حرية – (10/6/2024)
بعد نيويورك ولندن وباريس تفتتح المجموعة الفنية الدولية “تيم لاب”، أول متاحفها الدائمة في الشرق الأوسط بمدينة جدة الساحلية غرب السعودية، ويتوقع أن يجتذب الملايين من الزوار.
ويمتد المتحف الذي اختار ضفاف بحيرة الأربعين مطلاً بمنطقة جدة التاريخية مكاناً له على مساحة تبلغ نحو 10 آلاف متر مربع. ويتكون برنامجه من 5 قنوات، يطوف عبرها الزوار بداخل عالم لا متناهٍ من الأعمال الفنية البصرية. باحثاً عن العلاقة بين الذات والفن والعالم.
ويقدم المتحف مجموعة متنوعة من التجارب الفنية المبتكرة، بما في ذلك “عالم بلا حدود”، إذ يتفاعل الزوار مع الأعمال الفنية ويتعرفون إلى العالم من خلال أجسادهم، و”غابة الألعاب الرياضية”، التي تشجع على النمو الإدراكي من خلال التحديات البدنية، و”مدينة ألعاب المستقبل”، التي تتيح للزوار بناء عالمهم الخاص مع الآخرين.
يقول توشيوكي إينوكو، وهو ضمن فريق المؤسسين لـ”تيم لاب”، “تعتمد أعمالنا الفنية على استمرارية المعرفة عبر تاريخ البشرية الطويل، ونود أن نجعل هذا المتحف تجربة يسافر فيها الناس بين الحاضر والماضي المتصل به بسلاسة، نعلم أن العالم يستمر بلا حدود، إلا أن الأشخاص يحددونه بإدراكهم ويرون كل عنصر فيه مستقلاً عن الآخر”.
لماذا جدة؟
وعن سبب اختيار “جدة التاريخية” وهي أحد مناطق التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو لاحتضان المتحف، يقول توشوكي “جدة واحدة من المدن العالمية الرائدة في الشرق الأوسط وتتمتع بتاريخ عميق وثقافة غنية… هذه المرة، تمكنا من إطلاق تيم لاب بلا حدود على مستوى عالمي، مع هندسة معمارية مميزة في موقع استثنائي”.
وأضاف “يعتمد تيم لاب بلا حدود على مفهوم أن كل شيء موجود في استمرارية بلا حدود. ونريد خلق مفهوم الجمال الذي ترتبط فيه الأعمال الفنية المختلفة ببعضها البعض وتكون متواصلة بلا حدود”.
ويشير وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في منشور له عبر منصة “إكس” إلى أنه “أول متحف دائم لتيم لاب في الشرق الأوسط، وأحد أكبر متاحفها في العالم”.
ويأتي المعرض ذائع الصيت نتيجة تعاون بين وزارة الثقافة بالمملكة والمجموعة العالمية، وهو ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، الذي يهدف إلى تحقيق رؤية السعودية 2030.
وتعد جدة بوابة عبور للمجموعة الدولية لافتتاح مزيد من المعارض والمتاحف في مدن مثل أبو ظبي وبكين.
ويعزز المتحف “تجربة الزائر للمنطقة التاريخية من خلال المحتوى الإبداعي، المتجسد في 80 عملاً فنياً، تم تصميمها خصيصاً للمتحف المقام في جدة، باستخدام تقنيات رقمية متقدمة في رحلة بصرية غامرة تتداخل فيها الأعمال بشكل مبتكر يتخطى الحدود، ليشكل عالماً إبداعياً متكاملاً، تم تصميمه لإثارة دهشة الزوار، وليحفزهم على الاكتشاف وتذوق الفنون بكل الحواس”.
ويقول المتحدث الرسمي للثقافة بالسعودية عبدالرحمن المطوع “إننا نأمل بأن يُسهم المتحف في تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً للفنون والثقافة في المنطقة والعالم”.
رحلة حول العالم
واستقبل المتحف بطوكيو ما يقرب من مليون زائر من 182 دولة ومنطقة خارج اليابان خلال خمسة أشهر فقط من العام الماضي.
و”تيم لاب” التي تأسست عام 2001 هي مجموعة فنية دولية، تسعى ممارساتهم التعاونية إلى التنقل بين الفن والعلوم والتكنولوجيا والعالم الطبيعي من خلال الفن، وتهدف مجموعة متعددة التخصصات من المتخصصين، بما في ذلك الفنانون والمبرمجون والمهندسون ورسامو الرسوم المتحركة وعلماء الرياضيات والمهندسون المعماريون، إلى استكشاف العلاقة بين الذات والعالم، وأشكال جديدة من الإدراك.
ومن أجل فهم العالم من حولهم، يقوم الناس بتقسيمه إلى كيانات مستقلة ذات حدود محسوسة في ما بينها. يسعى فريق TeamLab إلى تجاوز هذه الحدود في تصوراتنا للعالم، وللعلاقة بين الذات والعالم، ولاستمرارية الزمن. كل شيء موجود في استمرارية طويلة وهشة ولكنها معجزة بلا حدود.
أقيمت معارض TeamLab في مدن حول العالم، بما في ذلك نيويورك ولندن وباريس وسنغافورة ووادي السيليكون وبكين وملبورن وغيرها. وتشمل متاحف “تيم لاب” والمعارض الدائمة واسعة النطاق “تيم لاب بوردرليس” و”تيم لاب بلانيتس” في طوكيو، و”تيم لاب بوردرليس شنغهاي” و”تيم لاب سوبر نيتشر ماكاو”.
وأعمال “تيم لاب” موجودة في المجموعة الدائمة لمتحف الفن المعاصر في لوس أنجليس، ومعرض الفنون في نيو ساوث ويلز، وسيدني، ومعرض الفنون في جنوب أستراليا أديلايد، ومتحف الفن الآسيوي في سان فرانسيسكو، ومتحف جمعية آسيا في نيويورك، ومجموعة بوروسان للفن المعاصر بإسطنبول، ومعرض فيكتوريا الوطني في ملبورن، وعاموس ريكس في هلسنكي.