حرية – (12/6/2024)
بيعت في لندن مجموعة نصوص طقسية مسيحية مكتوبة باللغة القبطية، قدمتها دار كريستيز على أنها “من أقدم الكتب الموجودة” على الإطلاق، في مزاد بمبلغ 3,06 مليون جنيه إسترليني (3,89 مليون دولار)، حسبما أعلنت دار المزادات القائمة على البيع.
المخطوطة التي تحمل اسم “كروسبي-شوين كوديكس” Crosby-Schøyen Codex مكتوبة، وفق الخبراء، باللغة القبطية على ورق البردي في الفترة ما بين منتصف القرن الثالث والقرن الرابع، وتمثل “أقدم كتاب للنصوص الليتورجية المسيحية”، وتضم خصوصًا رسالة القديس بطرس الأولى وسِفر يونان، وفق دار كريستيز.
ويتكون النص من 51 ورقة (من أصل 68 ورقة تشكل الكتاب الأصلي)، محفوظة في ألواح زجاجية، وتحتوي كل صفحة على ما بين 11 و18 سطرًا مكتوبة في عمودين، وقد كتبها ناسخ واحد.
واكتُشف النص مع أوراق بردي ومخطوطات أخرى في أوائل خمسينيات القرن العشرين في مصر، وحصل عليه جامع التحف السويسري مارتن بودمر، قبل أن تتنقّل ملكيته بين جهات عدة على مدى العقود التالية.
وأضافت دار المزادات أن هذه المخطوطة هي أيضًا “من الشواهد النادرة المحفوظة جيدًا” على ظهر الكتاب كوسيلة لنقل النصوص، باستخدام تقنية لم تتطور كثيرًا حتى اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر.
ويعود اسم المخطوطة إلى المتبرعة الأمريكية مارجريت ريد كروسبي، التي سمحت لجامعة ميسيسيبي بالحصول عليها، وإلى جامع التحف النرويجي مارتن شوين، آخر مالك لها.
أقدم نصوص معروفة للكتابين المقدسين
وقال يوجينيو دونادوني كبير المختصين في مخطوطات العصور الوسطى وعصر النهضة في دار “كريستيز”: “صحيح أنه في تلك الفترة الانتقالية.. بدأ ورق البردي يأخذ شكل المخطوطات.. ومن ثم الكتب التي نعرفها اليوم.. وما لدينا هو أقدم نصوص معروفة للكتابين المقدسين”.
ونسخ الكتاب، الذي يضم 104 صفحات كاتب واحد على مدى 40 عاما في أحد الأديرة بصعيد مصر، واحتفظ به خلف زجاج شبكي، وتحوي المخطوطة رسالة بطرس الأولى وسفر يونان.
بطرس الأولى وسفر يونان
وللعلم فإن رسالة بطرس الأولى كتبها بطرس الرسول أحد تلاميذ السيد المسيح وتبعها رسالته الثانية، وهما أحد رسائل العهد لجديد، بينما سفر يونان كتبه يونان النبي وهو أحد أسفار العهد القديم بالكتاب المقدس.
ورجح دونادوني سبب الحفاظ على المخطوطة إلى المناخ الجاف في مصر، مضيفًا أنه لم يبق حتى يومنا هذا سوى عدد قليل من الكتب التي تعود إلى القرنين الثالث والرابع.
وأردف قائلًا: “كل المخطوطات المسيحية التي توفرت لدينا في القرن العشرين وفي نهاية القرن التاسع عشر تتركز في مصر، بسبب تلك الظروف المناخية الدقيقة للغاية”.
وتم اكتشاف المخطوطة في مصر في خمسينيات القرن الماضي وحازتها جامعة مسيسيبي حيث احتفظت بها حتى عام 1981، وحصل عليها جامع المخطوطات النرويجي مارتن شوين في عام 1988، ويقوم الآن ببيعها بمزاد علني مع بعض المعالم البارزة الأخرى لمجموعة شوين الخاصة به، وهي واحدة من أكبر مجموعات المخطوطات الخاصة في العالم.
مقتنيات مصرية
الملفت للنظر أن دار كريستيز متخصصة في بيع الأثار المصرية فقد سبق وأعلنت إتمام بيع تمثال رأس الملك الفرعوني توت عنخ آمون، رغم اعتراض مصر ومطالبتها بوقف المزاد.
وقالت الدار عبر موقعها الإلكتروني إن “التمثال بيع بمبلغ 4.746.250 جنيها إسترلينيا (نحو 6 ملايين دولار أمريكي)، دون أن تذكر المشتري.
كما باعت دار كريستيز للمزادات العالمية فى لندن، عبر مزاد “أنتيكات”، عددًا كبيرًا من الآثار المصرية والرومانية، ومن بين القطع الأثرية التى فاقت التقديرات المطروحة التى وضعها المزاد تمثال قط برونزي مصري، يرجع فى الفترة ما بين 332 – 30 قبل الميلاد، ويقدر ثمنه ما بين 15 إلى 25 ألف جنيه إسترليني، وتم بيع التمثال بمبلغ يقدر بـ27 ألف جنيه إسترليني.