حرية – (19/5/2024)
بدأ “حسين جلود” إجراءات قانونية ضد شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية العملاقة للطاقة، بعد أن فقد ابنه بسبب سرطان الدم، الذي يزعم أنه كان ناجماً عن إحراق الغاز في أكبر حقل نفط في العراق.
وبحسب تقرير، لـ”فرانس برس”، يطالب الأب المكلى، الذي يعيش بالقرب من حقل الرميلة في محافظة البصرة جنوبي العراق، بأن تعوضه الشركة عن النفقات الطبية لابنه علي، والتي تركته في ديون ساحقة.
ووفق التقرير، يريد حسين جلود، من شركة بريتيش بتروليوم، تغطية تكاليف العلاج الطبي لطفله البالغ من العمر 21 عاما – بما في ذلك العلاج الكيميائي وزرع نخاع العظام – وجنازته بعد وفاته في أبريل/نيسان من العام 2023.
وفي 22 أبريل/نيسان 2024، أرسل رسالة قبل العمل إلى شركة بريتيش بتروليوم تفصل مطالبته – وهي الخطوة الأولى قبل إطلاق إجراء قانوني – إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن المرحلة التالية ستكون إجراءات المحكمة، وفقا لشركة “هاوسفيلد” وشركائها، وهي شركة المحاماة التي تمثل جلود.
ونقلت فرانس برس، عن جلود، وهو أب لسبعة أطفال ويبلغ من العمر 55 عاماً، قوله إنه لن “يعوض أي مبلغ من المال عن وفاة ابنه، لكن ما يدعيه هو حق له مردفاً: “أنا لا أفعل ذلك فقط من أجل علي ولكن أيضا من أجل الفقراء والمرضى والمتوفين في هذه المنطقة”.
ورأى جلود، أنه إذا فاز بتعويض من شركة بريتيش بتروليوم، فإن “شركات النفط ستكون أكثر حذرا بشأن الإحراق”، وتعد شركة بريتيش بتروليوم واحدة من أكبر اللاعبين الأجانب في قطاع النفط العراقي، مع تاريخ في إنتاج النفط في البلاد يعود إلى عشرينيات القرن الماضي، عندما كانت ما تزال تحت الانتداب البريطاني.
وفي حقل الرميلة، تعمل بالشراكة مع شركة نفط البصرة المملوكة للدولة.
في عام 2022، وثق تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية في ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان بالقرب من حقول النفط في العراق حياة علي كجزء من التحقيق.
دخان أسود
تم تشخيص مشجع كرة القدم علي (نجل حسين جلود) لأول مرة في عام 2016، خلال موعد طبي، قال والده إن “الطبيب سأل عن مكان منزل العائلة”، وعندما قال إنهم يعيشون بالقرب من مداخن التوهجات، خلص الطبيب إلى القول: “لهذا السبب علي مصاب بالسرطان”.
واضطر جلود، إلى بيع ذهب عائلته وأثاثها، والحصول على قرض مصرفي واقتراض المال من الأصدقاء لتغطية الفواتير الطبية لعلي وجنازته، مما تركه مع القليل من الأشياء الأخرى، مردفاً بالقول إنه ليس وحده الذي يفتقر إلى الوسائل للابتعاد عن حقل الرميلة.
قال جلود: “نحن نعيش هنا على الرغم من الصعوبة والخوف من المرض”، معرباً عن أمله في أن يرفع إجراءه القانوني الوعي حول إحراق الغاز ويدفع شركات النفط إلى “تقديم المساعدة الطبية المجانية للمرضى ومساعدة الفقراء الذين لا يستطيعون الانتقال إلى مكان آخر”.
وإحراق الغاز هو حرق الزائد منه أثناء استخراج النفط، ينتج كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون والميثان والسخاج الأسود، مما يعرض الصحة والبيئة للخطر.
وحذرت منظمة السلام الأخضر، من أن العملية “تنتج عددا من الملوثات المرتبطة بالسرطان بما في ذلك البنزين”، حذرت منظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيان حول حالة علي الشهر الماضي، لكن إحراق الغاز أرخص أيضا من التقاط الغاز المصاحب، وتجهيزه وتسويقه.
وعندما اقترب جلود من منزله، قوبل بدخان أسود كثيف ينجرف عبر حية من مشاعل الغاز، بينما في الخارج، يلعب الأطفال كرة القدم أو يركبون دراجاتهم، ويبدو أنهم غير مدركين للخطر، وفقاً لتقرير فرانس برس.
بينما لم تستجب شركة بريتيش بتروليوم لطلب “فرانس برس” للتعليق، لكنها ردت على تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية، إنها “لم تشغل حقل الرميلة أبداً.. وإنها تدفع رسوما مقابل الخدمات التقنية” التي تقدمها والتي أخذتها كمخصصات للنفط الخام”.
وبلغ حجم حرق الغاز في العراق ما يقرب من 18 مليار متر مكعب في عام 2022، مما يجعله الثاني في العالم بعد روسيا، وفقا لأرقام البنك الدولي، لكن الحكومة تعهدت بالتخلص التدريجي من هذه الممارسة، على أمل أن يتمكن الغاز الملتقط من تغذية محطات توليد الطاقة في العراق بدلا من ذلك.
تدعم وزارة النفط العراقية العديد من المشاريع في القطاع الصحي، وفي فبراير/شباط، قالت وزارة الصحة إنها اتفقت مع شركة نفط البصرة على بناء مركز للسرطان في المحافظة الجنوبية، وفقا لتقرير فرانس برس.