حرية – (8/6/2024)
ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية، أن فريقا من الباحثين تمكن من اكتشاف المحرك الرئيسي لداء الأمعاء الالتهابي (IBD) والعديد من الاضطرابات المناعية الأخرى التي تؤثر في الكبد والشرايين والعمود الفقري، مما زاد من نسبة الآمال بالشفاء لدى ملايين المرضى حول العالم.
ووفقا لموقع “مايو كلينك” الطبي، فإن مرض الأمعاء الالتهابي هو مصطلح يشير إلى الاضطرابات التي تشمل التهاب الأنسجة المزمن في السبيل الهضمي (القناة الهضمية أو السبيل المعدي المعوي).
وتشتمل أنواع مرض الأمعاء الالتهابي:
التهاب القولون التقرحي، الذي يتسبب بالتهاب وتقرحات على طول بطانة الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم.
داء كرون، الذي يتسم بحدوث التهاب في بطانة السبيل الهضمي، غالبًا ما يشمل الطبقات العميقة من السبيل الهضمي.
ويؤثر داء كرون غالبًا في الأمعاء الدقيقة. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر أيضًا في الأمعاء الغليظة، وفي حالات نادرة قد يؤثر في السبيل المعدي المعوي.
وعادةً ما تقترن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي وداء كرون بظهور أعراض مثل الإسهال ونزيف المستقيم وألم البطن والإرهاق وفقدان الوزن.
وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يكون مرض الأمعاء الالتهابي مجرد مرض خفيف، لكنه قد يتطور بالنسبة إلى آخرين ليصبح داءً منهكا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة.
“إنجاز مهم”
حسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن الكشف الأخير يعد إنجازا مثيراً للاهتمام بشكل خاص، لأن المسار البيولوجي المكتشف حديثاً يمكن استهدافه بواسطة الأدوية المستخدمة بالفعل، مع العمل الجاري لتكييفها مع المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء وغيره من الحالات.
وأوضح رئيس مجموعة الآليات الوراثية لمختبر الأمراض في معهد فرانسيس في لندن، الطبيب جيمس لي، أن ما جرى اكتشافه “هو أحد المسارات المركزية التي تسوء عندما يصاب الناس بمرض التهاب الأمعاء”.
وأضاف: “حتى بالنسبة لعلم المناعة الأساسي، يعد هذا اكتشافاً مثيراً، فهو يخبرنا بأن هذا أمر يمكننا علاجه”.
وفي حين أن الأدوية مثل الستيرويدات يمكن أن تخفف أعراض أمراض داء الأمعاء الالتهابي، إلا أن بعض المرضى يحتاجون إلى عملية جراحية لإزالة جزء من الأمعاء.
وعثر فريق الباحثين بقيادة لي على هذا الاكتشاف بعد البحث في “صحراء الجينات”، وهو امتداد من الحمض النووي الموجود على “الكروموسوم “21 الذي لا يرمز للبروتينات، والذي تم ربطه سابقاً بمرض التهاب الأمعاء وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
ومن خلال تجارب تحرير الجينات، أظهر العلماء أن الجين “ETS2” أساسي للسلوك الالتهابي للبلاعم وقدرتها على إتلاف الأمعاء في مرض التهاب الأمعاء.
في هذا الصدد، أكد لي أنه “كان هناك بحث لفترة من الزمن عن الدوافع المركزية لهذه العملية المسببة للأمراض، وهذا ما تعثرنا فيه”.
ويعتقد علماء أن المسار البيولوجي نفسه يؤدي إلى اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، بما في ذلك التهاب “الفقار المقسط”، الذي يسبب التهاب العمود الفقري والمفاصل عند نحو واحد من كل 1000 شخص تقريبا في جميع أنحاء العالم، ناهيك عن تسببه أمراض المناعة الذاتية النادرة التي تؤثر في الكبد والشرايين.
ورغم عدم وجود أدوية تستهدف جين “ETS2” على وجه التحديد، فقد حدد علماء فئة من العقاقير المضادة للسرطان تسمى مثبطات “MEK” التي يعتقدون أنها قادرة على إضعاف نشاط الجين.
وفي الاختبارات المعملية، كان أداء الأدوية كما هو متوقع، حيث أدت إلى تقليل الالتهاب في عينات الأمعاء المأخوذة من مرضى التهاب الأمعاء.