حرية – (19/5/2024)
اعتباراً من العام 2024 أصبحت “يو إس إس جيرالد فورد” أكبر حاملة طائرات في العالم، وأكبر سفينة حربية بُنيت على الإطلاق وأغلى السفن التي بنيت في التاريخ. وتقوم البحرية الأمريكية، في خضم تحديث أسطولها البحري، بفحص تكلفة حاملات الطائرات الجديدة من طراز فورد، التي تم بناؤها بتكلفة 13 مليار دولار للقطعة الواحدة٬ فيما تبلغ تكلفة البرنامج الإجمالية 120 مليار دولار. فما قصة هذه السفينة٬ وهل تستحق كل هذه المبالغ الطائلة؟
ما هي “جيرالد فورد” أغلى وأكبر حاملة طائرات في العالم؟
تتميز حاملة الطائرات الأمريكية من فئة فورد بميزات متقدمة كلياً عن غيرها من حاملات الطائرات السابقة، بما في ذلك معدل توليد طلعات جوية أعلى بنسبة 33% مقارنة بحاملة الطائرات من فئة نيميتز، مما يسمح لها بإطلاق المزيد من الطائرات بكفاءة.
وسُميت هذه السفينة على اسم الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة، جيرالد فورد، الذي تضمنت خدمته البحرية في الحرب العالمية الثانية واجباً قتالياً على متن حاملة الطائرات الخفيفة مونتيري في مسرح المحيط الهادئ.
جرى تصميم حاملة الطائرات الأمريكية الجديدة والأحدث في فئتها، والتي يبلغ طولها 337 متراً، للعمل بطاقم مكون من 700 فرد، وأعلنت البحرية الأمريكية أنه تم تزويد حاملة الطائرات بتقنيات جديدة وميزات تُقلل من عبء عمل المراقبة والصيانة على الطاقم. كما تعمل “جيرالد فورد” عن طريق مفاعلين نووين، ونظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي “EMALS”، ومعدات التوقيف المتقدمة “AAG”، والرادار ثنائي النطاق “DBR” وتُعد جميعها قدرات محسنة.
وجرى تصميم تكوين السفينة ومحطة توليد الكهرباء لاستيعاب الأنظمة الجديدة، بما في ذلك أسلحة الطاقة المباشرة، خلال فترة خدمتها البالغة 50 عاماً. وتستطيع حاملة الطائرات الأحدث في البحرية الأميركية، استيعاب حمولة قصوى تبلغ 10 آلاف طن.
تم تزويد “جيرالد فورد” بنظام رادار متكامل للبحث والتتبع ممسوح ضوئياً إلكترونياً. وجرى تسليح جيرالد فورد، بصاروخ “سي سبارو” من تصنيع شركة “Raytheon Evolved Sea Sparrow” الذي يُدافع ضد الصواريخ المضادة للسفن عالية السرعة وذات القدرة العالية على المناورة. ويمكن لحاملة الطائرات الأميركية حمل ما يصل إلى 90 طائرة، بينها مقاتلات “F 35″، و”FA 18 Super Hornet”، وطائرة الهجوم الإلكتروني “EA-18G”، ومروحيات “MH 60 R”، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار.
وعلى الرغم من التكاليف المرتفعة، تقول البحرية الأمريكية إن هذه الحاملات ضرورية للحفاظ على القوة الجوية وتدمير تهديدات الأعداء المتنامية. ومع ذلك، لا تزال المناقشات مستمرة حول ما إذا كانت كلف النقل والتصنيع والاستثمار الضخم في فئة فورد له ما يبرره.
وبحسب مجلة National Interest تقوم البحرية الأمريكية، مثل جميع فروع الجيش الأمريكي، بتحديث وتطوير مخزونها باستمرار. ومع شبح الصراع مع الصين، المنافس القريب، الذي يلوح في أذهان مخططي الحرب، يدرس الجيش الأمريكي التحديثات بشكل أكثر إلحاحاً.
في البحرية، يتم إجراء تحديثات باهظة التكاليف من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية إلى الطائرات بدون طيار إلى الطائرات المقاتلة٬ إلى أساطيل حاملات الطائرات التي تعد حجر الزاوية.
