حرية – (8/6/2024)
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم السبت، أن الدفاعات الجوية ومجموعات “صائدي الطائرات المسيرة” المتنقلة أسقطت تسعا من بين 13 طائرة مسيرة روسية فوق أربع مناطق في البلاد.
وذكرت القوات، في بيان، أنه تم إسقاط الطائرات، وهي إيرانية الصنع من طراز شاهد، فوق منطقة بولتافا بوسط أوكرانيا ومنطقتي زابوريجيا ودنيبروبتروفسك بجنوب شرق البلاد ومنطقة خاركيف في الشمال الشرقي.
كما تم إسقاط صاروخ من طراز إكس-59 أطلق من منطقة كورسك الروسية.
وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك سيرهي ليساك، إن هجوم الطائرات المسيرة الذي وقع الليلة الماضية ألحق أضراراً بمبان تجارية وسكنية وخط للكهرباء. ولم تتضح بعد التفاصيل حول الأضرار في المناطق الأخرى.
26 قتيلاً في ضربات أوكرانية
وأمس الجمعة، قتل 26 شخصاً في الأقل وأصيب عشرات آخرون، في ضربات أوكرانية استهدفت مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق وجنوب أوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات المعينة من قبل روسيا. واستهدفت ضربة مزدوجة خصوصاً قرية سادوفي في منطقة خيرسون الجنوبية التي تسيطر عليها موسكو جزئياً.
وكتب فلاديمير سالدو الذي يترأس السلطات المعينة من قبل روسيا في منطقة خيرسون “إثر قصف مقاتلي كييف قرية سادوفي (…) تم تدمير متجر حيث عدد كبير من الزوار والعاملين. قتل 22 شخصاً وأصيب 15 آخرون”.
وأضاف على “تيليغرام” أنه “بعد القصف الأول خرج سكان المنازل المجاورة مسرعين لمساعدة الضحايا، ولكن بعد وقت قصير سقط صاروخ هيمارس”. وأوضح سالدو أن بين القتلى طفلين، مندداً بـ”جريمة شائنة في حق المدنيين” هدفها “إيقاع أكبر عدد من الضحايا”.
وفي وقت سابق الجمعة، قتل أربعة أشخاص وأصيب 57 في ضربة استخدمت فيها صواريخ “أتاكمس” الأميركية الصنع على مدينة لوغانسك في شرق أوكرانيا التي تخضع أيضاً لسيطرة موسكو. وأفادت وزارة الحالات الطارئة الروسية أن هذا القصف الصاروخي تسبب في انهيار مبنى سكني من طوابق عدة.
وقالت وزيرة الصحة المحلية ناتاليا باشتشنكو عبر مواقع التواصل إن “العدد الإجمالي للجرحى في الضربة الصاروخية اليوم على لوغانسك ارتفع إلى 57، قضى أربعة منهم”. ولفت مسؤول منطقة لوغانسك الموالي لروسيا ليونيد باسيتشنيك إلى تضرر مدرستين ثانويتين وثلاث دور حضانة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا “أطلقت عمداً خمسة صواريخ أميركية الصنع على مناطق سكنية في مدينة لوغانسك”. وأضافت “أسقطت الدفاعات الجوية الروسية أربعة صواريخ أميركية. أصاب صاروخ مبنيَين”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة السيطرة على قرية باراسكوفييفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث تحقق القوات الروسية تقدماً في مواجهة القوات الأوكرانية. وتقع هذه البلدة على مسافة نحو 25 كيلومتراً جنوب غرب مدينة دونيتسك عاصمة المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في عام 2022.
وفي الجانب الأوكراني قتلت امرأة مسنة (71 سنة) في قصف روسي لنيكوبول في منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط شرق)، بحسب الحاكم سيرغي ليساك.
“السلام العادل”
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الغرب إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق سلام عادل في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته في أن كييف ستخرج “منتصرة” من هذه الحرب.
وغداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي الذي قاد إلى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، تحدث زيلينسكي إلى البرلمان الفرنسي في باريس.
