حرية – (29/6/2024)
تأهّل المرشحان الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ المتشدّد سعيد جليلي إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، على ما أعلنت وزارة الداخلية اليوم السبت على ضوء نتائج الدورة الأولى السبت.
وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية محسن إسلامي لصحافيين “لم يتمكّن أي من المرشحين من الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات” في الدورة الأولى، وبالتالي سيتواجه “المرشحان الأول والثاني” في دورة ثانية تجري في الخامس من يوليو (تموز)
61 مليون ناخب
ودُعي نحو 61 مليون ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع الموزعة على 58 ألفاً و640 مركزاً انتخابياً تنتشر في سائر أنحاء البلد الممتد من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج جنوباً. وتعيّن تنظيم هذه الانتخابات على عجل بعد مصرع رئيسي في 19 مايو (أيار).
يأمل المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان في أن يكون فلتة الشوط في هذا السباق الانتخابي
تخريب الاتصالات
وأعلن وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع بور عن رصد “سبع حالات من التخريب المتعمد” في خطوط الاتصال مشيراً إلى أن المتورطين بهذه العمليات “حفروا الأرض أكثر من مترين لكن الفرق الفنية تمكنت من إعادة الاتصالات على الفور”.
وتحظى هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ إن إيران، القوة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب المستعرة في غزة إلى الملف النووي الذي يشكّل منذ سنوات عدة مصدر خلاف بين طهران والغرب.
ويتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشحين، جميعهم رجال في الخمسينيات أو الستينيات من العمر. وإذا لم يحصل أي من هؤلاء المرشحين على الغالبية المطلقة من الأصوات، تُجرى جولة ثانية في الخامس من يوليو (تموز)، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في 2005، منذ قيام “الجمهورية الإسلامية” قبل 45 عاماً.
ويُتوقع صدور أول التقديرات لنتيجة التصويت السبت، على أن تصدر النتائج الرسمية في موعد أقصاه الأحد.
فلتة الشوط
ويأمل المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان في أن يكون فلتة الشوط في هذا السباق الانتخابي. وهذا النائب البالغ 69 سنة كان شبه مغمور عندما سُمح له بالترشح من قبل مجلس صيانة الدستور، السلطة المولجة الإشراف على الانتخابات.
وبزشكيان، الطبيب المتحدّر من أصول أذرية والمتحفّظ في مظهره والصريح في كلامه، أعطى الأمل للمعسكرين الإصلاحي والمعتدل اللذين همّشا بالكامل في السنوات الأخيرة من قبل المحافظين والمحافظين المتشددين.
وقال الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005) إن بزشكيان “نزيه وعادل ونبيه”، داعياً الناخبين إلى التصويت له، وكذلك فعل الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني (2013 -2021).
أنصار السلطة
وفي مواجهته، ينقسم أنصار السلطة الحالية بين المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي يرأس حالياً البرلمان، والمرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي والمعادي للتقارب مع الغرب. وتشكّل نسبة الإقبال على التصويت رافعة أساسية لحظوظ بزشكيان في الفوز.
ويأمل المرشح الإصلاحي في أن تشهد نسبة التصويت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي قاطعها نحو نصف الناخبين. وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2021 بلغت نسبة المشاركة في التصويت 49 في المئة فقط، لكن يومها لم يُسمح لأي شخصية بارزة من المعسكرين الإصلاحي أو المعتدل بالترشح.
احتجاجات في الخارج
إلى ذلك، شهدت عدة مراكز الاقتراع خارج إيران تجمعات لمعارضين أطلقوا شعارات ضد النظام ودعوا إلى مقاطعة الانتخابات.
في مدينة سيدني في أستراليا حضر عدد من المعارضين أمام مركز إسلامي عائد للسفارة الإيرانية حوله القائمون الى مركز انتخابي وأطلقوا شعارات مثل “الموت ضد النظام بأكمله” و”نقسم بأرواح رفاقنا أننا صامدون حتى النهاية”.
وفي هامبورغ في ألمانيا شهدت القنصلية الإيرانية تجمعا لمعارضين رددوا شعارات تدعوا إلى مقاطعة الانتخابات. وحضر في التجمع عدد من المحتجين الذين فقدوا أعينهم بإطلاق رصاص مطاطي خلال الاحتجاجات السابقة.
کما حضر عدد من المعارضين أمام القنصلية الإيرانية في لندن وأطلقوا شعارات ضد النظام وطالبوا بمقاطعة الانتخابات.
مير حسين موسوي يرفض التصويت
من جانبها، أعلنت زهراء موسوي ابنة الزعيم الإصلاحي المعارض مير حسين موسوي عن رفض والديها المشاركة في الانتخابات. وكتبت على حسابها في “إنستغرام”: “أتوا بصندوق للتصويت في مكان احتجازهما وقال لهم والداي لن نشارك ولن نصوت في الانتخابات”.
ويقبع مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد في الإقامة الجبرية منذ 15 عاما، بعدما قادا “الانتفاضة الخضراء” التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009. واتهم موسوي وقتها السلطات بتزوير نتائج الانتخابات لصالح الرئيس الأسبق محمود أحمد نجاد الأمر الذي رفضته السلطات وأقدمت على قمع الحركة وقتل عدد من المحتجين كما سجنت المئات منهم.
كروبي يدعم الاصلاحي بزشكيان
على صعيد آخر، أدلى الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي الذي يخضع في الإقامة الجبرية بصوته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية طبقا لما أوردته وسائل الإعلام الإيرانية.
وكان كروبي قد أعلن دعمه ترشيح الإصلاحي مسعود بزشكيان ودعا الناخبين إلى التصويت له. وفي بيان قال كروبي: “أطلب من الشعب العزيز منح ثقته للدكتور بزشكيان. أعرف أن أمامه طريق صعب إذا ما فاز في الانتخابات، لكنني متأكد أنه حاسم في مكافحة الفقر والفساد والتمييز”.
ويقبع كروبي في الإقامة الجبرية منذ انطلاق “الحركة الخضراء” على خلفية الانتخابات الرئاسية التي شابها عمليات تزوير واسعة عام 2009.
وذكرت قناة “إيران إنترناشيونال” التي تبث من لندن أن 67 سجينة سياسية في معتقل “إيفين” سيء الصيت رفضن التصويت في الانتخابات.