حرية – (21/5/2024)
دونالد ترامب، اقتربت محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية دفع المال لشراء صمت ستورمي دانييلز ممثلة الأفلام الإباحية السابقة من مرحلتها النهائية.
ويُتوقع أن تجري المرافعات الختامية الأسبوع المقبل، بالتزامن مع انتهاء الدفاع، أمس الاثنين، من استجواب الشاهد الرئيسي مايكل كوهين الذي لم يسلم من اتّهامات شاهد للدفاع، وفق “فرانس برس”.
وقال القاضي خوان ميرتشان للمحكمة، إنه نتيجة عطلة مقبلة نهاية الأسبوع والسجالات القانونية بشأن التوجيهات الصادرة لهيئة المحلفين، “لن نتمكن من التوصل إلى خلاصة غدًا” كما كان يأمل.
وبعد المرافعات الختامية لفريقي الدفاع والادعاء، سيعطي القاضي ميرتشان توصياته غير العلنية إلى الأعضاء الـ 12 في هيئة المحلفين.
وستُلقى على عاتق هؤلاء المهمة الصعبة لاتخاذ القرار بشأن ما إذا يجدون ترامب مذنبًا بتهمة تزوير 34 مستندًا محاسبيًا لإخفاء أثر مبلغ مالي دفع لدانييلز للتستر على علاقة جنسية جمعتها بترامب.
ودفعت الأموال في نهاية الحملة لانتخابات 2016 التي فاز بها ترامب بالرئاسة على حسابه منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتحتاج إدانة المتهم إلى قرار بالإجماع من هيئة المحلفين. وفي حال حصول ذلك، يعود إلى القاضي تحديد العقوبة التي قد تصل الى السجن.
طرد من القاعة
وشنّ الدفاع، الإثنين، هجومه الأخير ضد محامي ترامب السابق، مايكل كوهين، الذي استغرقت شهادته، وهو الأخير من بين 19 شاهدًا، 4 أيام.
واستدعى الدفاع شهوده، وأحدهم هو المحامي والمخضرم في المحاكم روبرت كوستيلو، الذي تظهر رسائل بريد إلكتروني تم الكشف عنها في جلسة الاستماع، أنه تواصل مع مايكل كوهين عندما ألقى القضاء القبض على الأخير في العام 2018، موحيًا بدعم ترامب له.
لكنّ أسلوب كوستيلو وإيماءاته المسرحية وتعبيره عن سخطه لدى تدخّل القاضي، استدعى الأخير تحذيره بوجوب احترام المحكمة.
وسرعان ما عاد وطرده من القاعة، ليندد بعد ذلك ترامب بالواقعة ويصف القاضي بـ “الطاغية”.
وروى كوهين، الذي كان محامي ترامب الشخصي سابقًا، الأسبوع الماضي، كيف أطلع ترامب على مبلغ قدره 130 ألف دولار دفعه لدانييلز لشراء صمتها بشأن علاقة مفترضة قبل انتخابات 2016 الرئاسية.
لكنّ كاستيلو ناقضة، مشيرًا إلى أن “مايكل كوهين قال مرات عدة إن الرئيس ترامب لم يكن يعرف شيئًا عن هذه المدفوعات، وأنه فعل ذلك من تلقاء نفسه، وقد كررها مرارًا”، في معرض حديثه عن لقاء جمعه به في 17 أبريل/ نيسان 2018.
وكان مايكل كوهين يعتمد هذه الرواية في بداية القضية، بعدما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” في يناير/ كانون الثاني 2018، المدفوعات إلى ستورمي دانييلز.
لكنه عاد وغير روايته أمام القضاء. وبعدما أقرّ بالذنب بتهم عدة حكم عليه بالحبس 3 سنوات قضى منها 13 شهرًا وراء القضبان.
وأقرّ كوهين بأنه إضافة إلى المبالغ التي دفعها وأعيدت له تلقى مبالغ أخر من “منظمة ترامب” كان يفترض أن تسدد إلى أحد الزبائن واحتفظ منها بمبلغ قدره 30 الف دولار.
سرقت منظمة ترامب
فسأله تود بلانش محامي ترامب: “هل سرقت منظمة ترامب؟”، ليجيب كوهين “نعم”.
وسعى محامو ترامب لتصوير كوهين على أنه مجرم مدان صاحب تاريخ من الأكاذيب، مشيرين إلى الفترة التي قضاها في السجن بسبب الاحتيال الضريبي والكذب على الكونغرس.
وأكد كوهين مرارًا أنه يتحمل “مسؤولية” أفعاله وواجه عواقبها. وقبل المحاكمة، بما في ذلك في كتبه، لم يخف الضغينة التي يشعر بها تجاه رئيسه السابق.
مايكل كوهين الذي أصبح العدو اللدود لدونالد ترامب، جعل من الأخير موضوعًا لكتابين وسلسلة طويلة من برامج البودكاست، ما أكسبه 4,4 ملايين دولار منذ العام 2020، وفق ما أقر به، الإثنين.
لكنه قال بتأثر: “لقد انقلبت حياتي كلها رأسًا على عقب” بسبب هذه القضية، مشيرًا إلى أنه فقد استقراره المالي و”سعادة عائلته”. وما يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب نفسه سيدلي بشهادته.
ويشير خبراء إلى أنه من المستبعد أن يدلي ترامب بشهادته في القضية الجنائية الأولى التي يواجهها رئيس أمريكي سابق، إذ أن الأمر قد يعرضه لمخاطر قانونية لا داعي لها وإلى استجوابات من قبل الادعاء.
وتوافقت رواية كوهين بشكل عام مع الشاهدين الآخرين ستورمي دانييلز وديفيد بيكر، الناشر السابق لصحيفة “ناشونال إنكوايرر” الذي قال إنه عمل مع كوهين وترامب للتعتيم على قصص محرجة محتملة عن الرئيس السابق في انتخابات العام 2016.