ماكرون وزيلينسكي يصلان لعقد مؤتمر صحافي مشترك بقصر الإليزيه في باريس
وأعرب أمام المشرعين الفرنسيين الجمعة عن أمله في أن تؤدي القمة التي تستضيفها سويسرا في وقت لاحق من هذا الشهر في شأن السلام في أوكرانيا، إلى تسريع التوصل إلى نهاية عادلة للصراع.
وقال إن “قمة السلام يمكن أن تصير صيغة تجعلنا أقرب من نهاية عادلة لهذه الحرب”. وأضاف “أنا ممتن لكل ما تفعلونه، وهو كثير، ولكن من أجل سلام عادل لا بد من بذل مزيد من الجهود”.
وحذر من أنه بعد مرور 80 عاماً على إنزال النورماندي في الحرب العالمية الثانية، لم تعد أوروبا “للأسف قارة تنعم بالسلام” منذ الهجوم على أوكرانيا، واصفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “عدو مشترك” لبلاده ولأوروبا.
إرسال مدربين إلى كييف
وأكد زيلينسكي الذي استقبله الرئيس إيمانويل ماكرون بعد ظهر الجمعة في قصر الإليزيه أن “النصر” ممكن على رغم التقدم الروسي على الجبهة. وقال “هل يمكننا الفوز في هذه المعركة؟ طبعاً”. وحذر من أن “هذه المعركة أمام مفترق طرق” لكن “من أجل السلام العادل، هناك حاجة إلى المزيد (…) هذا ليس انتقاداً، بل الطريقة التي يهزم فيها الشر، بذل مزيد من الجهد اليوم”.
وقال الرئيس الفرنسي إلى جانب نظيره الأوكراني إنه يريد “وضع اللمسات الأخيرة على تحالف” الدول المستعدة لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا، مؤكداً البدء المرتقب لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات ميراج 5-2000 الفرنسية.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه إن “كثيراً من شركائنا أعطوا موافقتهم بالفعل” و”سنستغل الأيام المقبلة لوضع اللمسات النهائية على التحالف”، معتبراً أن هذا الطلب المقدم من أوكرانيا “مشروع”.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن الأوكرانيين “عبروا صراحة عن احتياجاتهم لسبب بسيط” ألا وهو أنهم في صدد “التعبئة بقوة شديدة” وسيتعين عليهم “تدريب عشرات آلاف الجنود”، وهو أمر “أكثر عملية على الأراضي الأوكرانية”.
والخميس، قال الرئيس ماكرون في حديث للتلفزيون الفرنسي إن فرنسا ستنقل طائرات مقاتلة من طراز ميراج-2000 إلى أوكرانيا في إطار تعاون عسكري جديد مع كييف التي تحارب الهجوم الروسي. ورداً على سؤال حول ما إذا كان إرسال مدربين غربيين إلى أوكرانيا لتدريب الطيارين الأوكرانيين على هذه المقاتلات يشكل تصعيداً في مواجهة موسكو، قال ماكرون “الجواب هو كلا”.
ووفقاً للناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف فإن هذه التصريحات تظهر أن فرنسا “مستعدة للمشاركة بصورة مباشرة في الصراع”.
وتواصل كييف مطالبة أوروبا بزيادة دعمها العسكري مع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في الأشهر الأخيرة في شرق أوكرانيا وشمالها، وفي وقت يشعر الحلفاء بالقلق إزاء التبعات المحتملة على الحرب في حال فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
الدعم الأميركي
وخلال اجتماع عقد بين زيلينسكي والرئيس الأميركي جو بايدن في باريس أعلن الأخير مساعدة جديدة بقيمة 225 مليون دولار لأوكرانيا، مؤكداً أن “الولايات المتحدة ستكون معكم دائماً”.
وقال بايدن “أنتم لم تستسلموا”، مقدماً “اعتذاراته” عن أشهر المفاوضات التي سبقت إقرار الكونغرس حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
من جهته، شكر زيلينسكي بايدن على “الدعم الكبير” الذي تقدمه الولايات المتحدة، وأضاف “نحن نعتمد على دعمكم”.
