حرية – (8/5/2024)
ألقي طلاء أحمر أمس الإثنين على لوحة “أصل العالم” لغوستاف كوربيه (1866) المعروضة في “مركز بومبيدو” في ميتز، في حادثة اعتبرها بعضهم “عملاً إجرامياً من نسويات متعصبات”، بينما رأى آخرون أنها خطوة فنية، بينما شهد المركز الفني أيضاً عملية سرقة للوحة أخرى.
وقال المتحف لوكالة الصحافة الفرنسية إن عمل غوستاف كوربيه الذي يمثل جهازاً تناسلياً أنثوياً، كان “محمياً خلف واجهة زجاجية”.
والتحرك الذي نظمته فنانة الأداء الفرنسية اللوكسمبورغية ديبورا دو روبرتيس أقيم تحت عنوان “عدم الفصل بين المرأة والفنانة”.
وقالت دو روبرتيس لوكالة الصحافة الفرنسية إن امرأتين كتبتا شعار “مي تو” على لوحة “أصل العالم”، وكذلك على عمل للفنانة النمسوية فالي إكسبورت.
وفي المجمل وُسمت خمسة أعمال بعبارة “مي تو”، وفق مركز بومبيدو في ميتز، الذي أوضح في بيان أن “عدداً قليلاً من الأشخاص عمدوا إلى تشتيت انتباه موظفي الاستقبال والأمن، مما سمح لأعضاء آخرين في المجموعة بوضع علامات على الأعمال المستهدفة”.
وقال المتحف مساء أمس الإثنين، “تفحص حالياً جميع الأعمال”.
وقالت مديرة المتحف كيارا باريسي في تصريحات أوردها البيان، “مع كل الاحترام الذي نكنه للحركات النسوية، نشعر بالصدمة عندما نرى عمليات تخريب تستهدف أعمالاً لفنانين، وخصوصاً لفنانات نسويات في قلب نضالات تاريخ الفن”.
ويظهر مقطع فيديو أرسلته ديبورا دو روبرتيس إلى وكالة الصحافة الفرنسية امرأة تضع علامة على لوحة كوربيه الشهيرة بالطلاء الأحمر، فيما تقوم امرأة أخرى بخطوة مشابهة على لوحة مختلفة، ثم هتفت المرأتان “مي تو” (أنا أيضاً) حاملتين رذاذة الطلاء في أيديهما، قبل أن يسحبهما عناصر الأمن نحو المخرج.
وأوضحت الفنانة أنها أرادت “تحدي تاريخ الفن” من خلال وضع علامة “مي تو” على هذه اللوحة الشهيرة، “لأن المرأة هي أصل العالم”.
وقال المدعي العام في ميتز إيف بادورك لوكالة الصحافة الفرنسية إن شابتين من مواليد 1986 و1993 ومن دون سوابق جنائية، احتجزتا في وقت باكر من بعد الظهر لدى الشرطة.
وفتح التحقيق الموكل إلى دائرة الشرطة القضائية المشتركة بين الإدارات في ميتز بناء على تهمتي إتلاف أو إلحاق ضرر بممتلكات ثقافية أثناء اجتماع، وسرقة ممتلكات ثقافية أثناء اجتماع، بحسب القاضي.
وقد يكون شخص ثالث، لم يقبض عليه، وراء سرقة العمل الفني، بحسب بادورك، والعمل عبارة عن تطريز أحمر على القماش من تصميم أنيت ميساجيه ويعود لعام 1991.
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول هذه النقطة، أكدت دو روبرتيس أن الخطوة ترمي إلى “إعادة الاستحواذ” على العمل الفني.
ونشرت الفنانة مقطع فيديو لفترة وجيزة عبر منصة “إكس” تظهر فيها وهي تنتزع اللوحة من الإطار الذي كانت معروضة فيه، وهو عبارة عن قماشة بطول 39.5 سنتيمتر وعرض 31.5، قبل وضعها في كيس أسود على مرأى من زائر ومصور، وفي الخلفية كانت تتردد صرخات “أنا أيضاً” داخل صالة العرض.
وقال رئيس بلدية ميتز فرنسوا غروديدييه من حزب “الجمهوريون” اليميني إنه “شعر بالغضب والصدمة” من محاولة تشويه لوحة كوربيه، متحدثاً عن “عمل إجرامي ضد عمل كبير من تراثنا”.
ودخلت لوحة “أصل العالم” التي رسمت عام 1866 إلى مجموعات “متحف أورسيه” عام 1995، وتم تداول العمل الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم مرات عدة، وكان آخر مالك خاص له هو المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان.
وسبق أن غرمت ديبورا دو روبرتيس بتهمة التعري أمام كهف مزار لورد عام 2018، كما تمت تبرئتها مرات عدة بعد أفعال مماثلة، ولا سيما عام 2017 لإظهار أعضائها التناسلية في متحف اللوفر أمام لوحة “الموناليزا” في باريس.