حرية – (10/6/2024)
أعلن الوزير بيني غانتس أمس الأحد استقالته من حكومة الحرب الإسرائيلية، مما يزيد الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع احتدام الحرب في قطاع غزة.
وكان قائد الجيش ووزير الدفاع السابق قد هدد في مايو (أيار) الماضي بالانسحاب من الحكومة لغياب إستراتيجية لفترة ما بعد الحرب في القطاع الفلسطيني، لكن رحيله لن يؤثر في سيطرة ائتلاف نتنياهو الذي يضم أحزاباً قومية ودينية على الكنيست، إذ يحظى بغالبية 64 مقعداً من أصل 120.
ويستحوذ حزب “الليكود” المحافظ الذي يترأسه نتنياهو على 32 مقعداً في الكنيست، وهو أكبر تكتل بداخله، ووزير الدفاع يوآف غالانت هو أحد أعضاء الحزب، لكن الخلافات دبت بينه وبين نتنياهو وبعض القوميين في الحكومة بسبب إستراتيجية الحرب في غزة.
ويشغل حزب “الصهيونية الدينية” الذي يركز على الاستيطان ويترأسه وزير المالية بتسلئيل سموتريش سبعة مقاعد في الكنيست، أما حزب القوة اليهودية القومي المتطرف الذي يترأسه وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير فيشغل ستة مقاعد، بينما يستحوذ حزب “نوعام” على مقعد واحد.
ويشغل الحزبان اليهوديان المتزمتان دينياً “شاس” و”يهدوت هتوراه” (التوراة اليهودي المتحد) 11 وسبعة مقاعد على الترتيب.
“الوقت غير مناسب”
وقال غانتس في خطاب متلفز إن “نتنياهو يمنعنا من المضي نحو نصر حقيقي، ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل ولكن بإخلاص تام”، فيما رد رئيس الوزراء الإسرائيلي في غضون دقائق قائلاً “بيني الوقت غير مناسب للانسحاب من المعركة، إنه وقت توحيد قوانا”.
وكان نتنياهو حض غانتس على عدم الاستقالة أيضاً أول من أمس السبت بعد ساعات من تحرير القوات الإسرائيلية أربع رهائن من وسط قطاع غزة، ويُنظر إلى بيني غانتس (65 سنة) على أنه المرشح الأوفر حظاً لتشكيل ائتلاف في حال إسقاط حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات باكرة.
وقدم حزبه “الاتحاد الوطني” الوسطي مشروع قانون الأسبوع الماضي لحل الكنيست وإجراء انتخابات باكرة، وقال غانتس أمس الأحد إنه “يجب أن تجرى انتخابات تؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب وتكون قادرة على مواجهة التحديات”، وتابع “أدعو نتنياهو: حدد موعداً متفقاً عليه للانتخابات”.
وكان قائد الجيش السابق، وهو أحد المنافسين الرئيسين لنتنياهو قبل انضمامه إلى حكومة الحرب، قد دعا إسرائيل مراراً إلى التوصل لاتفاق لتأمين إطلاق جميع الرهائن وجعل ذلك “أولوية”، ومنذ وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وشهد إطلاق عشرات الرهائن، لم تتوصل إسرائيل إلى أي اتفاق آخر مع حركة “حماس” وواصلت حملتها العسكرية الدامية في غزة.
“العنصر المعتدل”
وترى المحللة السياسية ميراف زونسزين أنه على رغم أن حكومة نتنياهو ليست تحت أي تهديد بالانهيار إلا أن استقالة غانتس تجعلها تفقد “العنصر المعتدل” الوحيد الذي كان في الائتلاف ككل، وأضافت زونسزين “سيبقى نتنياهو مع وزراء اليمين المتطرف فقط، ولم يتضح بعد الدور الذي سيلعبونه”، فيما طالب أحد هؤلاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على الفور بضمه إلى حكومة الحرب بدلاً من غانتس.
ويتعرض رئيس الوزراء لضغوط متزايدة من حلفائه اليمينيين المتطرفين الذين هددوا بالاستقالة من الحكومة إذا مضى قدماً في مقترح هدنة وتبادل أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي، وقد شدد بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على أنه لا ينبغي للحكومة إبرام أي اتفاق ومواصلة الحرب حتى يتم تحقيق الهدف النهائي المتمثل في تدمير حركة “حماس”.
وانتقد سموتريتش قرار غانتس “الاستقالة من الحكومة في وقت الحرب بينما لا يزال المختطفون يموتون في أنفاق ’حماس‘”، أما منتدى عائلات الرهائن والمفقودين فقال إن البلاد “لن تغفر للقادة الذين تركوا الرهائن في أنفاق ’حماس‘”.
ومنذ وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي وشهد إطلاق عشرات الرهائن، لم تتوصل إسرائيل إلى أي اتفاق آخر مع حركة “حماس” وواصلت حملتها العسكرية الدامية في غزة.