حرية – (9/5/2024)
لطالما انشغل علماء الحياة البحرية بالبحث عن الطريقة التي يتواصل بها الحيتان، وقد تكون الطرق التي تتواصل فيها مع بعضها البعض أكثر تعقيدًا مما كان يعتقده العلماء سابقًا.
أوجه التشابه بين لغة الحيتان والصوتيات البشرية
وكشفت دراسة جديدة أوجه التشابه بين لغة الحيتان والصوتيات البشرية، وذلك بعد فحص مجموعة من حيتان العنبر بالمياه المحيطة بجزيرة دومينيكا الكاريبية، وقاموا بتحليل نداءاتها.
وفي دراسة نشرت يوم الثلاثاء في مجلة Nature Communications، أوضح الباحثون أنه يمكن لـ حيتان العنبر، التي تمتلك أكبر أدمغة من أي نوع حيواني على وجه الأرض، أن تجمع وتعدل نقرات وإيقاعات مختلفة لإنشاء نداءات معقدة، تشبه اللغة البشرية، وفق ما نقل تقرير لشبكة “إي بي سي نيوز”.
أصوات الحيتان معبّرة ومنظمة
وأكد فريق الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا القائم على الدراسة، أن رموز حيتان العنبر تظهر تعقيدات أعمق من هوية المتصل، ومع ذلك فإن معلومات النداءات لا تزال غير محددة.
وكتب مؤلفو الدراسة أن أصوات حوت العنبر أكثر تعبيرًا وتنظيمًا مما كان يُعتقد سابقًا، وتم بناؤها من مقدار يشتمل تقريبًا على رموز أكثر تميزًا من حيث الحجم.
تحليل 60 حوتًا من حوت العنبر
من خلال تحليل “الكودا” (CODAS) لحوالي 60 حوتًا من حوت العنبر، حدد الباحثون العناصر الأساسية لـ “الأبجدية الصوتية” التي يعتقدون أن حيتان العنبر تستخدمها للتواصل.
فيما قام الباحثون بتحليل مجموعة من البيانات تضم 8719 كودا، موضحين أن كل رمز يتكون من مجموعات نقرات عادة ما تكون مدتها أقل من ثانيتين.
إرسال شفرة مورس بين الحيتان
ودفعت جوقات “الكودا” المتفاعلة الباحثين إلى الاعتقاد بأن حيتان العنبر كانت منخرطة في حوار يمكن مقارنته بمحادثة بشرية أو إرسال شفرة مورس.
كما أوضح المؤلفون أن أصوات حيتان العنبر تظهر التعقيد على نطاقين زمنيين مختلفين، هما مقياس زمني دقيق يحدد تركيبة كل مقطع فردي، ومقياس زمني أطول يحدد البنية العامة للتبادل التفاعلي عبر الكودات داخل الجوقة.
في حين أن الوظيفة التواصلية للعديد من الكودات تظل سؤالًا مفتوحًا، فإن نتائج الدراسة تظهر أن نظام التواصل في حوت العنبر، من حيث المبدأ، قادر على تمثيل مساحة كبيرة من المعاني المحتملة، باستخدام آليات مماثلة لتلك المستخدمة في أنظمة إنتاج وتمثيل الصوت البشري.