حرية – (28/5/2024)
سلط موقع “يهود كندا للاخبار” الضوء على قصة العراقية اليهودية رينيه دلال التي اضطرت عائلتها الى مغادرة بغداد في العام 1950، وأصبحت السيدة مع لجوئها الى كندا، رمزا قياديا من رموز الجالية العراقية واليهودية تحديدا، بنشرها الثقافة العراقية وتراثها، والتحدث بصوت اليهود المنفيين.
وذكر الموقع الكندي في تقرير, ان رينيه دلال توفيت في مدينة أونتاريو الكندية عن عمر 91 عاما. واشار الى انها كانت ولدت في العراق في العام 1933، وغادرت مع عائلتها وهي في عمر 17 عاما، واقامت في لندن ثم في اسرائيل، قبل انتقالها إلى تورونتو الكندية العام 1959.
وأشار التقرير إلى أن رينيه دلال كانت أسست وقادت الجالية العراقية اليهودية في أونتاريو، وهي تخرجت من كلية للفنون وهي بعمر 71 سنة، بعدما أحبت الرسم والألوان حيث كانت عائلتها تمتلك مصنعا للبسط والسجاد في العراق، وصار لديها شغف بالفنون.
ولفت التقرير إلى ان رينيه دلال كانت تتطلع الى اخيها الاكبر موريس، وكانا سوية يسبحان في نهر دجلة، ويقومان بـ”اختبار السباحة” حيث كان يتحتم على كل واحد منهما، اجتياز النهر بكامل ملابسه والسباحة عبر التيار.
ونقل التقرير عن ابنها جوزيف قوله إن والدته كانت شخصية فريدة في المجتمع، مضيفا أنه كان “هناك شعور وكأنها فتاة مسترجلة، وذلك بشكل غير مألوف من فتاة يهودية في العراق” في ذلك الوقت.
ولفت التقرير إلى أن رينيه دلال تعرفت على زوجها نعيم، حيث تزوجا وهي بعمر 15 وهو بعمر 25 سنة.
وذكر التقرير أن العديد من العائلات اليهودية العراقية تولت مناصب عليا في الحكومة والقضاء وفي التجارة، وكانت عائلة رينيه من العوائل البارزة التي غادرت العراق خلال السنوات التي تلت المذبحة التي عرفت باسم الفرهود في العام 1941.
ونقل التقرير عن ابنة رينيه دلال، لورا قولها ان امها كانت “تتحدث عن سماع الضجيج والخوف، وبعد ذلك كان هناك نزوح جماعي لليهود من بغداد (في 1950-1951)، لأنهم شعروا أن الأمور لن تكون أفضل مع مرور الوقت”.
واشار التقرير الى ان العائلة غادرت بغداد في العام 1950، اولا الى لندن، حيث أمضوا عامين. ثم انتقلوا في العام 1952 إلى إسرائيل، ثم في العام 1959 انتقلت العائلة الى تورونتو. ولفت التقرير إلى أن رينيه دلال اعطت كل شيء لعائلتها. وتابع ان زوجها نعيم واخرين، اسسوا الجمعية اليهودية العراقية في أونتاريو (IJAO)، لكن قبل تأسيسها، كان مقرها في منزل رينيه دلال، حيث كانت تدعو الأصدقاء من الجالية العراقية اليهودية وتقيم مناسبات احتفالية.
ونقل التقرير عن لورا دلال قولها ان “العديد من تلك العائلات التي عاشت في أحياء بغداد انتهى بها الأمر في تورنتو”، إلى جانب مونتريال ونيويورك.
ورأى التقرير أن فكرة الجمعية كان هدفها تعزيز مجتمع تورنتو من خلال إقامة الاحتفالات وخدمات الأعياد اليهودية العراقية التقليدية. وتابع أنه عندما أصبحت
رينيه رئيسة للجمعية، فإنها قامت بالأشياء بطريقة مختلفة قليلا عن الرجال الذين شغلوا هذا المنصب حتى ذلك الحين.
وبحسب لورا، فإن ذلك كان “شيئا فريدا تماما بالنسبة للمرأة، حيث كانت هذه المرأة تزوجت في سن الـ15، وتعتني بالمنزل والأسرة، وأصبحت قائدة المجتمع، وهي بأسلوبها الإداري، حوّلت المجتمع الى عائلة” خلال رئاستها للجمعية.
وذكر التقرير أن رينيه دلال حرصت مع الآخرين على استمرار التقاليد العراقية داخل مجتمعهم، وهي كانت تنظم مجموعات من النساء لطهي الاطعمة التقليدية للحفلات، وكتابة الرسائل الإخبارية وطباعتها وارسالها بالبريد، وتنسيق خدمات العطلات وفعاليات التحدث عن برامج الجالية. ونقل التقرير ع لورا قولها “لم يكن كل من امي وابي متدينين بقدر ما كانا تقليديين، وكانا يريدان حقا نقل جميع التقاليد إلى أطفالهما واحفادهما والأجيال القادمة حتى يعرفوا جميعا من هم اليهود العراقيين”.
وبحسب التقرير، فإن الجمعية اليهودية العراقية في أونتاريو، نشأت كفكرة
مفادها انه بما ان اليهود لم يعودوا يقيمون في العراق، فانه بحاجة الى التحدث بصوت موحد، عندما دعت الحكومة العراقية في العام 1976 اليهود الى العودة.
وتابع أن التقرير أنه تم تشكيل الجمعية جزئيا للتعبير عن عدم موافقة المجتمع على السلطة العراقية، وكذلك للحفاظ على تقاليد الجالية.
ونقل التقرير عن زيون ساسون، وهي الرئيسة الحالية للجمعية، قولها إن رينيه دلال كانت خلال خطاباتها في الأعياد، تقف بين قسمي الرجال والنساء للتحدث، على أعمال الجميع، موضحة أنه “كانت لديها هذه الخاصية المتمثلة في دعوة الناس للانضمام من أجل الصالح العام … ولم تكن لتنسب الفضل في ذلك إلى نفسها، وبطبيعة الحال، انجذب إليها الناس للانضمام إليها في الجهود التي تبذلها”.
ولفت التقرير إلى أن تعليم رينيه دلال توقف عندما كانت في ال15 من عمرها عندما تزوجت، لكنها كانت دائما شغوفة بالفن، وحتى بعد عقود عادت لمتابعة هذا الشغف. وتابع أن رينيه لم تكن منخرطة مع الجالية اليهودية العراقية فحسب، بل ايضا مع “معبد هولي بلوسوم”، وعملت في لجنة الفنون الجميلة، وكان لها اهتمام طويل بالفن إلى حضور دروس فنية في المكتبة العامة، حيث طورت حبها للرسم.
والتحقت رينيه بكلية للفنون عندما كان عمرها 61 عاما، بعدما كانت توقفت عن الدراسة وهي بعمر الـ15، وحصلت على شهاداتها كاملة، وفي العام 2004، وهي بعمر يناهز 71 عاما، تخرجت رينيه من كلية الفنون مستكملة شغفها بالرسم والألوان.