تحقق القوات الروسية تقدماً في مواجهة القوات الأوكرانية
وخلال احتفالات السادس من يونيو (حزيران) أجرى بايدن مقارنة بين قتال الأوكرانيين ضد القوات الروسية ومعركة تحرير أوروبا من ألمانيا النازية.
وبعد ظهر الجمعة، تحدث الرئيس الأميركي من بوانت دو هوك في نورماندي قائلاً “أرفض تصديق أن عظمة أميركا هي أمر من الماضي”، مستحضراً ذكرى الجنود الأميركيين الذين شاركوا في واحدة من أصعب المعارك في يوم الإنزال.
وعلى صعيد آخر قال “الديمقراطية الأميركية تتطلب (…) أن نؤمن بأننا جزء من شيء أكبر من أنفسنا، لذلك فإن الديمقراطية تبدأ مع كل منا”.
روسيا تعتقل فرنسياً
أمرت محكمة في موسكو الجمعة بوضع الفرنسي لوران فيناتييه العامل في منظمة غير حكومية سويسرية تنشط في تسوية النزاعات، قيد التوقيف الاحتياطي بانتظار محاكمته لاتهامه بجمع معلومات حول الجيش الروسي. وتأتي هذه القضية فيما يتصاعد التوتر بين البلدين، إذ تشتبه باريس في وقوف روسيا خلف حملات تضليل إعلامي ومساع لزعزعة الاستقرار، فيما تأخذ موسكو على فرنسا دعمها المتزايد لأوكرانيا.
وطالب الرئيس الفرنسي بإطلاق سراح لوران فيناتييه على الفور، معلناً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني في باريس أن “المعلومات الدعائية التي أعطيت عنه غير مطابقة للواقع، لذا ندعو إلى أن توضح روسيا كل العناصر وتطلق سراحه بأسرع وقت ممكن”.
واستجابت محكمة زاموسكفوريتسكي في موسكو لطلب المحققين وأمرت بوضع لوران فيناتييه (47 سنة) الذي اعتقل الخميس، قيد التوقيف حتى الخامس من أغسطس (آب) على أقرب تقدير بانتظار احتمال محاكمته، على ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
والتهمة الوحيدة التي وجهت إليه خلال جلسة الجمعة هي عدم تسجيل نفسه كـ”عميل أجنبي”، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن خمس سنوات. ويفرض قانون “العملاء الأجانب” على أي شخص يحصل على دعم خارجي أو يعد تحت “تأثير خارجي” تسجيل نفسه بهذه الصفة. وتستخدم السلطات الروسية هذا القانون لقمع منتقديها ومعارضيها ومراقبتهم.
وعند مثوله الجمعة في قفص الاتهام قدم الموقوف متكلماً باللغة الفرنسية فيما كانت مترجمة تنقل كلامه إلى الروسية “اعتذاراته لعدم التسجيل”، مشدداً على أنه “خلال عملي برمته، كثيراً ما حاولت… عرض مصلحة روسيا ودعمها وشرحها”.
وأكد محاميه أليكسي سينيتسين أن موكله “لم يكن يعلم” أنه ملزم بتسجيل نفسه بهذه الصفة، وطلب وضع فيناتييه المتزوج والأب لأربعة أولاد، رهن الإقامة الجبرية في موسكو في منزل زوجته وليس في السجن، لكن المحكمة لم تستجب طلبه.
وكانت لجنة التحقيق الروسية التي تحقق في الجرائم الكبرى أكدت الخميس أن فيناتييه كان يجمع معلومات عن الأنشطة العسكرية الروسية “يمكن أن تستخدم ضد أمن الدولة في حال حصول مصادر خارجية عليها”، مما قد يقود إلى ملاحقات أخرى في حق الموقوف.
وذكرت مصادر أن فيناتييه كان يعمل منذ سنوات على النزاع بين روسيا وأوكرانيا، قبل بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، في سياق جهود دبلوماسية تجري في الكواليس بموازاة تحركات الدول. وطالبت منظمته “مركز الحوار الإنساني” الخميس بـ”إطلاق سراحه”، فيما أشار ماكرون إلى أن فيناتييه ليس “في أي من الأحوال … شخصاً كان يعمل أو يعمل لصالح فرنسا”.
