حرية – (14/5/2024)
لفاكهة الفراولة مكانة خاصة بين مختلف أنواع الفواكه الأخرى، وذلك لأنها تُعتبر رمزاً للطعم اللذيذ والفوائد الغذائية العديدة.
ومع ذلك، لا تخلو الفراولة من اختلافات مثيرة تجعلها تحظى بالاهتمام والتفاعل في عالم الزراعة والغذاء.
ومن بين أنواع الفراولة المثيرة للاهتمام تبرز الفراولة الزرقاء المعدلة وراثياً، التي أثارت اهتمام العلماء والمستهلكين على حد سواء.
إذ بفضل التكنولوجيا الوراثية، تم تطوير هذا النوع من الفراولة ليكون ذا أطول مدة صلاحية، وذلك من خلال إدخال جينات من أحد أنواع الأسماك المتواجدة في القطب الشمالي.
وما يميز الفراولة الزرقاء المعدلة وراثياً هو قدرتها على البقاء طازجة لفترات طويلة مقارنة بالأنواع التقليدية الأخرى من نفس الفاكهة.
يعزى ذلك إلى التعديلات الوراثية التي تجعلها تحتفظ بجودتها وطعمها المميز لمدة أطول بعد الحصاد، وهذا ما يجعل المزارعين قادرين على تخزين الفراولة وتوزيعها بشكل أفضل، مما يعزز انتشارها وتوفرها للمستهلكين على مدار العام.
ما هي الفراولة الزرقاء المعدلة وراثياً؟
خلال سنة 2014، بدأ مجموعة من العلماء البريطانيين في العمل على تقنية جديدة، تساعد في تمديد موسم فاكهة الفراولة، وجعلها تدوم لمدة أطول، دون أن تفسد، وذلك كونها من بين الفواكه التي لا تتحمل الحرارة والبرودة في طبيعتها العادية.
وقد تم من خلال عملية التعديل الوراثي للفراولة الحمراء الطبيعية، جعلها تتحمل مختلف البيئات خصوصاً الباردة منها، من خلال دمج جين جديد، مأخوذ من سمك المفلطح المتواجد في القطب الشمالي، في هذه الفاكهة، لتستمر في حالها الطازج لمدة طويلة.
هذا الجين المأخوذ من سمك المفلطح، تمكن من جعل الفراولة تتحول إلى اللون الأزرق، بعد إنتاجها شكلاً طبيعياً من مضادات التجميد، وتمديد موسم نموها، حتى في المناخات الباردة.
كيف تمت عملية التعديل الوراثي للفراولة؟
قام العلماء بحقن بذور النباتات بجينات معينة قادمة من السمك المفلطح في القطب الشمالي، وتم اختيار هذا السمك بشكل خاص دون غيره؛ لأنه يحتوي على مادة مضادة للتجمد الطبيعية، وهي التي تحميه في المياه القطبية.
لكن تجدر الإشارة إلى أن هذا الجين، والذي هو عبارة عن بروتينات سكرية مضادة للتجمد ويرمز لها بـ “AFGPs”، يمكن إيجاده كذلك في أنواع أخرى من الأسماك التي تعيش في المياه الباردة، وكذلك في بعض أنواع الطيور البحرية.
ومع ذلك، يقول العلماء إن النوع الموجود في السمك المفلطح القطبي، والذي يرمز له بـI-hyp AFP، هو الأكثر فاعلية في منع التجمد.
ونتيجة للهندسة الوراثية التي حصلت على هذه الفاكهة، جاءت الفراولة الزرقاء ذات اللون من درجة أزرق كرايولا نيون، بدلاً من اللون الأحمر الساطع المعتاد.
إذ قد تبدو بعض الصور باللون الأرجواني، بينما يكون البعض الآخر بلون التوت الأسود تقريباً، لكنها في الحقيقة تكون زرقاء، وتختلف الدرجة حسب درجة النضج.
هل الفراولة الزرقاء صالحة للأكل؟
بما أن الفراولة الزرقاء هي نوع فراولة معدل وراثياً، فإنها بطبيعة الحال صالحة للأكل، إلا أن الأبحاث ما زالت مستمرة حول الفوائد والأضرار التي يمكن أن تسببها، لكي تكون عملية الاستهلاك دون أعراض جانبية.
إذ يوجد بعض المخاوف المتعلقة بالمأكولات المعدلة وراثياً بشكل عام، من بينها الإصابة بمرض السرطان، في حال تم تناولها بكميات كبيرة.
وحسب مجموعة من الأبحاث التي أجريت خلال السنوات الاخيرة على الفئران والخنازير، فقد تبين أن الأكل المعدل وراثياً لم يسبب لهم أي مرض، إلا أن الأمر ما زال بحاجة لأبحاث أخرى، خصوصاً أن هذه النتائج قد ظهرت على الحيوانات لا البشر.
أين يمكن شراء الفراولة المعدلة وراثياً؟
بالرغم من نجاح عملية تعديل الفراولة وراثياً لتصبح ذات عمر أطول في المناخات الباردة، والفصول المختلفة من السنة، إلا أنها ما زالت غير منتشرة كثيراً في الأسواق، وتتواجد بشكل محدود، كونها ما زالت في مرحلة التجريب.
لكن في حال كان هناك فضول حول هذه الفاكهة المعدلة وراثياً، يمكن شراء بذورها من عدة متاجر إلكترونية، وزراعتها في المنزل، مع اتباع التعليمات الخاصة بالزراعة.
أو كذلك يمكن الحصول عليها من خلال موقع أمازون، الذي يبيعها بكميات محدودة، وذلك لأنها غير متوفرة بكثرة للعرض وتسويقها للجمهور بشكل كامل.
طعم الفراولة الزرقاء؟
بالرغم من أن هذه الفاكهة غير شائعة كثيراً، وغير متوفرة للبيع في أماكن كثيرة، إلا أن هناك بعض المجلات الخاصة بمجال الزراعة، وأخرى مختصة في الأكل، تتحدث عن الطعم الذي يمكن إيجاده في الفراولة الزرقاء.
والطعم هو نفس الفراولة الحمراء العادة، إلا أنها حلوة بشكل أكثر، وهذا ناتج عن كونها تحتوي على نسبة أعلى من فيتامين سي.
وهذا ينفي التساؤل الذي قد يطرح، حول ما إذا كانت تحتوي على طعم السمك، لأنها معدلة من سمكة المفلطح المتواجدة في القطب الشمالي.