حرية – (1/6/2024)
كشفت أبحاث حديثة عن علاج مناعي مبتكر قد يكون حلاً واعداً لعلاج سرطان العظام. حيث طور باحثون من كلية لندن الجامعية علاجاً جديداً أظهر نتائج واعدة في مكافحة الساركوما العظمية، وهو نوع من سرطان العظام.
وعلى رغم أن سرطان العظام نادر حدوثه، فإن هناك نحو 160 حالة جديدة تسجل سنوياً في المملكة المتحدة، لكنه يعتبر الأكثر شيوعاً بين المراهقين.
وهناك أكثر من 150 ألف شخص يواجهون حالات تفشى فيها السرطان إلى العظام.
ووجدت دراسة على الفئران أن استخدام نوع معين من الخلايا المناعية يسمى “خلايا غاما دلتا” delta T cells، قد يمثل حلاً فعالاً لعلاج السرطان، الذي غالباً ما يعد مقاوماً للعلاج الكيماوي.
وتعد هذه الخلايا أقل شهرة من الخلايا المناعية يمكن توليدها من خلايا المناعية السليمة للمتبرعين. ويمكن نقلها بأمان من شخص إلى آخر، من دون أي أخطار من الإصابة بمرض “الطعم ضد المستضيف” الذي قد يكون مهدداً للحياة.
ولتصنيع هذه الخلايا، يتم سحب الدم من متبرع سليم، ثم يجري تعديل الخلايا لتحرر أجساماً مضادة تستهدف الأورام ومواد كيماوية تحفز الجهاز المناعي، قبل حقنها في المريض المصاب بسرطان العظام.
وتحمل هذه المنصة الجديدة لتقديم العلاج اسم “أو بي أس- غاما-دلتا التائية” OPS-gamma-delta T.
وأوضح الدكتور جوناثان فيشر، المسؤول الرئيس عن الدراسة والعضو في “معهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية” UCL Great Ormond Street Institute of Child Health ومؤسسة مستشفيات كلية “لندن الجامعية” التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن “العلاجات المناعية الحالية، مثل المستقبلات الخيمرية للخلايا التائية CAR-T (نوع آخر من العلاجات المناعية تستخدم خلايا مناعية معدلة وراثياً)، تعتمد على خلايا المناعة للمريض وتحسين خصائصها في القضاء على خلايا السرطان”، مضيفاً “ومع ذلك، هذا العملية مكلفة وتتطلب وقتاً، وخلال هذه الفترة يمكن أن يتفاقم المرض لدى المريض”.
واستطرد “وعلى رغم من كونه علاجاً فعالاً لسرطان الدم، فإنه أقل فاعلية في مواجهة الأورام الصلبة”.
وأوضح “هناك خيار آخر يكمن في استخدام علاج ’جاهز للاستخدام المباشر‘ المصنع من خلايا المناعة للمتبرع السليم، ولكن يتطلب ذلك اتخاذ الحيطة والحذر لتجنب مرض ’الطعم ضد المستضيف‘، إذ تهاجم خلايا المناعة المتبرعة جسم المريض”.
وأكمل “اكتشف فريق البحث في مختبر فيشر طريقة لتطوير خلايا غاما-دلتا التي لم تستغل شكلاً كافياً من قبل، وأثبتت الأبحاث السريرية سلامتها عند استخدامها من دم المتبرعين غير المرتبطين. وهذا يقدم بديلاً أكثر فاعلية من حيث الكلفة مقارنة بالعملية الحالية لتصنيع العلاج لكل مريض”.
وفي تجربتهم على نماذج فئران مصابة بسرطان العظام، اختبر الباحثون العلاج ووجدوا أن خلايا “أو بي أس- غاما-دلتا التائية” كانت أكثر فاعلية من العلاج المناعي التقليدي في السيطرة على نمو سرطان العظام.
وتبين أن خلايا “أو بي أس- غاما-دلتا التائية” كانت في غاية الفعالية عند استخدامها مع دواء أكثر تأثيراً في العظام – الذي سبق استخدامه بمفرده لتقوية العظام الضعيفة في مرضى السرطان.
ووفقاً للدراسة، تمكن هذا العلاج من منع نمو الأورام في الفئران التي تلقته، مما أدى إلى بقائها بصحة جيدة بعد مرور ثلاثة أشهر.
ولفت الدكتور فيشر إلى أن “آلاف الأشخاص يعانون السرطان الذي ينتشر إلى العظام”، موضحاً “في الوقت الحالي، يوجد القليل جداً مما يمكن فعله لعلاج هؤلاء المرضى. لكن هذه خطوة مثيرة نحو العثور على علاج جديد محتمل”.
وأضاف “نأمل في أن يكون العلاج ناجحاً ليس فقط في مكافحة سرطان العظام، بل في علاج أنواع أخرى من السرطانات لدى البالغين”.
ويعتمد العلاج المناعي على تركيز الجهاز المناعي نفسه في محاربة السرطان، إذ يساعده على التعرف على خلايا السرطان ومهاجمتها.
وبسبب صعوبة علاج السرطان الذي يبدأ أو ينتشر إلى العظام، فهو يعتبر سبباً رئيساً للوفيات المتعلقة بالسرطان.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة “ساينس ترانسليشنال ميديسن” (علم الطب الانسحابي) Science Translational Medicine.