “موافقتها على مقترحهما” للهدنة.
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان عقب اجتماع لحكومة الحرب إنه “على رغم أن مقترح حماس لا يلبي مطالب إسرائيل الأساسية، فإن إسرائيل سترسل وفداً للقاء الوسطاء”.