وينشط وسطاء المنظمات غير الحكومية مثل مركز الحوار الإنساني في سرية خارج دائرة الدبلوماسية التقليدية، مما يسمح بتنظيم اتصالات غير رسمية بين جهات متخاصمة، لكنه قد يعرض هؤلاء الناشطين لاتهامات بالتجسس.
تشكيل “عصابة إرهابية”
من جهة أخرى وجهت التهمة الجمعة في فرنسا إلى أوكراني روسي غداة توقيفه للاشتباه في تخطيطه عملاً على صلة بمخطط إرهابي، على ما أفادت النيابة العامة المكلفة مكافحة الإرهاب.
وبحسب النيابة العامة اتهم بـ”تشكيل عصابة إرهابية إجرامية وحيازة مواد أو متفجرات بغية التحضير لتدمير أو للإساءة إلى أشخاص، على ارتباط بمخطط إرهابي”.
وقال مصدر مطلع على التحقيق أن المشتبه فيه البالغ 26 سنة يبدي “التزاماً موالياً لروسيا” بعدما “قاتل مدى سنتين في صفوف الجيش الروسي”، وهو اكتسب الجنسية الروسية “قبل بضع سنوات”.
الأصول الروسية
من جانب آخر يأمل قادة دول مجموعة السبع التوصل إلى اتفاق لاستخدام الأصول الروسية المجمدة من أجل مساعدة أوكرانيا خلال القمة المقرر عقدها الأسبوع المقبل في إيطاليا، غير أنه لم يتم التوصل إلى إجماع في الوقت الحاضر بهذا الصدد، على ما أفادت مصادر دبلوماسية الجمعة.
ويجتمع قادة الديمقراطيات السبع الثرية (الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) في بوليا بجنوب إيطاليا من الـ13 إلى الـ15 من يونيو (حزيران). ويشارك الرئيس الأوكراني في القمة لمطالبة الحلفاء الغربيين بزيادة مساعدتهم لبلاده، قبل التوجه إلى قمة حول السلام في أوكرانيا تعقد في سويسرا.
ويأمل قادة الدول السبع التوصل إلى اتفاق لاستخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة لتقديم دعم مالي لأوكرانيا ومساعدة إعادة الإعمار بعد الهجوم الروسي على هذا البلد.
وأفاد وزراء مال الدول السبع خلال اجتماع الشهر الماضي عن إحراز “تقدم” في محادثاتهم، لكن مصادر إيطالية ذكرت الجمعة أن المناقشات معقدة وفنية. وأعرب مصدر دبلوماسي من دولة أخرى من مجموعة السبع عن تفاؤله في شأن إبرام اتفاق الأسبوع المقبل، لكنه أشار إلى أنه ليس هناك إجماع حتى الآن.
وتدفع الولايات المتحدة مجموعة السبع نحو استخدام الفوائد على 300 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي والدول السبع لضمان قروض تصل إلى 50 مليار دولار لأوكرانيا. لكن لا تزال أسئلة كثيرة مطروحة، ولا سيما لمعرفة الجهة التي ستصدر الدين وما سيحصل إن أزيل الحجز عن المبالغ في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال مصدر حكومي ألماني أن برلين متفائلة في شأن التوصل إلى اتفاق خلال القمة، لكنها لفتت إلى أن أي اتفاق يجب أن يحصل على موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي حيث يجمد القسم الأكبر من الأصول.
كما ستتناول المباحثات الحرب بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة التي دخلت شهرها التاسع، في سياق محادثات أوسع نطاقاً حول الشرق الأوسط، وفق مصادر إيطالية. وسيبحث القادة أيضاً مخاوفهم في شأن دعم الصين التوسع العسكري الروسي وما يعتبرونه تعاوناً متنامياً بين موسكو وكوريا الشمالية.
وسيشمل جدول أعمال القمة تحسين العلاقات مع أفريقيا مع ترقب حضور قادة كينيا والجزائر والاتحاد الأفريقي إلى بوليا، كذلك سيبحث القادة مسائل التجارة العالمية والأمن الاقتصادي بما في ذلك مخاوف الولايات المتحدة في شأن فائض القدرات الصناعية الصينية.