حرية – (15/6/2024)
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيتفاوض مع أوكرانيا في حال سحبت قواتها من أربع مناطق تطالب بها موسكو وتخلت عن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقللاً من أهمية قمة السلام في سويسرا التي لم تدع إليها بلاده.
وكان بوتين يحدد “شروطه” لوقف هجومه على أوكرانيا المستمر منذ فبراير (شباط) 2022. وجاءت تصريحاته عشية قمة سلام ستعقد في سويسرا وتنظمها كييف وحلفاؤها.
وقال بوتين في خطاب متلفز موجه لدبلوماسيين أجانب في موسكو “يتعين على القوات الأوكرانية أن تنسحب بالكامل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا”.
وأعلنت روسيا ضم المناطق الأربع عام 2022 وإن كانت لا تسيطر على أي منها بالكامل.
وأضاف “ما إن تقول كييف إنها مستعدة للقيام بذلك وتبدأ فعلاً سحب قواتها وتتخلى رسمياً عن مشروع الانضمام للناتو، سنصدر فوراً أمراً لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات”.
وقال الرئيس الروسي إنه “لا يستبعد الإبقاء على سيادة أوكرانية” في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين “شرط أن يكون لروسيا رابط بري قوي مع القرم”.
الرد الأوكراني
وفي المقابل قال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك إن الشروط التي حددها الرئيس الروسي لبدء مفاوضات سلام “منافية للمنطق”.
وكتب بودولياك عبر وسائل التواصل الاجتماعي “إنها مهزلة بالكامل، لذا مرة أخرى يجب التخلي عن هذه الأوهام والتوقف عن التعامل مع ‘اقتراحات روسيا’ بجدية، لأنها منافية للمنطق”.
وكثيراً ما قال محللون عسكريون إن أحد أهداف روسيا الرئيسة في هجومها ربما كان إقامة “جسر جوي” بين روسيا وشبه حزيرة القرم، على امتداد الساحل الجنوبي لأوكرانيا.
غير أن بوتين وكبار المسؤولين الروس كثيراً ما حاولوا تبرير الهجوم بالقول، إن الهدف حماية المواطنين ذوي الأصول الروسية والناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا من نظام “نازي جديد” في كييف.
ورفضت أوكرانيا والغرب الاتهامات معتبرة أنها باطلة وقالت إن الأعمال العسكرية الروسية عدوان إمبريالي صريح.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 مما أثار غضباً دولياً ونزاعاً مسلحاً بين الانفصاليين المدعومين من روسيا وقوات كييف في شرق البلاد.
وقالت أوكرانيا إنها لن تقبل بالسلام إلا إذا انسحبت روسيا بالكامل من أراضيها المعترف بها دولياً، بما فيها شبه جزيرة القرم.