اليوم، تمتلك البحرية الأمريكية إحدى عشرة حاملة طائرات خارقة، وهو عدد أكبر بكثير من أي دولة أخرى على وجه الأرض. لكن عشرة من حاملات الطائرات الإحدى عشرة هذه٬ هي حاملات طائرات من فئة نيميتز، والتي لم تعد في طليعة تكنولوجيا الناقلات، وذلك بفضل فئة فورد الناشئة حديثاً، التي قامت الولايات المتحدة بتشغيل واحدة منها العام الماضي.
120 مليار دولار تكلفة برنامج حاملات الطائرات جيرالد فورد
تعد سفينة Ford -class أغلى سفينة حربية تم بناؤها على الإطلاق في تاريخ الحرب البشرية. وبتكلفة قدرها 13 مليار دولار لكل وحدة، تمثل كل سفينة على حدة استثماراً كبيراً ــ حتى بالنسبة لقوة عظمى غنية بالموارد مثل الولايات المتحدة.
وبينما تبلغ تكلفة كل فئة من سيارات فورد 13 مليار دولار، فإن السعر لا يمثل سوى جزء صغير من التكلفة الإجمالية للبرنامج البالغة 120 مليار دولار.
عندما تفرض على دافعي الضرائب لديك مبلغ 120 مليار دولار، فسوف تواجه بعض التدقيق. ستثير أسئلة مهمة، مثل، هل تستحق هذه النفقات كل هذا العناء؟ هل تستحق فئة فورد هذا الثمن؟
ما الذي ستحصل عليه البحرية الأمريكية مقابل هذه المليارات التي تنفقها على “جيرالد فورد”؟
تقول “ناشونال إنترست”٬ إن السعر البالغ 13 مليار دولار يمنح دافعي الضرائب حاملة طائرات حديثة ومتطورة، بل إنها حاملة الطائرات الأكثر حداثة وتطوراً على الإطلاق. تعتبر سفينة فورد مثيرة للإعجاب بفضل عدد كبير من الميزات المحدثة ومقاييس الأداء الحربية.
وفورد يمكنها توليد معدل طلعات جوية مثير للإعجاب (SGR مقياس معدل إطلاق الطائرات)، أعلى بنسبة 33 بالمئة من فئة نيميتز السابقة. وفي الأساس، حاملة الطائرات هي مطار عائم ومتحرك يمكن وضعه في أي مكان تقريباً في أي لحظة، ولكي تكون حاملة الطائرات فعالة، يجب أن تكون قادرة على إطلاق الطائرات بكفاءة.
بفضل مجموعة متنوعة من التحديثات، وعلى الأخص استبدال المنجنيق البخاري التقليدي بالمنجنيق EMALS الجديد، تتمتع حاملة الطائرات فورد بـ SGR هائل؛ من المتوقع أن تنتج فورد 160 طلعة جوية يومياً (وما يصل إلى 270 طلعة جوية في زمن الحرب).
وبدون فورد، فإن الولايات المتحدة لديها حاملات طائرات أكثر بكثير من أي دولة أخرى على وجه الأرض. ويجادل الباحث الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية باري بوسن، بأن 6 حاملات طائرات ستكون كافية للحفاظ على استراتيجية الولايات المتحدة الكبرى والقتال في صراعين في وقت واحد. إذا قبلنا تحليل بوسن فهذا يعني أن الولايات المتحدة لديها أربع حاملات طائرات أكثر من اللازم.
وحتى لو كان لدى الولايات المتحدة عدد أقل من حاملات الطائرات، فمن الممكن أن يزعم المرء أن حاملات الطائرات هذه لابد أن تكون في المقدمة. حسناً، من الناحية الفنية، كانت فئة نيميتز هي الأفضل -دون أي منافس لها في أي مكان في العالم- حتى تم الكشف عن فئة فورد. ومن المؤكد أن البقاء في صدارة المنافسة أمر تريده واشنطن مع تصاعد سرعة بناء حاملات الطائرات الصينية.
ولا تستطيع حاملات الطائرات من فئة نيميتز الإبحار إلى الأبد وستحتاج في النهاية إلى الاستبدال. لكن هل ذلك اليوم هو اليوم؟ وهل يجب أن يكون البديل برنامجاً بقيمة 120 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب؟ هذه أسئلة مهمة.