حرية – (29/6/2024)
تصدرت الانتخابات التي ستجرى هذا العام وعلى رأسها الانتخابات الأمريكية والبريطانية والانتخابات الرئاسية في إيران، عناوين الصحف العالمية، كما لاتزال الحرب الدائرة في غزة هي المهيمنة على أخبار وافتتاحيات ومقالات الرأي في وسائل الإعلام عربيا وعالميا.
ونبدأ جولة الصحف لهذا اليوم من صحيفة التلغراف البريطانية التي نشرت مقالاً للكاتب تشارلز مور بعنوان “الزعماء الأمريكيون عار على أمتهم، والبريطانيون فشلوا في إثبات حقهم في القيادة”.
يستهل الكاتب مقالته بالقول إن المناظرة التي جرت هذا الأسبوع بين ترامب وبايدن أظهرت لنا رجلان يتمتعان بخبرة إنسانية تمتد إلى 159 عاماً، لكن دون حكمة أو كياسة، إذ أن “أحدهما وحشي محتال والآخر يعاني من الشيخوخة، وكلاهما غير صادق، وكلاهما أخجل أمريكا”.
ويضيف مور أن المناظرة جعلته ينظر بشكل أفضل قليلاً إلى المناظرة التي جرت حديثا في بريطانيا بين رئيس الوزراء سوناك، وزعيم المعارضة ستارمر، إذ أنه “وعلى الرغم من أنها لم تكن متألقة، إلا أن الرجلين على الأقل، تصرفا بطريقة احترافية، وحاول كل منهم الدفاع عن قضية حزبه”.
ويرى الكاتب أن المشكلة بالنسبة للعديد من الناخبين البريطانيين المتأرجحين هي أن “الزعيم المحترم ليس كافيا، وهو ما يجعلهم مترددين بسبب الفجوة الكبيرة بين بريطانيا والعالم – فيما يتعلق بالحرب والمال والثقافة والديموغرافيا والبيئة – من ناحية، وضعف الحلول التي اقترحتها الأحزاب الرئيسية بشأن الأزمة من ناحية أخرى ما يجعل الاختيار صعبا للغاية”.
ويشير الكاتب إلى أنه وخلال الخمسة أسابيع الماضية، لم يضف حزب العمال أي شيء مثير للاهتمام، في حين لم يحسن المحافظون أيًّا من حظوظهم للفوز، فيما لم تحقق أي من الأحزاب الأخرى اختراقات واضحة.
ويخلص الكاتب إلى أن “المحافظين يستحقون الخسارة، وحزب العمال ليس لديه شيء أفضل يقدمه، أما الأحزاب الأخرى فهي تستحق الاستفادة من ضعف الأحزاب الرئيسية، لكن لا شيء يقترب ولو قليلا من تشكيل حكومة”.
“هذه الانتخابات لن تغير شيئاً”
ولا زلنا في الصحافة البريطانية وصحيفة الإندبندنت التي نشرت مقالا كتبه كيم سينغوبتا بعنوان “انتخابات رئاسية إيرانية ولامبالاة من الناخبين: لا أريد أي شيء مع نظام القمع”
يعتبر الكاتب أن أهمية هذه الانتخابات تأتي في وقت يُخشى فيه من انتشار حرب أوسع النطاق في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة.
ويرى الكاتب أن أشهراً من التصعيد المتبادل بالمدفعية والصواريخ عبر الحدود اللبنانية، تشي باحتمال نشوب حرب مباشرة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من طهران، وبالتالي احتمال انضمام حلفاء إيرانيين آخرين إلى القتال ممن يعرف بـ”محور المقاومة” والجماعات الشيعية في سوريا والعراق، والحوثيين في اليمن.
ويوضح الكاتب أن فرص تخفيف التوتر مع أكبر دولة شيعية في العالم ستعتمد – إلى حد ما – على من سيفوز في الانتخابات الإيرانية، وبشكل أكثر تفصيلا على رجلين: المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني ــ وهو الأمر الأكثر احتمالية خصوصا بعد الأداء المتعثر المثير للقلق لجو بايدن في المناظرة الرئاسية الأميركية بحسب الكاتب.
ويختتم الكاتب مقاله بأن العديد من الشباب في إيران – على وجه الخصوص – يشعرون بـ”الغربة عن نظام الحكم الحالي في أعقاب القمع الوحشي لاحتجاجات الحجاب”، والتي أعقبت وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما قبل عامين، ويرون أنه “لا فائدة من التصويت”، وأن “هذه الانتخابات لن تغير أي شيء”.
“لا نبحث عن حرب، لكننا مستعدون لها”
ونختم جولتنا في صحيفة هآرتس الإسرائيلية وتقرير كتبه يانيف كوبوفيتش بعنوان “وزير الدفاع الإسرائيلي يقول: لا نبحث عن حرب ولكننا مستعدون لها”.
وتطرق تقرير الصحيفة إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، خلال لقاء مع جنود إسرائيليين في شمال البلاد، والتي أكد فيها ما قاله من واشنطن الأسبوع الماضي بأنه “بينما يفضل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع حزب الله، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم محتمل في لبنان”.
ونقلت الصحيفة عن غالانت: “خياراتنا واضحة، ونحن مستعدون لكل منها، نحن نجهز قدراتنا الدفاعية والهجومية – وهذا الأمر برمته يمكن أن يحدث بسرعة كبيرة”، مضيفاً: “من ناحية أخرى نعمل على إيجاد بديل دبلوماسي وهذا هو الأفضل دائما. نحن لا نبحث عن حرب، لكننا مستعدون لها”.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن الولايات المتحدة أرسلت الأسبوع الماضي سفينتها الهجومية البرمائية يو إس إس واسب – USS Wasp إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في إطار محاولتها لمنع تصعيد القتال بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إنه في حين أن لدى السفينة القدرة على المساعدة في إجلاء المدنيين إذا اندلعت حرب، إلا أن هذا ليس السبب الرئيسي لإرسالها، موضحا أن “الأمر يتعلق بالردع”.
كما أشارت الصحيفة أيضا إلى أن الولايات المتحدة أرسلت سفينة الهجوم يو إس إس باتان إلى المياه المحيطة بإسرائيل بعد وقت قصير من الهجوم غير المسبوق لعناصر من حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على بلدات إسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن غالانت قوله مخاطبا الجنود الإسرائيليين: “أعلم أن الأمر ليس سهلا بالنسبة لكم ولأي مواطن في شمال إسرائيل”، “لكن هناك شيء واحد يمكنني أن أخبرك به، وهو أن الأمر أصعب بكثير بالنسبة لحزب الله ولبنان”